ملايين الباكستانيين يعلقون آمالا كبيرة على شودري

كراتشي: اضطرت سوغرا بيغوم الى دفع رشوى بقيمة خمسين روبية (ستة دولارات) ليمثل ابنها المسجون بتهمة السرقة امام قاض، وهو مبلغ كبير لعاملة تنظيفات تحلم كملايين الباكستانيين بنظام قضائي منصف.

وتكسب سوغرا (50 سنة) لقمة عيشها لاعالة ابنتيها من خلال تنظيف حوالى ستة منازل في احياء مدينة كراتشي الراقية جنوب باكستان.

وقالت امام المحكمة حيث كانت تنتظر ابنها "من الصعب جدا ان اجمع هذا المبلغ لكن علي التحقق من ان الحراس يقتادونه الى الجلسة ويسمحوا لي برؤيته".

ومثل سوغرا، علق ملايين الباكستانيين آمالا كبيرة على عودة القاضي افتخار شودري رئيس المحكمة العليا الذي اقاله النظام العسكري في 2007، الى منصبه.

وقالت "استرجعنا القاضي النزيه وآمل في عدالة سريعة لابني البريء".

واعلنت الحكومة الاثنين عودة شودري الى منصبه كما طالبت المعارضة والاوساط القضائية، لتجنب حركة احتجاجية.

ويحظى شودري المعروف بنزاهته، بدعم كبير في بلد لم يعرف يوما قضاء مستقلا ويأمل في اصلاح النظام القضائي الفاسد.

وقال رشيد رازفي المحامي الذي قاد الحركة الاحتجاجية ان "المهمة كبيرة وفي حال لم تنجز فان الناس سيفقدون الامل في القضاء".

وبحسب احصاءات رسمية فان 1,2 مليون ملف معلق في 35 الف محكمة في كافة انحاء البلاد و17 الفا في المحكمة العليا، اعلى هيئة قضائية في باكستان.

وقال ناصر اسلام زاهد القاضي السابق في المحكمة العليا "هناك تأخير كبير في المحاكم. سيكون هذا الامر اصعب مهمة بالنسبة الى القاضي شودري".

والتأخر في اصدار الاحكام وفي الاجراءات القضائية ساهما في ارتفاع عدد المسجونين الى حد كبير. وبحسب اللجنة البرلمانية لحقوق الانسان هناك 100 الف معتقل في سجون البلاد الثمانين القادرة على استيعاب 35 الفا.

وحاولت الحكومة جعل المحاكم تعمل ليلا كما هو الحال في الهند املا منها في معالجة الملفات المكدسة. لكن المحامين غير مقتنعين بان هذا هو الحل.

وقال القاضي نعيم قريشي "انها فكرة عظيمة لكن يصعب تطبيقها لان ذلك لن يترك لنا الوقت لتحضير الملفات".

ومعظم السجناء لا يمثلون امام القضاة بسبب الفساد في ادارة السجون وعدم توفر شاحنات كافية لنقلهم الى المحكمة.

وقال مسؤول في احد السجون طلب عدم كشف اسمه "في كراتشي لدينا 10 حافلات في حين نحتاج الى اكثر من 100".

واضافة الى عدم توفر وسائل النقل، يبقى الفساد آفة رئيسية وسيكون هامش مناورة شودري محدودا بحسب رازفي.

واضاف "انه محاط بعدد كبير من القضاة تعينهم الحكومة ما يشكل عقبة امام اي تغيير جذري".

وجاء محمد اكرم وهو تاجر من كراتشي الى المحكمة التي سيمثل امامها شقيقه بتهمة الاعتداء. وقال "على احد ان يضع حدا للفساد في السجون والنظام القضائي". وتابع "وحده القاضي شودري قادر على ذلك".