أخبار

صربيا تتمسك بكوسوفو بعد 10 أعوام على القصف

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

بلغراد: بعد عشر سنوات على قصف حلف شمال الاطلسي الذي لا تزال صربيا تحمل آثاره، والذي ارغم الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش على سحب قواته من كوسوفو، لا تزال بلغراد تعارض بشدة اعلان استقال اقليمها السابق.

بدأت عمليات القصف في 24 اذار/مارس 1999 بعد فشل مفاوضات السلام برعاية الغرب بين نظام ميلوشيفيتش والانفصاليين الالبان في كوسوفو.

وقال ايغور ماروفيتش الطالب السابق الذي تظاهر ضد الرئيس اليوغوسلافي السابق "كان الجميع يتوقع عمليات القصف لكن احدا لم يظن انها ستحصل وعندما سمعت لاول مرة صفارات الانذار وشاهدت بريقا في السماء اعتقدت انها مناورات".

بالنسبة الى القادة الغربيين، فان مثل هذه الحملة، الاولى من نوعها في تاريخ الحلف الاطلسي، كانت السبيل الوحيد لارغام القوات الموالية لميلوشيفيتش على وضع حد لحملة القمع التي اطلقت في 1998 ضد الانفصاليين الالبان في كوسوفو وانصارهم.

وكان الحلف الاطلسي قصف عشرات الاهداف العسكرية والبنى التحتية (جسور وسكك الحديد وشبكة الكهرباء).

لكن القنابل والصواريخ اخطأت احيانا اهدافها لتسقط على منازل وقوافل للاجئين وحافلة وقطار ومستشفى ومقر السفارة الصينية في بلغراد ما اثار احتجاجات وانتقادات شديدة.

واستمرت عمليات القصف 78 يوما وعندما امر ميلوشيفيتش قواته بالانسحاب من كوسوفو، نددت منظمة هيومن رايتس ووتش بسقوط حوالى 500 قتيل في صفوف المدنيين نتيجة القصف.

وسمح انسحاب القوات الصربية من كوسوفو لقوات الاطلسي (كفور) بان تمهد الطريق امام انتشار بعثة الامم المتحدة في كوسوفو التي تولت ادارة الاقليم.

وخوفا من اعمال انتقامية من قبل البان كوسوفو، لجأ عشرات الالاف من صرب كوسوفو الى صربيا. ومذذاك عادت مجموعة صغيرة منهم الى كوسوفو حيث يقيم اليوم حوالى 120 الف صربي.

واعلن كوسوفو استقلاله في 17 شباط/فبراير 2008، واعترفت به حتى الان 56 دولة.

لكن صربيا تعارض الاستقلال بشدة وطلبت من محكمة العدل الدولية البت في شرعية هذا الاستقلال.

وقال عالم الاجتماع فلادانكو ستوسيتش "انتهى امر كوسوفو. توفي ميلوشيفيتش في 2006 وما زلنا في الفناء الخلفي لاوروبا نحارب من اجل معارك نعرف سلفا انها خاسرة بدلا من ان نتطلع الى المستقبل".

وما زالت صربيا بعيدة عن الدمج الاوروبي وآثار القصف الاطلسي ظاهرة في كافة انحاء البلاد وخاصة على الواجهات المدمرة للمباني التي كانت مقرا لمراكز سلطة ميلوشيفيتش في بلغراد.

وقال الناشط الليبرالي فيليا راتكوفيتش "ستبقى على هذه الحال الى الابد لنتذكر كل ما حصل مهما كانت هذه الذكريات اليمة".

لكن الحركات القومية التي لا تزال نافذة في صربيا تعتبر ان القصف الاطلسي "حرب غربية على صربيا" ودعت الى تجمع الثلاثاء في الذكرى العاشرة لبدء عمليات القصف.

وبعد 10 سنوات لا تزال هناك 2500 قنبلة انشطارية لم تنفجر بعد في صربيا حيث تشكل خطرا على السكان كما ان استخدام الاسلحة التي تتضمن اليورانيوم المنضب قد تتسبب في حالات اصابة بالسرطان بحسب منظمات اوروبية غير حكومية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف