قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: قال عدد من المحللين على دراية بمنطقة جنوب آسيا انه ينبغي على الولايات المتحدة أن تدخل في حوار مع المتمردين الذين تقودهم طالبان اذا ارادت النجاح في افغانستان.وفي ذلك الاطار ينبغي عليها ان توازن بين المصالح المتعارضة للهند وباكستان ولكل منهما مصلحة في أي تسوية سياسية نهائية في افغانستان. وقال سي. راجا موهان استاذ دراسات جنوب آسيا في جامعة نانيانج للتكنولوجيا في سنغافورة "لن يسير الامر بسلاسة ستكون ثمة تعقيدات في كل خطوة."ومن المقرر ان تعلن الولايات المتحدة استراتيجية جديدة في افغانستان وباكستان قريبا وقد المحت الى انها قد تتواصل مع المتمردين لتحديد امكانية فصلهم عن الاسلاميين المتشددين الذين تربطهم صلات بالقاعدة. وهذا الشهر صرح نائب الرئيس الاميركي جو بايدن بانه يعتقد بان نسبة خمسة بالمئة فقط من اعضاء طالبان "لا سبيل لتقويمها".وصرح في مؤتمر صحفي في بروكسل "اعتقد ان الامر يستحق اجراء اتصالات وتحديد ما اذا ما كان هناك من لديهم رغبة في المشاركة في ضمان أمن واستقرار افغانستان." ولكن الهند قلقة من أي توافق سياسي مع طالبان التي كان يربطها تحالف وثيق مع باكستان قبل ان يطيح بها الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لافغانستان في عام 2001.وتتهم الهند باكستان منذ فترة طويلة بانها تستغل صلاتها بالاسلاميين الافغان لتأجيج التمرد في المناطق التي تسيطر عليها الهند من كشمير والسعي لفرض هيمنتها على افغانستان مما يمنحها عمقا استراتيجيا ويمنح جيشها مساحة للعمليات في حالة نشوب حرب مع الهند. كما تشعر باكستان باستياء لتنامي النفوذ الهندي في افغانستان التي تعتبرها محاولة من جارتها الاكبر حجما للضغط عليها من الشرق والغرب.ويقول محللون ان الهند ليس لديها مبرر لمعارضة تسوية سياسية حاسمة مع المتمردين الافغان واغلبهم من البشتون الذين تراجع نفوذهم مع سقوط طالبان في عام 2001. وقال الدبلوماسي الهندي المتقاعد ام. كيه. بهادراكومار "التعامل مع طالبان ضروري."واشار الى ان الهند تربطها علاقات جيدة بالبشتون ترجع الى ما قبل الاستقلال وحمل باكستان مسؤولية اذكاء المشاعر الدينية في افغانستان لاقامة رابطة دينية مشتركة بين البلدين. وقال راجا موهان "بحث شكاوى البشتون هو السبيل بكل تأكيد لاي تسوية. المشكلة الحقيقية مختلفة.. جميع اعضاء طالبان من البشتون ولكن ليس جميع البشتون اعضاء في طالبان. ايجاد الفرق بين الاثنين تحد حقيقي."واضاف "لم يتضح على الاطلاق ما اذا كان ثمة امكانية لتلاقى المصالح الاميركية والباكستانية. تحتاج باكستان الهيمنة الدينية على البشتون بينما تريد الولايات المتحدة فصل البشتون المحافظين عن الايديولوجية الاسلامية المتطرفة وهو نفس هدف الهند." ويقول محللون باكستانيون ان الشكوك الهندية بشأن مواصلة باكستان وبصفة خاصة الجيش الباكستاني القوي دعم التمرد الاسلامي للحفاظ على نفوذها في افغانستان هي شكوك عفى عليها الزمن.ويقولون ان قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني اعاد تعريف العمق الاستراتيجي بانه لا يأتي من افغانستان بل من الاقتصاد القوى والاستقرار في باكستان. وقال شوجا نواز مدير مركز جنوب آسيا في مجلس الاطلسي بالولايات المتحدة " سيبتعدون على الارجح عن المسألة الدينية. يعلم كياني انه لا يمكن الاعتماد على هذه النماذج الدينية."وقال بريان كلولي محلل الشؤون الدفاعية "يريد حقا ان تنجح باكستان بالمعايير الدولية اقتصاديا اولا ثم اجتماعيا." ومهما كانت الخلافات بين الهند وباكستان سيستفيد البلدان بدرجة هائلة اذا توصلت واشنطن لتسوية سياسية في افغانستان تؤدي لعزل الاسلاميين المتشددين. وقال اصف دوراني نائب المفوض السامي الباكستاني في لندن ان الدخول في محادثات مع حركة طالبان الافغانية سيدفع حركة طالبان الباكستانية باتجاه الاعتدال بالنظر الى تقاربهما على اساس هويتهما المشتركة كبشتون.واضاف "ما نراه على الجانب الباكستاني رد فعل لما يحدث في افغانستان." وقال بهادراكومار "لحظة انتهاء الحرب (في افغانستان) ستسير باكستان على طريق الاستقرار" مضيفا ان من شأن ذلك ان يدفع بالتالي جهود السلام في كشمير.وقال راجا موهان ان البلدين اقتربا من التوصل لاطار عمل بشأن اتفاق سلام في عام 2007 ثم نحي جانبا نتيجة عدم الاستقرار السياسي في باكستان. لكن التوصل لتسوية سياسية تمتد من افغانستان الى باكستان وكشمير والهند سيتطلب براعة دبلوماسية استثنائية من واشنطن.وقد توجب عليها بالفعل للدخول في صراع مع القاعدة التي لديها مصلحة كبيرة في تخريب خططها. كما يتعين ان تقرر كيفية تعديل استراتيجيتها العسكرية التي تدفع كثيرا من الافغان في احضان طالبان بسبب سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين. ومع قرب اجراء انتخابات عامة في الهند من المستبعد ان تقدم الحكومة الهندية تنازلات لباكستان في الوقت الحالي وبصفة خاصة اثر الهجوم على مومباي في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.كما ينبغي على واشنطن ان تحدد آليات لاجراء المحادثات والاطراف التي ستتحاور معها.