قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دياربكر: بالرغم من الجهود التي تبذلها حكومة انقرة والحزب الحاكم، يؤكد الحزب من اجل مجتمع ديمقراطي ابرز الاحزاب التي تمثل اكرد تركيا انه سيتمكن من الاحتفاظ بمدينة دياربكر معقل الناشطين الاكراد في الانتخابات البلدية التي ستجري في 29 اذار/مارس.ويطمح حزب العدالة والتنمية المنبثق عن التيار الاسلامي والحاكم في انقرة الى السيطرة على كبرى مدن جنوب شرق الاناضول المأهول بغالبية كردية. لكن مهمته تبدو صعبة في مواجهة الحزب من اجل مجتمع ديمقراطي الذي يسيطر على مدن عدة في المنطقة والذي ينشط من اجل حصول الاكراد على مزيد من الحريات. وفي مدينة افقرتها سنوات طويلة من النزاع بين المتمردين الاكراد وقوات الامن تبدو عملية الاصلاحات التي شرعت بها انقرة بادية للعيان، من باصات صغيرة تبث الموسيقى الكردية في الشوارع وملصقات تقدم مرشحين باللغة الكردية وسكان مبتهجين لبرامج تبث بالكردية على احدى محطات التلفزيون الرسمية.لكن ان كانت هذه التغييرات موضع ترحاب فان الاكراد يشككون في التعهدات التي قطعها رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان لاجراء مصالحة حقيقية بين السلطة والاقلية الكردية. وراى نديم اريكبوغا (31 عاما) امام احد المقاهي بوسط المدينة "ان رئيس الوزراء ليس صادقا".وتثير الترددات بشأن الاصلاحات وذكرى المعارك بين الجيش والانفصاليين في حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره انقرة منظمة ارهابية الشكوك في المستقبل كما ترسخ صور ماض مضرج بالدماء. وقال هذا الرجل الذي فقد عم واربعة ابناء عم في النزاع الكردي "مهما يقولون فان الدولة (التركية) تخلت عنا دوما وفي النهاية (...) فان الاقتراع بالنسبة لي ليس مسالة خدمات، انه نضال من اجل الدفاع عن هويتي".ويعتبر المقاول نور الدين غوريلي ان خيبة امل الاكراد تجاه اردوغان تعود الى معارضته الشرسة لحزب العمال الكردستاني ورفضه العفو عن ناشطيه وهي خطوة قد تضع حدا لاربع وعشرين سنة من الكفاح المسلح برأي جنرال كردي. اما الحزب من اجل مجتمع ديمقراطي الذي تتهمه انقره بانه اداة بيد حزب العمال الكردستاني، فيلعب على الوتر القومي في الانتخابات البلدية. ويتحدث قادته عن انتخابات "استفتاء" حول الهوية الكردية.لكن انصار حزب العدالة والتنمية وهم عديدون في المنطقة يشتكون من تقديمهم وكأنهم "خونة" فيما يمتنع بعضهم عن كشف خياره السياسي. واوضحت ايسي وهي ربة منزل في الرابعة والثلاثين من عمرها ان ناشطين من الحزب من اجل مجتمع ديمقراطي "جاءوا ذات يوم واضطررت للقول لهم باني ساصوت معهم". وتقيم هي واولادها الاربعة في كوخ في المدينة وفيما زوجها ليس لديه عمل دائم.وتتساءل هذه السيدة "حزب العمال الكردستاني هو افضل، أليس كذلك؟" موضحة ان ادارة الخدمات الاجتماعية اعطتها قسائم شراء بقيمة 400 ليرة (180 يورو) وسيتبعها براد الشهر المقبل. لكن بعض الاكراد الميسورين اكثر يرون ان الناشطين القوميين في الحزب من اجل مجتمع ديمقراطي شوهوا صورة دياربكر وابعدوا المستثمرين.ويتمنى قطب الدين ارزو وهو مهندس ومرشح عن حزب العدالة والتنمية اجراء "مصالحة" في المدينة، فيما يتوقع رئيس البلدية الحالي عثمان بيدمير وهو شخصية تتمتع بالكاريسما في الحزب من اجل مجتمع ديمقراطي فوزا كاسحا لولاية ثانية.