أزمة سياسية في تشيكيا والحكومة تستعد للإستقالة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الياس توما من براغ: دخلت تشيكيا في أزمة سياسية بعد نجاح المعارضة وبعض نواب أحزاب الائتلاف الحاكم المنشقين عن أحزابهم في حجب الثقة عن حكومة ميريك توبولانيك من دون أن يلوح في الأفق بعد أي سيناريو متفق عليه بين القوى السياسية الرئيسية في البلاد الأمر الذي يمكن له أن يعجل في إجراء الانتخابات النيابية المبكرة. وقد أعلن رئيس الحكومة انه سيحترم الدستور وسيقدم استقالته غدا للرئيس كلاوس لأنه سيتواجد اليوم في ستراسبورغ باعتباره يترأس الاتحاد الأوروبي.
ولمح إلى أن حزبه المدني ينتظر من الرئيس كلاوس أن يتصرف وفق التقاليد السياسية المتبعة في البلاد في مثل هذه الحالات أي أن يعمد الرئيس إلى تكليف رئيس الحزب الذي فاز بالانتخابات الأخيرة أي حزبه بان يشكل حكومة جديدة مشددا على أن حزبه لن يسمح بان يقوم أي شخص أخر غيره بتشكيل الحكومة الجديدة أما إذا أراد الرئيس تكليف شخص أخر فانه سيفتح الباب عمليا أمام الشيوعيين بشكل مباشر أو غير مباشر للمشاركة في الحكومة حسب قوله.
وأكد انه سيتفاوض مع كافة القوى الديمقراطية بشان تشكيل حكومة جديدة أما في حال عدم حصول مثل هذه الحكومة على ثقة البرلمان فان الحل سيكون بإجراء انتخابات مبكرة. واعترف أن حكومة من دون ثقة البرلمان سيكون موقعها التفاوضي ضعيفا لان الشركاء في الاتحاد الأوروبي تعودوا على التوصل إلى حلول الوسط بعد محادثات صعبة وبهذا المعنى فان الموقع التفاوضي للتشيك سيضعف.
وتترأس تشيكيا منذ مطلع هذا العام الاتحاد الأوروبي ولذلك فإن المراقبين في براغ يرون بان حجب الثقة عن الحكومة سيضعف أداء هذه الرئاسة وسيجعل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يجدد محاولاته لتسلم المبادرة من تشيكيا في رئاسة أوروبا بذريعة أن حكومتها ضعيفة ولا تتمتع بثقة برلمانها في حين أن الأوضاع الاقتصادية الأوروبية تتطلب رئاسة فعالة وديناميكية غير منشغلة بهمومها المحلية.
وتلتقي مختلف الأحزاب السياسية في البلاد على ضرورة إجراء الانتخابات المبكرة غير أنها تختلف في موعدها فرئيس أقوى أحزاب المعارضة الحزب الاجتماعي ييرجي باروبيك اقترح أن تتم في خريف هذا العام أو ربيع القادم رافضا اقتراح رئيس الحكومة المقالة بان تتم صيف هذا العام وذلك لسببن الأول أن تشيكيا تترأس الاتحاد الأوروبي وبالتالي فان بدء الحملات الانتخابية الآن ستجعل السياسيين ينشغلون بالقضايا الداخلية المرتبطة بالانتخابات كما أن إجراء الانتخابات خلال الصيف محفوف بالمخاطر لأنه موعد الأجازات والعطلات وبالتالي فان المشاركة في الانتخابات ستكون ضعيفة.
وتقترح المعارضة استمرار حكومة توبولانيك بتسيير أمور البلاد حتى نهاية الرئاسة التشيكية للاتحاد الأوروبي في نهاية حزيران يونيو القادم يتم بعدها تشكيل حكومة تكنوقراطية تدير أمور البلاد إلى حين إجراء الانتخابات مبكرة غير أن رئيس الحكومة يرفض القبول حتى الآن بفكرة تشكيل حكومة تكنوقراطية مشددا على خيارين إما قيام حزبه بتشكيل حكومة أو إجراء الانتخابات المبكرة في أسرع وقت.
ولا يبدو أن محاولة توبولانيك بتشكيل حكومة جديدة سيكتب لها النجاح لان الناطق الرئاسي التشيكي أعلن أن الرئيس سيكلف بتشكيل الحكومة من يقدم له ما يضمن حصولها على الأغلبية في البرلمان الأمر الذي يصعب تحقيقه في ظل توزع القوى الحالية وبالتالي يبدو أن خيار تشكيل حكومة تكنوقراطية سيكون الأكثر واقعية واللجوء إلى الانتخابات المبكرة في وقت يتفق عليه بين القيادات السياسية.
ويرى المحللون هنا أن سقوط الحكومة سيعقد بالتأكيد إقرار اتفاقية لشبونة من قبل مجلس الشيوخ التشيكي وإقرار الاتفاقيتين الخاصتين بوضع الرادار الأمريكي في تشيكيا من قبل مجلس لنواب كما سيعرقل تماما إقرار المزيد من القوانين الإصلاحية ويجعل موضوع تصدي الحكومة لتداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على تشيكيا اضعف أما مشاريع الخصخصة التي كانت تعتزم القيام بها مثل خصخصة مطار براغ والخطوط الجوية التشيكية فستتجمد على الأرجح لان مثل هذه القرارات الاستراتيجية تحتاج إلى حكومة تتمتع بالثقة وليس إلى حكومة تسيير أمور. يذكر أن حجب البرلمان الثقة عن حكومة توبولانيك سيدخل التاريخ السياسي الحديث لتشيكيا باعتباره الأول من نوعه الذي يواجه حكومة تشيكية.