ملصقات الدعاية الانتخابية تجتاح شوارع الجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: راهن عرّابو حملة الدعاية الانتخابية للاقتراع الرئاسي في الجزائر، على طرق متعددة في سبيل اجتذاب الشارع المحلي، من المهرجانات إلى اللقاءات المباشرة مرورا بالتدخلات التلفزونية والإذاعية. بيد أنّ تركيز مدراء حملات المترشحين الستة أولى اهتماما أكبر بالملصقات الإعلانية وعمدوا إلى تثبيتها باختلاف أشكالها و ألوانها و شعاراتها في سائر الشوارع الكبرى والساحات والأمكنة الشعبية بغرض جذب انتباه الناخبين.في ما يلي ترصد ايلاف بعد جولة قامت بها في شوارع الجزائر، الألوان التي استعملت والصور التي اختيرت والشعارات المرافقة لها، وكيفية توزيعها.
لعب التفاوت في الإمكانيات بين الرئيس المرشح عبد العزيز بوتفليقة ومنافسيه الخمسة، دورا مفصليا في إبراز صور المعنيين باستحقاق التاسع من أبريل، وسط سعي أتباع عبد العزيز بوتفليقة ولويزة حنون وموسى تواتي وجهيد يونسي ومحمد السعيد وعلي فوزي رباعين لاستثمار الجانب الإشهاري في تلميع صورة كل واحد من الأسماء المذكورة.
الرئيس الجزائري المرشح عبد العزيز بوتفليقة الذي يحظى بكامل الحظوظ لإفتكاك فترة رئاسية جديدة، اتخذ من "الاستمرارية" و"جزائر آمنة وقوية" شعاران له، وجرى توزيع ملصقات حاكم البلاد وهو يبتسم ويضع يده على موضع القلب على طول محافظات البلاد . في وقت اختار حزب العمال اليساري لمرشحته "لويزة حنون" (55 عاما) صورة لها وهي تلوح بيدها، واعتمد شعار "لأنّ السيادة الشعبية مناعة للسيادة الوطنية: الكلمة للشعب".
وفسّر كريم بشري القيادي بالتشكيلة، الاختيار بكون الحزب أراد التوكيد على فلسفته القائلة بأنّ الحل الوحيد هو إعطاء الكلمة للشعب، حرصا من مؤيدي أول امرأة عربية وإفريقية تترشح مرتين متتاليتين لأعلى منصب في الدولة، فإنهم قاموا بطبع 150 ألف ملصقا إشهاريا، ويستعدون لتوفير المزيد تبعا لارتفاع الطلبات، بحسب ما قاله قياديو العمال.
أما بالنسبة للملصق الاشهاري الخاص بـ"موسى تواتي" مرشح التيار القومي، فإنّه انطوى بحسب مدير حملته محمد تين على إبراز تطلع متزعم الجبهة الوطنية الجزائرية لحمل رسالة جيل الثورة التحريرية وتبليغها إلى طلائع الجيل الجديد"، وظهر ذلك من خلال تجسيد صورة المشعل إلى جانب صورة المرشح على خلفية الألوان الوطنية، واعتبر محمد تين هذا الملصق الاشهاري الذي طبعت ووزعت منه قرابة ربع مليون نسخة، إضافة إلى شعار موسى تواتي "السلطة للشعب"، بمثابة "معبّر حقيقي" عن ماهية مرشح القوة السياسية الثالثة في البلاد.
على نسق أكبر، وزع الموالون للمرشح الإسلامي جهيد يونسي ما يربو عن نصف مليون ملصق إشهاري، وأورد مدير حملته جمال بن عبد السلام أنه تمت استشارة المرشح قبل تصميم الملصق بعد أخذ عدة صور له في وضعيات مختلفة، ووقع الاختيار في الأخير بالتعاون مع وكالة إشهارية على "صورة معبرة"، يظهر فيها جهيد يونسي مبتسما وهو ينظر إلى أفق بعيد، في دلالة على تفكيره في الطريقة التي يخرج بها الشعب الجزائري من عنق الزجاجة إلى وضع أفضل.
واختار جهيد يونسي اللون الأخضر، واعتبره جمال بن عبد السلام "لون الوطنية واللون الذي يرمز للدين الإسلامي ويعبر عن قناعات مرشح حركة الإصلاح الإسلامية، علما أنّ جهيد يونسي اتخذ من توليفة "فرصتكم للتغيير" شعارا له، قائلا أنّه سيسعى لكسر حاجز اليأس في نفوس الشعب جراء ما فعلته سياسات سابقة.
علي فوزي رباعين رئيس الحزب الصغير "عهد 54"، رفع شعار "البديل والقطيعة"، واختار ملصقا تعريفيا بشخصه دون أن يحمل في خلفيته ألوانا أو رموزا، بهذا الصدد، ذكر مدير حملته عيسى بلمكي أنّ "إهمال" التفاصيل في الإشهار لرباعين الذي حلّ أخيرا في رئاسيات 2004، يجد تفسيرا له في كون "برنامج المترشح كفيل بأن يُعرّف الناخبين بتوجهاته و نظرته لجزائر المستقبل" على حد قوله، وأضاف بلمكي أنّه على هذه الخلفية جرى التخلي عن تبني أي شعار والتركيز على التجمعات واللقاءات الجوارية بدل ذلك.
بدوره، أشهر المرشح الإسلامي محمد السعيد شعار "التغيير الآن وليس غداً"، وأشارت سعاد العيادي مسؤولة الإعلام بمداومة محمد السعيد، أنّه على ضوء البعد السميولوجي للملصق الاشهاري وأبعاده الحساسة، تمّ اختيار صورة الملصق والألوان بكيفية مدروسة وليس اعتباطية، وتبرر اللون البرتقالي بكونه يهدف إلى "بعث التفاؤل و التجديد" بالإضافة إلى رمز العلم الوطني و صورة المترشح محمد السعيد الذي يقف ملوحا بيده اليمنى، وجرى سحب 70 ألف ملصق إشهاري لمحمد السعيد منذ بدء الحملة قبل أسبوع.
التعليقات
المشكل ليس المشاركة
احمد الغرباوي -في نظري لو كانت المشاركة المكثفة في الإنتخابات المفبلة هي المدخل الأساسي للنهوض بأوضاع الجزائر و تحسين ظروفها الإقتصادية و الإجتماعية لنادت كل الأحزاب السياسية و المجتمع المدني و الشخصيات الوازنة الشعب بالحضور بقوة يوم 9 أبريل لاختيار السيد عبد العزيز بوتفليقة المحترم كرئيس للجزائر.الأزمة الجزائرية تتعلق بوجود نخبة فديمة مسيطرة على الحكم بالقوة تسببت في تأزيم أوضاع الجزائر الغنية بمواردها. فباعتراف السيد الرئيس نفسه تم إنفاق 160 مليار دولارخلال السنوات الأخيرة و أزمة البطالة و الفقر و السكن و تراجع مؤشر نمو الإقتصاد و الإختلاسات و الصفقات الوهمية و غلاء فاتورة الواردات هي هي لم تتغير.الجزائر التي يعاني أهلها حالة الطوارئ منذ أزيد من 17 سنو ويخون زعماؤها السياسيون و يضايق مجتمعها المدني . الشعب الذي صودر حقه في تعديل الدستور كيف له أن يقبل على الإنتخابات و يجدد ثقته في الذين علقوا الجزائر فوق أعمدة المحنة و العذاب. الشعب يعرف بأن السيد عبد العزيز مهدت له الطريق للفوز بالانتخابات يوم عدل الدستور في غيابه .