قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
نجلاء عبد ربه من غزة: بدا المسن عبد الكريم السميري، احد الفلسطينيين المدمرة منازلهم، أكثر تخوفاً بإنهاء حياته دون العودة إلى منزله الذي ولد وتربي فيه. وقال المسن الذي شارف السبعين من عمره لإيلاف "توقعنا أن يعيد المجتمع الدولي بناء مساكنا وإعمار قطاع غزة في غضون 6 أشهر على الأكثر، لكن يبدو أن الأمر سيستغرق سنين عديدة".ويعيش السميري في منزل إستأجره بـ 150 دولار وسط مدينة دير البلح، بينما ترك أرضه ومنزله المدمر، القريب من الحدود مع إسرائيل، خوفاً على حياته وحياة أولاده. وبالقرب من البيت الجديد الذي يعيش فيه حالياً السميري، يجلس محمد أبو ظاهر (40 عاماً)، يأخذ قسطاً من أشعة الشمس بجانب أطفاله. يقول أبو ظاهر لإيلاف "المشكلة عندنا تكمن في أمرين متلازمين، الأول هو إستمرار الخلاف الفلسطيني وعدم وجود حل للإشكالية العالقة بين حركتا فتح وحماس، كبرى الفصائل الفلسطينية، والأخرى في تعطيل إسرائيل لدخول مواد البناء وتسهيل حركة المعابر التجارية لإستئناف إعادة إعمار منازلنا". ويبدو واضحاً، بسحب أبو ظاهر "فإن سنوات كثيرة ستمر قبل أن نعود إلى منازلنا التي دمرتها إسرائيل في حربها الأخيرة على غزة". وكان منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط "روبرت سيري"، أعرب عن قلقه لعدم تحقيق أي تقدم يذكر في عملية إعادة بناء قطاع غزة بعد أكثر من شهرين على وقف الهجوم الإسرائيلي على القطاع. وقال سيري بعد زيارة قام بها لقطاع غزة أمس الأربعاء، إنه يشعر صراحة بالقلق لعدم تقدم الأمور بطريقة ملحوظة على الأرض بعد شهرين من النزاع. وأضاف "أننا بحاجة إلى إحراز تقدم عاجل بشأن وقف إطلاق النار والمعابر وتبادل الأسرى والمصالحة بين الفلسطينيين". وأوضح أن ذلك سيخدم كل الذين يسعون، من كل جانب، إلى السلام عبر المفاوضات والتعايش. وأكدت ياسمين (35 عاماً)، سيدة فلسطينية دمرت إسرائيل منزلها في مدينة رفح، أقصى جنوبي قطاع غزة، أن حياتها الجديدة في بيت إستأجره زوجها "سيئة للغاية". وقالت لإيلاف "لن أستطيع أن أتعود على حياتي الجديدة في غضون أشهر (..) لقد كُنّا سعداء جدا في منزلنا السابق رغم تواضع بناءه، لكنه يمثل لي ولأطفالي مملكة خاصة بنا، إلا أن الأمر يختلف تماماً بعد تدمير إسرائيل لبيتنا".
وشن الجيش الإسرائيلي في 27 ديسمبر الماضي، حرباً على قطاع غزة، بهدف وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية. وأسفرت الحرب التي إمتدت لـ 22 يوماً عن مقتل أكثر من 1450 فلسطيني وتدمير عدد كبير جدا من المنازل ومن المباني العامة. ولا زالت إسرائيل تفرض حصارا قوياً على قطاع غزة منذ سيطرت حركة حماس عليه في حزيران من عام 2007، بعد حرب دموية مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويخشى مسؤول الأمم المتحدة روبرت سيري أنه في حال لم يحدث أية تقدم في إعادة إعمار قطاع غزة، فإن الأوضاع قد تنزلق من جديد إلى المزيد من العنف والمعاناة، معتبراً ذلك لا يخدم أحداً من الأطراف. وقال "الأمم المتحدة تكثف جهودها في غزة، لكننا في حاجة إلى إحراز تقدم سياسي".
وأشترط المجتمع الدولي في مؤتمر عقد في 2/3 في مصر، بإنهاء الخلاف الفلسطينية، حتى يمكنه تقديم 4.5 مليار دولار لإعادة بناء غزة والنهوض بالاقتصاد الفلسطيني، بعد الهجوم الإسرائيلي، إضافة لمطالبته في برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة.