وفد حماس يواصل مفاوضاته في القاهرة بشأن صفقة شاليت

الجولة الأخيرة قبل انصراف حكومة أولمرت وسط خلاف حاد
وفد حماس يواصل مفاوضاته في القاهرة بشأن صفقة شاليت
نبيل شرف الدين من القاهرة: في إطار ما يصفه مراقبون بجولة المساعي الأخيرة للتوصل إلى اتفاق متبادل مع "حماس"، قبل انتقال السلطة في إسرائيل إلى الحكومة الجديدة، استأنف وفد من الحركة الفلسطينية في القاهرة جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة المتعلقة بصفقة مبادلة الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليت، مقابل مئات من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهي المفاوضات التي كان قد أعلن قبل أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي المنصرف إيهود أولمرت وقفها .
وتقود القاهرة جهود الوساطة في هذه المفاوضات بين حماس وإسرائيل، والتي يتولى تمثيلها في هذه المحادثات الشاقة كل من رئيس الشاباك يوفال ديسكين، ومسؤول ملف الأسرى عوفر ديكيل، وسبق لهما أن عرضا على مجلس الوزراء الإسرائيلي تقريراً بخلاصة ما توصّلا إليه خلال جولاتهما التفاوضية السابقة، وقد أشارا في ذلك التقرير إلى أن موقف حركة "حماس" كان أبعد بكثير من مستوى استعداد إسرائيل للقبول به .
وتضاربت الأنباء بشأن حصول تقدّم في مفاوضات تبادل الأسرى غير المباشرة الجارية بين إسرائيل و"حماس" برعاية مصرية، ووسط تصريحات مختلفة الاتجاهات تداولتها وسائل الإعلام نقلاً عن مصادر رسمية وأخرى غير رسمية مطلعة على الملف، بدا أن كل طرف من المتفاوضَين يحرص على إبقاء باب التفاؤل مفتوحاً، بما في ذلك الوسيط المصري ذاته . خلافات الصفقة
ووفقاً لدبلوماسيين غربيين يعملون في القاهرة، فإن الموقف الإسرائيلي النهائي الذي يعرض على "حماس" يتلخّص في الموافقة على إطلاق سراح 250 فلسطينياًمن الواردة أسماؤهم في قائمة الـ 450 التي أعدتها "حماس"، أما المئتان الآخرون، فإن إسرائيل مستعدة للإفراج عن نحو 150 منهم شريطة أن يجري إبعادهم إلى قطاع غزة أو إلى الخارج، في ما ترفض تماماً الإفراج عن الخمسين الباقين، وتعرض في المقابل استبدالهم بآخرين من قائمة قدمتها إلى الجانب المصري .
لكن في المقابل فإن عضواً من وفد "حماس" الموجود في القاهرة، اعترف بعدم التوصل إلى أي تطور حقيقي في المفاوضات، معتبراً أن إسرائيل لم تلين موقفها، وأكد أن الحركة لن تغير شروطها رغم الضغوط التي تمارس عليها في هذا الشأن .
من جهة أخرى نفت حركة "حماس" صحة تقارير صحافية عن حظر مصر دخول ثلاثة من قياداتها أراضيها على خلفية انتقاداتهم للقاهرة، ووصف مصدر في الحركة هذه التقارير بأنها "سخيفة ولا تستحق الرد عليها"، كما أكد المصدر "أن حماس لم تبلغ رسمياً بأي رسالة من هذا القبيل، لافتاً إلى أنه لم يطرأ أي حدث جديد يشير إلى هذا الموقف"، على حد تعبيره .
وكانت صحيفة "القدس العربي" الصادرة في لندن قد نقلت عن مصادر مطلعة في القاهرة قولها "إن رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية عمر سليمان أصدر تعليماته إلى جميع المراكز والمنافذ الحدودية بمنع دخول ثلاثة من قيادات "حماس" إلى مصر، وذكرت المصادر أن المعنيين بهذا القرار هم، عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال، والمتحدثان باسمها في قطاع غزة، مشير المصري وسامي أبو زهري، كما أوردت الإذاعة الإسرائيلية هذا النبأ أيضاً.