خلافة عرش الإخوان في مصر تتأرجح في الميزان الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
"فورين بوليسي" تفتح الملف الساخن بعد إعلان عاكف التنحي
خلافة عرش الإخوان في مصر تتأرجح في الميزان الأميركي
أشرف أبوجلالة من القاهرة: سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية الشهيرة الضوء في تقرير لها بعددها الصادر اليوم على القرار الذي اتخذه الدكتور محمد مهدي عاكف، المرشد الأعلى لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، والذي أعلن فيه عن أنه لن يسعى للترشح لرئاسة الجماعة لدورة ثانية، وانه سيتنحى من منصبه في غضون أشهر قليلة.
وفي تقريرها الذي حمل عنوان ( المرشد الأعلى القادم لجماعة الإخوان المسلمين )، أكدت المجلة أن هذا القرار الذي اتخذه عاكف، 81 عاما، يخلق لحظة غاية في الإثارة والأهمية في تاريخ الإخوان. فالتغيير الذي ستشهد قيادة الجماعة سيكون له آثار واسعة النطاق على الحركات الإسلامية المعتدلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ثم طرحت المجلة مجموعة من التساؤلات التي اعتبرتها ذات صبغة ملحة نتيجة لهاذا القرار المفاجئ الذي اتخذه عاكف اليوم قالت فيها: هل سيتم استبداله بشخص إصلاحي ذو توجه سياسي أو بشخص معتدل ذو توجه ديني ؟ - وهل سيتم استبداله بشخص مصري أم بشخصية غير مصرية من حركة الإخوان العالمية؟ - وهل سيتمكن خليفته من استرداد حالة العداء الشديد التي كان يكنها عاكف للروح الجهادية الخاصة بتنظيم القاعدة وكذلك التعهد بالمشاركة في العملية السياسية ؟ ثم عاودت لمجلة لتؤكد أن مهدي عاكف، الذي تولى هذا المنصب في عام 2004، كان دائما من نوعية الشخصيات الغامضة، التي كانت تميل خطاباته العامة للهوادة بنبرة من التشدد تجاه إسرائيل والولايات المتحدة ومعظم القضايا العامة. وقد سبق له أن أشعل مرارا وتكرارا موجات من الجدل بسبب انتقاداته اللاذعة، مانحا الضوء الأخضر لمن أطلقت المجلة عليهم "بلطجيو الإخوان المسلمين" الساعين لإظهار الوجه الراديكالي الحقيقي للحركة.
وقالت المجلة أن عاكف ترأس في الوقت ذاته مكتب المرشد الأعلى الذي يهيمن عليه إصلاحيون براغماتيون ذوي توجهات سياسية وقد نجحوا في رسم طريق صعب لكنه مؤثر إلى حد ما من خلال الاضطرابات السياسية في مصر. وتحت رئاسة مهدي عاكف، شاركت جماعة الإخوان المسلمين بصورة تامة في الانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر عام 2005 ، ومن وقتها وهي ملتزمة بالعملية الديمقراطية على الرغم من القمع المكثف الذي يمارسه النظام بالإضافة للاستفزازت المتكررة ( التي تشتمل علي موجة من الاعتقالات واسعة النطاق لأعضائها والحظر التام لمرشحيها من المشاركة في انتخابات المحليات والانتخابات البرلمانية ).
كما أكدت المجلة على أن الفترة التي تولى فيها عاكف قيادة الجماعة، شهدت ظهور جيل جديد من المدونين وأعضاء الجماعة الإصلاحيين الشبان. وتحت رئاسته، باتت تقوم الجماعة بإدانة هجمات القاعدة الإرهابية في كل مكان بصورة سريعة وبشكل متواصل. كما أشارت المجلة إلى أنه وعلى مدار السنوات القليلة الماضية، تعرضت الجماعة لضغوط شديدة بالفعل من جانب النظام المصري - التي تم تفسير معظمها على أنها عقوبة على مشاركتها الناجحة للغاية في الانتخابات الديمقراطية. كما تعرض عدد من كبار قادة الجماعة للاعتقال والمحاكمة في محاكم أمن دولة، والذي من بينهم القيادي البارز خيرت الشاطر الذي لا يزال محتجزا حتى الآن.
وأكدت المجلة أن مراقبي جماعة الإخوان المسلمين يحاولون خلال هذه الأثناء الحكم على الاتجاهات الداخلية في الجماعة في ظل هذه الضغوطات: هل تضعف الحملات القمعية من عزيمة البراغماتيين، التي أدت مساندتهم للمشاركة الديمقراطية إلي عرض عدد قليل من المكافآت؟ - هل هناك اتجاه "سلفي" ناشئ بداخل الحركة، التي تفضل الابتعاد عن السياسة والتركيز علي الدعوة والدين والخدمات الاجتماعية؟ - وهذا ما سيجعل انتخاب مرشد أعلى جديد للجماعة أمرا ً غاية في الأهمية. وقالت المجلة أن اختيار قائد إصلاحي مثل عبد المنعم أبو الفتوح أو عصام العريان، سوف يكون علامة قوية على الالتزام باللعبة الديمقراطية والنظام الديمقراطي. أما انتخاب قائد معتدل يميل للتركيز على الدعوة، فإنه سيكون علامة على الإحباط من السياسة، وستبدو الجماعة بصورة أكثر تقوقعية - وقد تدفع بصورة كبيرة بالاتجاهات الإصلاحية الموجودة بداخل الحركة للابتعاد عن الإحباط.
وأشارت المجلة كذلك إلى أن محمد حبيب - النائب الحالي للمرشد - سوف يدل على استمرارية فترة الحكم الخاصة بعاكف، وتحقيق التوازن بين الطرفين. وربما يدلل اختيار قائد للجماعة من خارج مصر، كما دعا لذلك أمين عام منتدى الوحدة الإسلامية في بريطانيا الدكتور كمال حلباوي، على الانتقال من التركيز الداخلي على السياسة المصرية وإحداث حالة من التنشيط النسبي للحركة العالمية الضعيفة نسبيا.