اوباما يلعب كل اوراق سياسته الخارجية في افغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: بعد 60 يوما من المراجعة والمشاورات كشف الرئيس الأميركي باراك اوباما عن استراتيجية شاملة لوقف اعمال العنف في افغانستان وتشجيع باكستان على ضبط حدودها. لكن يبدو ان الادارة الأميركية ليس لديها سيطرة على العوامل المتحركة على الارض وتفتقد الى الدعم الدولي الكافي لتحقيق غاياتها. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى فضل عدم الكشف عن هويته "ان هذه الاستراتيجية ستمكن الادارة الأميركية من العمل مع الافغان نحو جهود اكثر فعالية لوقف وهزم اي هجوم يأتي من القوى المتشددة خلال القتال في الربيع" وذلك في اشارة الى استعدادات حركة طالبان لشن اعتداءات على قوات التحالف في الربيع مضيفا ان "هذا سيضعنا في موقع لنتعامل مع هذا الامر حتى اكثر فعالية مما كان عليه سابقا".
لكن تعتمد استراتيجية اوباما الجديدة الى حد كبير على عوامل خارجية لا تسيطر عليها مثل استقرار الحكومة في باكستان ومدى دعم اعضاء الحلف الاطلسي واداء الحكومة الافغانية. وشدد المسؤول الأميركي على اهمية ما طرحته الادارة من "استراتيجية متكاملة لتحقيق افضل استفادة ممكنة من الجهود المدنية والامنية في افغانستان" معربا عن امله في "تعميق هذا الحس من التعاون مع اصدقائنا في الخليج" لتعزيز الاستقرار في افغانستان.
وحث المصدر في هذا الاطار الدول الاوروبية والخليجية على المساهمة في امن الانتخابات الرئاسية الافغانية وفي صندوق تمويل الجيش الافغاني وفي نشر المزيد من العناصر العسكرية والمدنية وتعزيز الاقتصاد الافغاني. واضاف "عليهم جميعا التحدث عن انفسهم لكن اعتقد انه سيكون هناك تأييد عام للجهد الدولي المتجدد والمتوسع في افغانستان".
ورأى وزير الدفاع روبرت غيتس ان هذه الاستراتيجية تعطي بعدا دوليا لمشكلة افغانستان وقارن الخطة الافعانية باستراتيجية الانسحاب الأميركي من العراق ولم يتوقع ان تخوض القوات الأميركية معارك على الارض لكن يتوقع ان تبدأ المواجهات قريبا في جنوب افغانستان حين تنتشر قوات التحالف في قندهار لوقف امتداد نفوذ حركة طالبان في هذه المنطقة. وتأمل الادارة الأميركية في هذه الاستراتيجية توسيع حجم الجيش الافغاني من 82 الف الى 134 الف وقوات الشرطة من 80 الف الى 82 الف بحلول عام 2011 .
ومع تزايد التقارير حول فساد وعدم فعالية الحكومة الافغانية على وقع تصاعد الهجمات التي تشنها حركة طالبان امتنع السؤول الأميركي عن الرد على تقارير اعلامية تشير الى ان الادارة الاميركية قررت توسيع نطاق القيادة الافغانية لتصبح ابعد من الرئيس حميد قرضاي.
واعرب عن دعمه لمسار الانتخابات الرئاسية في افغانستان مضيفا "سنستمر في العمل مع الرئيس قرضاي بما انه في منصب الرئيس وسنفعل كل ما بوسعنا لتعزيز جهود الحكومة الافغانية الوطنية لضمان ان المسار الانتخابي يجري بطريقة امنة وعادلة يعود الى الشعب الافغاني تقرير نتيجة الانتخابات".
وحذر الممثل الأميركي الخاص لافغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك في ايجاز صحفي بالامس انه "سيكون هناك جدل كبير حول من هو الرئيس بين 22 مايو و20 اغسطس" موعد اجراء الانتخابات الرئاسية مشيرا الى ان ادارة اوباما ستدعم قرضاي في هذه المرحلة الانتقالية لكنها "لن تدعم او تعترض على اي مرشح في هذه الانتخابات".
وقال اوباما في خطابه بالامس ان ادارته ستتواصل مع خصومها في افغانستان كما فعلت في العراق لعزل تنظيم القاعدة مشيرا الى ان هناك جزء رئيسي من حركة طالبان لن يقبل التسوية ابدا لكن يمكن اعطاء العناصر الاخرى "الخيار لسلوك طريق آخر".
كما ذكر في خطابه افغانستان اكثر من 31 مرة بينما باكستان اكثر من 40 مرة في تلميح الى حساسية الوضع في اسلام اباد وفي تأكيد على التحدي الدبلوماسي والامني المشترك الذي يمثله البلدين.
وقال المسؤول الأميركي "التحدي امامنا هو توفير اكبر دعم ممكن للقيادة المدنية على ان نفعل في نفس الوقت كل ما بوسعنا لتشجيع ودعم جهود باكستان في التعامل بفعالية مع المتشددين الذين لا يهددونا نحن فقط بل بكل وضوح استقرار باكستان ايضا".
وقد شنت وكالة الاستخبارات الأميركية منذ 31 اغسطس الماضي اكثر من 38 ضربة جوية على اهداف تطال قيادات من تنظيم القاعدة على الحدود الباكستانية بالمقارنة مع 10 ضربات بين عامي 2006 و 2007 فيما يعتبر اكثر برامج القتل المستهدف تكلفة الذي تديره الاستخبارات الأميركية منذ حرب فيتنام.
وقال المسؤول الأميركي "نحتاج الى تعزيز ليس فقط قدرة القوات الامنية الافغانية في التعامل مع هذا التهديد بل سنفعل ايضا ما بوسعنا لتشجيع القيادة الباكستانية على اظهار الارادة لمواجهة هذا التحدي" لا سيما على الحدود مع افغانستان حيث يعتقد رئيس هيئة الاركان المشتركة في الجيش الأميركي الادميرال مايكل مولن ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري متواجدون على الجانب الباكستاني من هذه الحدود.
وقال اوباما انه لن يقدم "شيكا على بياض" لافغانستان وباكستان لكنه طلب من الكونغرس تخصيص مبلغ 5ر1 مليار دولار سنويا لدعم باكستان على مدى خمس سنوات وتوجه الى الشعب الأميركي قائلا ان هذا المبلغ "دفعة مسبقة على مستقبلنا". سيصل عدد القوات الأميركية في افغانستان بحلول الصيف المقبل حوالي 62 ألفا كما طلب قائد القوات الأميركية في افغانستان الجنرال ديفيد مكييرنان.
وجاء في تقرير حكومي مشترك صادر عن البيت الابيض "على الولايات المتحدة ان تتجاوز على العجز في الثقة التي تواجهه في افغانستان وباكستان حيث يعتقد الكثيرون اننا لسنا شريك طويل الامد يمكن الاعتماد عليه" داعيا الى "برنامج استراتيجي للاتصالات" لمواكبة تنفيذ هذه الاسترتيجية والتواصل مع الرأي العام.
وتابع التقرير "يجب عكس زخم طالبان في افغانستان في عامي 2009 و 2010 وعلى المجتمع الدولي العمل مع باكستان لتعطيل التهديد للامن على حدود باكستان الغربية" واختصر التقرير اهداف هذه الاستراتيجية بضمان امن جنوب وشرق افغانستان ضد صعود تنظيم القاعدة وحلفائه وتوفير مساحة للحكومة الافغانية لتفرض سيطرة حكومية فعالة و"توفير التوجيه الضروري للقوات الامنية الافغانية لتتوسع بسرعة وتأخذ زمام المبادرة في عمليات مكافحة التمرد والسماح لنا ولشركاؤنا بتقليص عملياتنا القتالية".
ويتمتع اوباما بعد قراراته بنشر حوالي 21 ألف جندي أميركي اضافي في افغانستان منذ تسلمه منصبه في يناير الماضي باجماع من الكونغرس حول هذه الاستراتيجية ووعد بمعايير واضحة لتقييم وقياس التقدم الامني والسياسي على الارض لكن يخاف الكثير من الأميركيين ان تصبح افغانستان في نهاية المطاف فييتنام ثانية.