واشنطن وطهران تخوضان إمتحانا صعبا لإختبار النوايا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: ما زالت رسالة الانفتاح التي وجهها الرئيس الأميركيباراك اوباما الى ايران موضع نقاش في كل من واشنطن وطهران لترجمة هذا التقارب الصعب الى سياسات ملموسة تؤدي الى تجاوز ثلاثين عاما من العلاقات المضطربة بين البلدين.
وكان اوباما وجه رسالة الى الشعب الايراني بمناسبة عيد النوروز في الـ 19 من الشهر الجاري اعرب فيها عن امله بفتح صفحة جديدة مع ايران الا ان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي رد عليه في خطاب في الـ 21 من آذار مارس بالقول "ان طهران ستغير سلوكها حين تغير واشنطن سلوكها".
من جانبه قال الخبير في الشؤون الايرانية في معهد كارنيغي للسلام الدولي كريم سدجابور "ان توقيت رسالة اوباما كان مدروسا جدا" معتبرا ان اوباما اظهر للشعب الايراني ان لديه تقديرا لثقافته وتاريخه.
واضاف ان اوباما اوضح للقيادة في طهران ان ادارته ملتزمة بالدبلوماسية ومهتمة بشكل صادق بتجاوز انعدام الثقة الهائل الذي تطور على مدى العقود الثلاثة الماضية.
وكان مساعد الامين العام لحلف الناتو للشؤون السياسية مارتين ايردمان اجتمع في بروكسل الاسبوع الماضي مع السفير الايراني لدى بلجيكا ولوكسمبورغ والاتحاد الاوروبي علي اصغر خاجي لبحث الوضع في افغانستان في اول لقاء بين الطرفين في ثلاثين عاما .
وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى الجمعة الماضي ان واشنطن وافقت على الاجتماع وعلمت به مسبقا كما ترحب بحضور ايران الى المؤتمر الدولي حول افغانستان الثلاثاء المقبل.
ورأى سدجابور ان ادارة اوباما تبدو حتى الان اكثر الماما ودقة من اي ادارة اميركية في العقود الثلاثة الاخيرة في التعامل مع ايران مشيرا الى ان اوباما "ابدى احتراما بدون اظهار الضعف وهذا دائما توازن صعب".
ويدور نقاش صعب داخل ايران حول كيفية التفاعل مع رغبة اوباما بالحوار مع طهران قبيل انتخابات رئاسية محتدمة في شهر يونيو المقبل.
ورأى سدجابور ان "المعركة الداخلية الايرانية لن تحل قريبا" معتبرا ان على عكس الرئيس الاسبق جورج بوش ستؤدي جهود اوباما الدبلوماسية الى "تقويض الراديكاليين داخل ايران وتقويض قولهم حول حكومة اميركية معادية وعازمة على قمع ايران".
وفي المقابل هناك ايضا داخل واشنطن اصوات تتصاعد وتبدي تحفظات على اي انخراط اميركي مع طهران.
وحثت قيادات نافذة في مجلس النواب الاميركي اوباما في رسالة وجهت الى البيت الابيض على بدء المحادثات مع ايران في اقرب وقت ممكن "حتى يكون لدينا مؤشر في اقرب وقت حول مااذا كانت ستنجح في وقف برنامج ايران النووي".
كما حثت الرسالة التي وقعها كل من ستيني هوير وهوارد بيرمان وايك سكيلتون وسيلفستر رايس وهنري واكسمان وغاري اكرمان وروبرت ويكسلر ادارة اوباما على ان يكون الانخراط جديا وذا مصداقية ولكن لا يمكن ان يكون مفتوحا مشيرة الى ان الهدف هو تعليق تخصيب اليورانيوم في المدى القريب وضرورة عرض حوافز مجدية على ايران لتحقيق هذا الهدف.
واشارت الى ان انه في حال لم يسفر الانخراط عن النتائج المرجوة فانه يتعين حينها زيادة الضغط الاقتصادي على الايرانيين مقترحة في هذا السياق فرض عقوبات على المصرف المركزي في ايران وعلى المصارف والشركات الدولية التي تواصل اعمالها التجارية مع ايران.