الصحافة البريطانية: أطفال يولدون برأسين في العراق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
لندن: الصحف البريطانية الصادرة صباح الاثنين اهتمت بالشأن العراقي، حيث لا زالت الأنباء عن اجراء تحقيق بريطاني حول حرب العراق تجد صداها في صفحات الرأي، كما افردت كذلك حيزاً لمناقشة الاستراتيجية الأميركية الجديدة في افغانستان بالرأي والكاريكاتير.
تنتقد الكاتبة ياسمين براون في مقال بصحيفة الاندبندنت المشاركة البريطانية في حرب العراق بشدة وتطرح تساؤلات عديدة حول الأسباب التي دعت المملكة المتحدة لإرسال قواتها إلى العراق.
تقول ياسمين في مقالها المعنون "من الصعب الآن الوثوق في أي تحقيق رسمي حول العراق" إنها شاهدت مؤخراً تقريراً تلفزيونياً من الفلوجة تحدثت فيه طبيبة عراقية عن تشوهات خلقية أصابت الأطفال هناك.
وتضيف الكاتبة أن الطبيبة منتهى هاشم رأت أطفالاً ولدوا برأسين أو دون أعضاء أساسية في أجسادهم وبعض التشوهات الأخرى.
وتقول ياسمين إن بعض الأسلحة الكيميائية غير المعروفة هي المسؤولة عن ذلك.
ويضيف المقال أن بعض السياسيين المناصرين لقرار الحرب على العراق لا يزالون يدعون بزهو أنها -أي الحرب- كانت نصراً على الشر.
وتقول الكاتبة إن ابناء هؤلاء المناصرين للحرب لن يولدوا برأسين، ولا بد أنهم يعتقدون أن العراقيين يدفعون ثمناً لكن قليلاً مقابل "الحرية".
وتمضي الكاتبة إلى القول "نحن لن نعلم أبداً ما حدث في الفلوجة باسمنا"، وتعبر عن اعتقادها كذلك بأنه لن يكشف عن الحقيقة فيما يخص الضحايا المدنيين في البصرة ولا فيما يتعلق بما أسمته "صناعة التسليم الدولية"، في إشارة إلى نقل المشتبه بهم للاستجواب في دول أخرى، ولا فيما يتعلق بعلاقات بريطانيا مع عدد من "أكثر النظم شيطانية في العالم".
وتضيف الكاتبة أنه "في ظل ديمقراطيتنا المفترض فيها الحرية والوضوح، فإنه ليس بامكاننا حتى أن نعرف الحقيقة حول سبب مشاركتنا في حرب العراق".
وتصف ياسمين الملف العراقي بأنه جرح ينزف ولا يندمل، مشيرة في هذا الصدد إلى استطلاع أجري مؤخراً طالب فيه أكثر من 70 في المئة من البريطانيين بتحقيق مفتوح وموثوق حول الحرب على العراق.
ربما، ولكن ...
براون واوباما ربما يفشلان في افغانستان لكن لا يمكنهما الاستسلام، تحت هذا العنوان كتب ماكس هاستينغز مقالاً في صحيفة الغارديان حول التدخل الغربي في المنطقة.
يقول الكاتب إن الولايات المتحدة فزعة بسبب الخطر الذي تمثله قبيلة البشتون الممتدة في باكستان وجنوب وشرق افغانستان، وهي المنطقة التي يسيطر عليها المقاتلون الإسلاميون الذين يمكن أن تتوفر لهم القدرة في نهاية المطاف على اتاحة الفرصة للقاعدة للحصول على سلاح نووي.
ويضيف المقال أن التحذير الغربي من إمكانية تحقق هذا الاحتمال هو أمر مبرر، خاصة الآن بعد تخلي الحكومة الباكستانية عن السيطرة على وادي سوات لحركة طالبان، حيث فرضت الشريعة الإسلامية هناك.
ويقول الكاتب إن المشكلة هي "ما العمل حيال هذا الأمر؟"، ويضيف موضحاً أن ثلاثة عقود من السياسات الأميركية "سيئة التقييم" أدت إلى تعزيز مكانة المسلحين الإسلاميين وجعلت غالبية سكان البلاد البالغ عددهم 173 مليون معارضين بقوة للأميركان.
ويشرح الكاتب هذه السياسات الأميركية التي أدت لتلك النتائج بأنها تتمثل في دعم "المجاهدين الافغان" خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق، ودعم الولايات المتحدة للدكتاتورية الباكستانية العسكرية والتساهل حيال برنامج اسلام اباد النووي.
ويضيف الكاتب أن هناك توجهاً جديداً ظهر في المنطقة لم يكن موجوداً من قبل، وهو الغضب الشعبي تجاه فلسطين، وهو الأمر الذي لم يكن يهم الباكستانيين والافغان كثيراً في الماضي حسب ما ذهب إليه هاستينغز.
ويرى الكاتب أن قناة الجزيرة لعبت دوراً بارزاً في زيادة الوعي بالأعمال الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية وبالدعم الأميركي لها.
ويقول هاستينغز إن الولايات المتحدة تسعى الآن لمعالجة هذه القضايا على اساس إقليمي موسع على الرغم من أن تغيراً حقيقياً تجاه إسرائيل يظل غير ممكن.
ويرى الكاتب أن من المتوقع بذل المزيد من الجهود الدبلوماسية المقدرة في محاولة لنزع فتيل الأزمة في كشمير، أكثر الملفات تسبباً في عدم الاستقرار بين الهند وباكستان.
من السيد؟
صحيفة التايمز تناولت أيضاً استراتيجية اوباما في افغانستان، ولكن في قالب كاريكاتيري.
يظهر الرسام بيتر بروكس الرئيس الأميركي باراك اوباما في رسمين متجاورين وقد بدت في الخلفية ملاحظات تحت عنوان "القيادة والسيطرة في افغانستان"، وتقول هذه الملاحظات "اصدر أوامر صارمة وواضحة لتحدد من هو سيد الموقف".
في الرسم الأول يبدو اوباما منتصباً وهو يشير إلى كلب ضخم أمامه بالجلوس على الأرض، بينما يقف الكلب منتصباً متحدياً هو الآخر.
وفي الرسم الثاني يبدو اوباما وقد جلس على الأرض في خضوع، بينما ازداد الكلب شراسة وتحدياً.
مغامرة مخزية
الكاريكاتير كان حاضراً كذلك بقوة على صفحات الاندبندنت على خلفية قضية جديدة تواجهها وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث، حيث اعترف زوجها بأنه استخدم أموال المصروفات المخصصة لها للدفع لمشاهدة افلام جنسية.
ويظهر الكاريكاتير وزيرة الداخلية وهي تحمل أموالاً بكلتي يديها وقد بدت شبه عارية، بينما كتب الرسام إلى جوارها عبارة "مغامرة مخزية".