أخبار

الصحف البريطانية: عن فطور تشرشل وأسرار قصر الحمراء

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


لندن: رغم الإثارة التي أضفتها عليها مداخلة الزعيم الليبي معمر القذافي وإصرار الرئيس السوداني عمر حسن البشير على حضور أعمالها، إلا أن القمة العربية التي شهدتها العاصمة القطرية الدوحة يوم أمس الاثنين لم تُثر شهية أو اهتمام أيٍّ من الصحف البريطانية الصادرة اليوم والتي أفردت عوضا عنها مساحات واسعة لقمة العشرين التي تستضيفها لندن في الثاني من الشهر المقبل، بالإضافة إلى قضايا محلية ودولية أخرى.

وكان اللافت في صحف اليوم أيضا بعض التقارير التي أطلَّت على أحداث وصفحات من الماضي، بينها تقرير عن فيلم سياحي جديد يفكُّ أسرار قصر الحمراء في غرناطة وآخر عن إصرار رئيس الوزراء البريطاني السابق وينستون تشرشل على أن تضم وجبات فطوره مشروب الويسكي والسيجار الفاخر.

فتحت عنوان "بعد 650 عاما، الكشف عن حكمة قصر الحمراء"، تنشر صحيفة الإندبندنت تقريرا لمراسلتها في إسبانيا، إليزابيث ناش، تتحدث فيه عن فك ألغاز ورموز الآلاف من النقوش والكتابات والرسوم التي تزيِّن جدران قصر قلعة مدينة غرناطة الذي بناه الحكام العرب المغاربة في القرن الرابع عشر وفتنت معالمه ألباب الكثير من زواره من عشاق الفن والشعر والفلسفة والتأمل والخشوع.

استغراق وتأمًّل

يقول تقرير الإندبندنت، الذي ترفقه الصحيفة بصورة كبيرة لمنظر عام لقصر الحمراء بغرناطة، إن نزعة الاستغراق بالتفكير والتأمل ظلت تطغى على زوار القصر الشهير على مر العصور، إذ كانوا دوما يقفون حائرين أمام معاني تلك النقوش والزخارف العربية الكلاسيكية التي راحت تزين جدران وسقوف وأعمدة القصر وأقواسه وقببه وحتى ساحاته الخارجية.

أما الجديد الذي يرصده لنا تقرير ناش حول تجربة القصر وزواره، فهو إنتاج عدد من الباحثين المهتمين لشريط التسجيل التفاعي (DVD) الذي يساعد السائحين على فكِّ رموز الشيفرة المحيطة بتلك النقوش والكتابات ويوضح تواريخ وهوية 3116 من أصل 10 آلاف نقش من النقوش التي تزين المبنى الذي يرمز إلى قرون من الحكم الإسلامي لإسبانيا، ويُعدُّ اليوم المَعلّم السياحي الأول في البلاد.

وتنقل الصحيفة عن خوان كاستيلا من مدرسة الدراسات العربية في المجلس العالي للبحوث العلمية في إسبانيا، والتي تقود الفريق الذي أنتج الشريط التسجيلي الجديد المذكور ليكون دليلا سياحيا لم يكتمل بناؤه بعد، قولها: "ربما لا يوجد مكان آخر في العالم ينقلب فيه التحديق مليا بالجدران والأعمدة والنوافير ليكون تمرينا مشابها لعملية تقليب صفحات كتاب من القصائد الشعرية."

فطور تشرشل

ومن التاريخ العربي-الإسباني المشترك إلى تاريخ أحد أشهر زعماء بريطانيا في القرن المنصرم، نمضي إلى تقرير منشور على صفحات الديلي تلجراف بعنوان " وينستون تشرشل كان يشرب الويسكي ويدخن السيجار مع طعام الفطور."

وفي تقرير الديلي تلجراف، والمرفق بصورة لرئيس وزراء بريطانيا السابق، وينستون تشرشل، وبصورة لقائمة طعام كتبها الزعيم البريطاني بنفسه عندما كان مسافرا على متن آخر رحلة طيران قام بها إلى الولايات المتحدة في شهر حزيران/يونيو من عام 1954، نقرأ: "عندما لم يجد رئيس الوزراء أن قائمة الطعام (المينيو) كانت جيدة بما فيه الكفاية، كتب بنفسه واحدة (أي قائمة طعام) جديدة".

وتمضي الصحيفة إلى القول إن تشرشل طلب أن يُقدَّم له طعام الإفطار في صينيتين اثنتين، حيث كتب بخط يده طالبا: "في الصينية الأولى. بيض مسلوق، خبز محمَّص، مربَّى، زبدة، قهوة وحليب، إبريق من الحليب البارد ودجاج أو لحم بارد."

ويسكي وسيجار

ونمضي مع التقرير لنرى كيف أن تشرشل يطلب أن يُحضر له في الصينيته الثانية: "الكريب فروت (أو ليمون الجنة أو الليمون الهندي)، سكَّرية (أي إناء السُّكر)، كأس من عصير البرتقال (مع الجليد)، شراب الويسكي مع الصودا، مواد لغسيل اليدين ومن ثم السيجار." ولا يفوت الصحيفة أن تذكَّرنا بأن طلب قائمة إفطار تشرشل العامرة بكل تلك الصنوف ممَّا لذَّ وطاب من الطعام والشراب، جاء في عزِّ الحرب الباردة التي كانت تسود العالم في تلك الفترة."

تقول الصحيفة في معرض تبريرها للكشف عن قائمة فطور تشرشل في هذا الوقت، إن المناسبة هي قيام المضيف الجوي الذي كان على متن رحلة تشرشل تلك، والذي احتفظ بتلك القائمة معه حتى وقتنا هذا، قرر بيع "كنزه الثمين"، والمتمثل بـ "مينيو تشرشل" ذاتها ومعها قصاصات لبعض المقالات والأخبار الصحفية التي تتحدثت عن تفاصي تلك الرحلة التاريخية.

وتختم الصحيفة بالقول إن المراقبين يتوقعون أن يبلغ سعر قائمة طعام إفطار تشرشل، والتي تُباع في صالة مولوك للمزادات في لودلو شروبشير في ذكر يوم القدِّيس جرجس، ما قيمته 1500 جنيه إسترليني.

قمة العشرين

وبالعودة إلى أخبار قمة العشرين، نرى أن صحف اليوم تحفل بالعديد من التحقيقات والمقالات النقدية والتحليلية والصور والرسوم الكاريكاتيرية الساخرة التي تتناول هذا الحدث الدولي البارز الذي تستعد عاصمة الضباط لاستقباله وتحشد له إجراءات أمنية "استثنائية"، لا سيما وأن السلطات المحلية تقول إنها تلقت العديد من التحذيرات والمعلومات المؤكدة بشأن احتمال وجود ما يقد يعكر صفو القمة، هذا إضافة إلى مظاهرات آلاف المحتجين من مناهضي العولمة.

أما الخبر الملفت للانتباه أكثر فيما يتعلق بقمة العشرين، فكان ما تنشره التايمز حول موقف الرئيس الفرنسي من الحدث إذ عنونت: "تهديد نيكولا ساركوزي بالخروج من القمة العالمية." وفي تفاصيل الخبر، نقرأ الرئيس ساركوزي هدد يوم أمس الاثنين بتخريب قمة العشرين إن لم تتم الاستجابة لمطالب بلاده بفرض قيود مالية أكثر صرامة على حركة المال والأعمال في العالم.

وفي الديلي تلجراف، نقرأ عن اكتشاف الشرطة البريطانية "مخططا إرهابيا" لضرب قمة العشرين، إذ يقول مسؤولو الأمن إنهم عثروا على كميات من الأسلحة النارية الخفيفة والسكاكين، بالإضافة إلى "أجهزة مريبة" كان يعتزم من يقفون وراء المخطط استخدامها لعرقلة أعمال القمة. وتنقل الصحيفة عن متحدث باسم الشرطة البريطانية قوله إنه لا يوجد أي إشارات أو معطيات توحي بأن المخططين هم متطرفون إسلاميون. ويضيف قائلا: "يُعتقد في هذه المرحلة، بأن أولئك الذين أُلقي القبض عليهم هم جزء من عملية محلية أو أكبر من ذلك."

أخبار الشرق الأوسط

أخبار الشرق الأوسط والعالم العربي لم تحظ اليوم بكثير من الاهتمام في الصحف البريطانية، وذلك على الرغم من كثرة الأحداث والتطورات التي شهدتها المنطقة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية. ومع ذلك، فإننا نطالع في صحف الثلاثاء تقارير إخبارية عدة، منها:

في الإندبندنت:

"إسرائيل تغلق التحقيق بقتل المدنيين في غزة"، وجاء فيه أن الجيش الإسرائيلي قد أقفل التحقيق بحادثتي قتل مزعومتين لمدنيين في غزة، قائلا إنه لم يتوصل إلى أدلة كافية للتوصل إلى قناعة بوقوع مثل تلك الجريمتين، "طالما أن الإفادات والشهادات بُنيت على القيل والقيل والإشاعات". وفي التايمز:

"الجندي الأميركي مذنب بقتل سجين عراقي وهو مقيَّد". يقول التقرير إن محكمة أميركية حكمت على الرقيب الأول الأميركي جويف مايو، البالغ من العمر 27 عاما، بالسجن 35 عاما بسبب قتله أربعة محتجزين عراقيين عام 2007.

وفي الديلي تلجراف:

"مئات المفقودين في غرق قاربينت قُبالة السواحل الليبية". يقول التقرير إن مركبين كانا يقلاََّن على متنهما مئات المهاجرين غير الشرعيين في اتجاه أوروبا قد غرقا مقابل السواحل الليبية، وإن 21 شخصا على الأقل قد تأكد غرقهم في أحد القاربين، بينما أُنقذ 20 آخرون ويجهل مصير الباقين.

"أسوأ من طالبان"

"أسوأ من طالبان-قوانين تعيد حقوق النساء إلى الوراء". يتحدث تقرير جون بون من العاصمة الأفغانية كابول عن الاتهامات التي تُكال إلى الرئيس الأفغاني حامد كرزاي قائلة إنه يسعى للفوز بأصوات الناخبين في بلاده في الانتخابات الرئاسية المقبلة من خلال دعمه لقانون تقول الأمم المتحدة إنه "يجعل من الاغتصاب ضمن الزواج عملا قانونيا ويحظر على النساء الخروج من منازلهن بدون أذن من أزواجهن."

فضيحة جنسية

ومن بريطانيا، نختتم عرض صحافة اليوم وبصخب آخر يطال هذه المرة وزيرة داخلية البلاد، جاكي سميث، ولكن ليس بشأن إنجازاتها في مجال إقرار الأمن والاستقرار أو مكافحة الجريمة والإرهاب، أو تقصيرها بذلك كله، وإنما بسبب ما بات يُطلق عليه في بريطانيا بـ "فضيحة الأفلام الجنسية" التي طالتها وزوجها.

والقصة هي أن زوج الوزيرة قد تورط باستئجار "فلمين فاضحين" ومشاهدتهما، كما قام بتغطية كلفة فاتورة "الترفيه" هذه من أموال دافعي الضرائب البريطانيين من خلال مستحقات زوجته الوزيرة. وعلى صفحات صحف اليوم يحتدم جدل حامٍ بين مناهض لموقف الوزيرة ومهاجم لها ولزوجها من جهة، وبين مؤيد لها يراها "ضحية لموجة جديدة من التزمت والنزعة التطهيرية الجديدة في البلاد."

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف