الجيش السريلانكي لا يزال عاجزا عن دخول المعقل الأخير لمتمردي التاميل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كولومبو: رغم وعود الرئيس السريلانكي المستمرة بالقضاء على تمرد التاميل، ما زال جيشه عاجزا عن دخول المربع الاخير الخاضع لسيطرتهم، فيما يسقط يوميا عشرات الجنود والمتمردين والمدنيين.
ويواصل الرئيس السريلانكي ماهيندا رجاباكسي اطلاق الوعود، وكان اخرها في 4 شباط/فبراير لمناسبة ذكرى الاستقلال ال61 للمستعمرة البريطانية السابقة، "بسحق ارهابيي نمور التاميل في ايام"، غير ان جيشه يعجز عن اختراق جيوب التمرد الاخيرة في شمال شرق الجزيرة.
ويبدو جليا ان تمرد نمور تحرير ايلام تاميل انهار تحت وطأة الحرب التقليدية التي بدأها قبل ثلاث سنوات الرئيس القومي السنهالي المنتمي الى الاكثرية الاتنية في البلاد، علما ان النزاع مستمر منذ 37 عاما قتل خلالها اكثر من 70 الف شخص.
فحتى 2007، سيطر نمور التاميل الذين شكلوا احدى اكثر حركات التمرد خطورة وافضلها تنظيما حول العالم، على 18 الف كلم مربع من الاراضي في شمال الجزيرة وشرقها، حيث سعوا الى انشاء دولة مستقلة.
اما اليوم، فيحاصر نحو خمسمئة الف منهم في مساحة لا تتجاوز 21 كلم مربعا في مقاطعة مولايتيفو، وذلك نتيجة عملية عسكرية بدأت قبل ثلاثة اشهر وقيل انها "حاسمة".
وقال المتمرد السابق الذي دخل معترك السياسة دارمالينغام سيتاتان "انها مسألة حياة او موت للنمور: لذلك يقاومون بشراسة"، متهما رفاقه السابقين "باستخدام المدنيين دروعا بشرية بفاعلية كبيرة".
وفي خضم الحرب المغلقة المستمرة، اذ لا يحق الا للجنة الدولية للصليب الاحمر الوصول الى جبهتها، قدرت منظمات الامم المتحدة الانسانية ان ما بين 150 و200 الف مدني من التاميل عالقون وسط المعارك.
لكن كولومبو ترد بالتاكيد انهم 70 الفا فقط، بعدما فر عشرات الالاف من منطقة النزاع ولجأوا الى مخيمات حكومية.
ومنذ كانون الثاني/يناير، عمدت سريلانكا، متوخية حماية سيادتها، الى تجاهل دعوات المجتمع الدولي المتكررة الى تعليق العملية العسكرية لتجنب مقتل المدنيين.
وافاد المفوض الاعلى للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان 2800 شخص قتلوا برصاص الطرفين منذ 20 كانون الثاني/يناير في اعمال عنف تشبه "جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية".
وتعذر التأكد ميدانيا من اي حصيلة معلنة.
فمصادر المعلومات الوحيدة هي بيانات وزارة الدفاع التي تفاخر يوميا بمقتل عشرات المتمردين، متجنبة الاقرار بخسائر في صفوف الجيش والمدنيين الا لماما.
واكد الناطق باسم الوزارة الجنرال اودايا ناناياكار "لا نستطيع التقدم بالسرعة المرغوب فيها بسبب وجود المدنيين".
وفيما تتواصل الحرب الى ما لا نهاية في غياب حل سياسي للاقلية التاميل التي تتهمها الاكثرية السنهالية بانها تحظى بدعم المستعمر البريطاني، يخشى الخبراء ان يكثف نمور التاميل حرب العصابات والهجمات الانتحارية. وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي نمور التاميل "منظمة ارهابية".
غير ان فرقتي "نمور البحار" و"النمور الطائرة"، او كتيبتي البحر والجو اللتين لم يؤخذ خطرهما على محمل الجد، سددتا ضربات قبالة السواحل الشمالية الشرقية الاثنين وفي كولومبو في اواخر شباط/فبراير. واستهدفت العملية الانتحارية المنسوبة الى النمور وزراء في جنوب البلاد في اذار/مارس وادت الى مقتل 15 شخصا.
ولخص المحلل السياسي في جامعة كولومبو جاياديفا اويانغودا الوضع بالقول "المرحلة العسكرية توشك ان تنتهي، لكن النزاع سيتواصل".