نتانياهو يبدأ ولايته وعباس يدعو العالم للضغط عليه
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رام الله، القدس: صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بنيامين نتانياهو "لا يؤمن بالسلام" ودعا الأسرة الدولية إلى "الضغط عليه" لقبول دولة فلسطينية. وقال عباس في مقابلة نشرت اليوم الاربعاء ان "نتانياهو لم يؤمن بحل الدولتين والاتفاقيات الموقعة ولا يريد ان يوقف الاستيطان وهذا شىء واضح". واضاف "علينا ان نقول للعالم ان هذا الرجل لا يؤمن بالسلام، فكيف يمكن ان نتعامل معه لنضع الكرة في ملعب العالم ليضغط ويمارس مسؤولياته".
وبدأ نتانياهو اليوم ولايته على رأس حكومة اسرائيلية يطغى عليه اليمين وتثير مخاوف على مستقبل عملية السلام في الشرق الاوسط. وسيلتقي نتانياهو الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ورئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت في حفل بعدما منح البرلمان امس الثقة لحكومته.
وحصلت هذه الحكومة التي يطغى عليها اليمين على الرغم من مشاركة وزراء من حزب العمل بمن فيهم ايهود باراك الذي تولى مجددا حقيبة الدفاع، على ثقة الكنيست (البرلمان) باغلبية 69 صوتا من اصل 120 نائبا. واثر حصول الحكومة على الثقة ادى الوزراء وعلى رأسهم نتانياهو، اليمين الدستورية.
وهذه الحكومة الائتلافية التي تضم ثلاثين وزيرا بمن فيهم نتانياهو زعيم حزب الليكود اليميني، هي اكبر حكومة تشكل في تاريخ اسرائيل. ويتولى حقيبة الخارجية الاساسية في هذه الحكومة القومي المتطرف افيغدور ليبرمان زعيم حزب "اسرائيل بيتنا" المعروف بمناهضته للعرب.
وفي خطابه في الكنيست، تحدث رئيس الحكومة الذي يبلغ من العمر 59 عاما وترأس الحكومة بين 1996 و1999، عن التهديد النووي الايراني واقترح على الفلسطينيين ان يحكموا انفسهم بانفسهم بدون ان يوضح كيف يمكن ان يتم ذلك. وقال "اقول لقادة السلطة الفلسطينية: اذا كنتم تريدون السلام فعلا، فيمكن التوصل الى السلام. الحكومة التي اتولى رئاستها ستتحرك لبلوغ السلام على ثلاثة اصعدة: اقتصادية وامنية وسياسية". واضاف انه في اطار "اتفاق نهائي (...) سيتمتع الفلسطينيون بكل الحقوق ليحكموا انفسهم بانفسهم، باستثناء الذين يمكن ان يشكلوا خطرا على امن دولة اسرائيل ووجودها".
الا انه امتنع عن الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة ليست مدرجة في برنامج حكومته. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل ابو ردينة لوكالة فرانس برس ان "هذه العبارات بداية غير مشجعة مع هذه الحكومة". واضاف ان "المطلوب من الادارة الاميركية ان تضغط على حكومة نتانياهو للالتزام باسس عملية السلام وهي الارض مقابل السلام"، موضحا "نعني بالارض استعادة جميع الاراضي الفلسطينية التي احتلتها اسرائيل في الرابع من حزيران/يونيو 1967 بما فيها القدس الشرقية".
من جهته، قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لفرانس برس "نقول لنتانياهو ان الفلسطينيين يستطيعون حكم انفسهم بانفسهم عندما يكون لهم دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية واستعادة جميع الاراضي التي احتلت عام 1967 (...) وليس ضمن اطار اي حل اخر". ودعا عريقات نتانياهو الى "الاعلان انه مستعد لقبول مبدء حل الدولتين والتفاوض على كل قضايا الوضع النهائي بما فيها القدس ووقف الاستيطان ورفع الحصار". واكد ان "هذه التزامات اسرائيل وفق خطة خارطة الطريق والا فانه لن يكون هناك مفاوضات سياسية ولن يكون شريك في عملية السلام".
وفي غزة قال القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس) مشير المصري ان نتانياهو "يجب ان يدرك انه ليس لديه خيار آخر سوى الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وقبول انسحاب كامل من الاراضي المحتلة وعودة اللاجئين". وحمل نتانياهو بعنف على ايران، محذرا من امكانية امتلاك "هذا النظام المتشدد" سلاحا ذريا. وقال ان "الشعب اليهودي استخلص العبر (من المحرقة في الحرب العالمية الثانية) ولا يسعه ان ينحني امام طغاة يهددون بتدميره". واضاف "خلافا لما شهده القرن الماضي، لدينا اليوم وسائل الدفاع عن انفسنا ونعرف كيف ندافع عن انفسنا".
من جهتها هاجمت زعيمة حزب كاديما (وسط) تسيبي ليفني التي اصبحت زعيمة المعارضة حكومة نتانياهو معتبرة انها "حكومة ضعيفة وزراؤها ونواب وزرائها ليسوا مكلفين باي شىء لكنهم منحوا القابا مضحكة".
ويضم الائتلاف الحكومي الى جانب الليكود (27 مقعدا) اسرائيل بيتنا (15 مقعدا) وحزب العمل (يسار، 13 مقعدا) وحزب شاس الديني لليهود الشرقيين (11 مقعدا) والبيت اليهودي الذي يمثل المستوطنين (ثلاثة مقاعد). اما حزب اليهودية الموحدة للتوراة الذي ايد خمسة من نوابه الحكومة، فسيوقع اليوم الاربعاء رسميا وثيقة انضمامه الى الائتلاف. وامتنع خمسة من نواب حزب العمل الذي يشغل 13 مقعدا في الكنيست عن التصويت.