قيادي إسلامي بارز يرفض الاعتذار لقاء العودة للجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: قال "أنور نصر الدين هدّام" القيادي البارز في جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة في الجزائر، أنّه "لن يعتذر" لقاء العودة إلى الجزائر بعد 17 سنة من تواجده في المنفى، واعتبر هدّام المقيم بمنفاه الاختياري في أميركا، نفسه غير معني بالشروط التي وضعها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قبل أيام من أجل تمكين المعارضين للنظام من معانقة بلادهم مجددا.
وقال هدّام في تصريح أنّه يفضل "البقاء في المنفى على العودة بشروط تضعها الحكومة الجزائرية"، وعلّق الوجه القيادي في الحزب الإسلامي المنحلّ بشأن تصريحات بوتفليقة حول "العفو الشامل" بأنّه "كلام موجه للمسلحين فحسب"، مضيفا:"لن أتوب إلاّ لله"، ما مثل استبعادا قطعيا لسيناريو شبيه بعودة القيادي الإنقاذي "رابح كبير" من منفاه بألمانيا قبل ثلاث سنوات.
واعتبر هدام نفسه خارج دائرة المعارضين الذين اتهمهم بوتفليقة دون أن يسميهم بـ"الإساءة للجزائر" و"التآمر على شعبها"، مثلما شدّد الرجل بنبرة تحدي أنّه لن يتنازل عن حقه في العودة إلى بلاده، معتبرا ذلك "حقا طبيعيا وشرعيا"، مع الإشارة أنّ هدام كاد أن يعود إلى الجزائر في أواخر أكتوبر/تشرين الثاني سنة 2005، لكنه ألغى الخطوة في آخر لحظة، بعدما كشف الفائز في الدور الأول لتشريعيات 1991 الملغاة، أنّه عارض الاستجابة إلى "فيتو" السلطات الخاص بمنعه من ممارسة أي فعل سياسي، تحت طائلة ما تضمنه ميثاق السلم ومنعه السياسة عمن جرى تصنيفهم في خانة "العابثين بالدين".
ووعد الرئيس الجزائري في ثالث أيام الحملة الدعائية لانتخابات الأسبوع القادم بكون "المصالحة ستكون أوسع في حال فوزه بولاية ثالثة"، ورشح أنّ مطالبته العلنية لمن سماهم (المتآمرين) بالاعتذار، في إشارة صريحة إلى معارضي النظام بالخارج، بأنّ بوتفليقة سيصدر عفوا خاصا يستفيد منه رموز الحزب الإسلامي المحظور "جبهة الإنقاذ" على غرار أنور نصر الدين هدّام ومراد دهينة، وكذا الضباط الفارين من الجيش أمثال محمد سمراوي والحبيب سوايدية وهشام عبود.
ويقود أنور نصر الدين هدّام منذ شتاء 2007 "حركة الحرية والعدالة الاجتماعية'' التي رفضت الجزائر الترخيص لها، ما جعل هدّام يشن هجوما شرسا على السلطات، ويتساءل عن جدوى المنع في ظل سياسة المصالحة الوطنية، كما حذر في بيانات متتالية من انعكاسات ما سماه "الخطاب المنغلق والمتطرف"، ورأى فيه خطر على وحدة الجزائر، مشيرا أيضا إلى مخاطر ما نعتها "محاولة إعادة عقارب الساعة للوراء"، والتضييق على الحريات العامة ومنع المواطنين من ممارسة حقوقهم كاملة، معتبرا إياها مقالب خطيرة قد تفرز نتائج كارثية على المجتمع والدولة ومستقبل البلاد وفرص تنميتها.
وبمقابل تجديده النية للعمل بمعية من نعتهم "مواطنيه السياسيين الإصلاحيين" في تفعيل عملية المصالحة وترقيتها، فإنّ هدّام دعا سلطات بلاده للانتصار لقرار سياسي يكفل الانطلاق في حوار حقيقي، مؤكدا امتلاكه لتصور يحل المعضلة السياسية المزمنة في الجزائر، وشدّد هدّام على أنّ له مكانا ودورا في الحياة السياسية الجزائرية.