بيلاروسيا بين خيارات روسيا والغرب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فالح الحمراني موسكو: يبدأ البرلمان البيلاروسي غدا الخميس اول جلسة بعد انتخابه، ويستعد لمناقشة جملة من القضايا التي سوف تحسم مدى قبول اوروبا باحتضان الجمهورية السوفياتية سابقا التي فرض عليها العزلة لفترة طويلة.
وتقف بيلاروسيا امام خيارات المضي بتعزيز العلاقات الاتحادية مع روسيا في المجالات الدفاعية والاقتصادية والمالية والبرلمانية، وتبني مواقف مشتركة على صعيد السياسة الخارجية اوالانضمام الى البنى الاوروبية بشرط احداث تغيرات عميقة على سياستها الخارجية واجراء الاصلاحات الاقتصادية.الخيار في ان تكون مع الغرب ام مع روسيا.
وتقف ميسنك اليوم امام خيارات صعبة في ان تمضي في تعزيز اليات الاتحاد الاندماجي مع روسيا الاتحادية ام انها ستتريث بعض الوقت من اجل الانضمام للبنى الاروبية، على امل الحصول منها على المساعدات الاقتصادية والانسانية وشد ازرها في زمن الازمة المالية.
ومن المرجح ان يؤجل البرلمان غدا النظر في قضية الاعتراف بجمهورتي اوسييا الجنوبية وابخازيا دعما لشريكتها بالاتحاد السلافي روسيا الاتحادية. وتردد ان موسكو كانت قد منحت بيلاروسيا قروضا دسمة مقابل الاعتراف بالجمهوريتين التي تقول جورجيا مدعومة من الغرب بانها جزء من اراضيها.
وتضع اوروبا شروطا لفتح النوافذ على بيلاروسيا وادراجها ضمن الدول التي الدول التي ستدخل الى مجموعة " الشراكة الشرقية" الواعد، وفي مقدمتها اشاعة الديمقراطية. وتشير الدلائل الى ان الحكومة البيلاروسية مستعدة لاضفاء الطابع الليبرالي على الافتصاد ولكنها لا تعد بذلك في الحياة السياسية. وباعتراف المعارضة والدول الاوروبية فان السلطات البيلاروسية قامت مؤخرا بخطوات ايجابية كان اهمها الافراج عن المعتقلين السياسيين. ورصد المراقبون ان هذه الخطوة فتح الافاق لبيلاروسيا للدخول الى الاطر الاوروبية.ويرصد الرئيس الكسندر لوكاشينكو بان الغرب الذي ظل يصفه بانه اخر دكتاتور باوروبا، يحاول الاطاحة به عبر الخيار الديمقراطي.
ويرجع المعارض السياسي البيلاروسي المعروف الكسندر ميلينكيفتش الاسباب التي تستدعي بيلاروسيا تحسين علاقات بالغرب، الى عجز نموذج الاقتصاد البيلاروسي عن الاستغناء عن الدعم الخارجي. مشيرا الى ان الاصلاحات لم تجر في الجمهورية بوقتها المناسب، وظهر ان الجمهورية غير مستعدة لمجابهة ارتفاع اسعار النفط والغاز، على الرغم من انها تحصل عليها باسعار ارخص مما هي عليه في اوروبا.منوها بان هذا التطور تفاقم بعد قرار روسيا بيع موارد الطاقة وفقا لاسعار السوق.
ويرى ميلينكيفتش ان اقتراب روسيا من الغرب سيبعدها على تخطي الصعوبات الاقتصادية التي توجهها ورغمها على التحديث. وقال ان الدعم الروسي لم يؤدي الى تحديث الاقتصاد الروسي. وان استمرار السياسة السابق، التي تعتمد على المساعدة الروسية يمكن ان تعمق من تبعية اقتصادها مما يهدد سيادتها. ويرى المعارض ان من الافضل لروسيا اقامة علاقات شراكة ذات مستوى واحد مع روسيا والغرب، وهذا يتطلب تصحيح العلاقات بالاتحاد الاوروبي.