ساركوزي يحدد خطوات قمة العشرين العملية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
في مقال للرأي نشرته الواشنطن بوست بعددها الصادر الأربعاء
ساركوزي يحدد الخطوات العملية الواجب اتخاذها في قمة العشرين
أشرف أبوجلالة من القاهرة: في مقال للرأي نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية بعددها الصادر اليوم الأربعاء، تحدث الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي عن موضوعا ً تحت عنوان "إعادة بناء الاشتراكية - أهم الأولويات: النمو العالمي" - وقال فيه " سوف يجتمع يوم غد وللمرة الثانية في غضون خمسة أشهر فقط قادة دول أقوي 20 كيان اقتصادي في العالم من أجل البحث عن طريقة يواجهون من خلالها الأزمة الاقتصادية العالمية التي لم يسبق لها مثيل. فقد أكدت منذ أن بدأت تلك الأزمة على أن التعاون يجب أن يكون ضرورة وليس خيارا ً، عندما نواجه تحديا من هذا الحجم. وفي سبتمبر الماضي، طالبت العالم بأن يتكاتف من خلال انتهاج وسيلة للمواجهة يكون أساسها التنسيق والتعاون. ونتيجة لقيام الدول الأوروبية بتقديم موعد الحفل، أدت تلك المبادرة إلى عقد قمة لمجوعة العشرين في واشنطن، حيث قمنا بإرساء الأسس للإصلاح بعيد المنال للجهاز المالي الدولي. أما قمة الغد فيجب أن تمكنا من تطبيق المبادئ التي أرسيناها على أرض الواقع".
وأضاف " يتوقع العالم أننا سنقوم بتسريع عملية إصلاح الجهاز المالي الدولي والقيام في نفس الوقت بإعادة بناء الرأسمالية في أبهي صورها المنظمة بشعور أكبر من التضامن والأخلاق. وهذا هو شرط مسبق لتعبئة الاقتصاد العالمي وتحقيق النمو المستدام. وبالنسبة للأزمة التي نمر بها الآن ، فهي ليست أزمة رأسمالية، بل إنها انهيار لأحد الأنظمة الذي انجرف بعيدا ً عن أهم قيم الرأسمالية. ففي شهر نوفمبر المنقضي، وافقنا على أربعة مبادئ سيكون من شأنها توجيه طريقة مواجهتنا وهي: تعزيز التنسيق والتعاون، ورفض التدابير الحمائية، وتعزيز النظم التنظيمية في الأسواق المالية، وإرساء حكم عالمي جديد ".
"وبالنسبة لأول نقطتين، فقد حققنا تقدما كبيرا بشأنهما. حيث تمكنا من صد شبح الحمائية، وقامت العديد من الدول بضخ كميات هائلة من الدعم لتحسين أوضاعهم الإقتصادية، كما قامت بتنفيذ برامج تحفيز طموحة. كما أن الدول التي عرضت على مواطنيها مستوي عال من الحمائية الاجتماعية، مثل فرنسا، أزادوا أيضا ً من الإنفاق على الرعاية الاجتماعية المتعلقة بالأزمة. وبشكل عام، قامت أبرز الكيانات الإقتصادية العالمية بجهود هائلة في سبيل مواجهة الأزمة. وقد بدأت تلك التدابير في أن تؤتي بثمارها وتحقق فوائد ملموسة، لكن علينا أن نكون مستعدون للقيام حتي بالمزيد إذا استدعت الظروف ذلك. وقد خططت من جانبي للدفاع عن هذا المبدأ في لندن: حيث يجب أن نقدم على فعل كل ما هو ضروري من أجل النمو العالمي".
وتابع " يجب علينا أن نقوم هذا الأسبوع بتوصيل نفس شعور الحاجة بتنظيم الأسواق المالية. حيث سيصبح النمو العالمي أكثر قوة من خلال تدعيمه بواسطة نظام مالي فعال ومستقر ومن خلال نوعية الثقة المتجددة في الأسواق التي ستسمح للموارد بأن يتم تخصيصها بصورة أفضل. ويجب علينا أن نقوم بإصلاح معايير الإفصاح المطلوبة ومستويات الإشراف المتزن على الشركات المالية. لكن للأسف، لا يحظي هذا الموضوع بالاهتمام في كثير من الدول بالشكل الذي يستحقه. وبينما نقوم بإحراز تقدم على صعيد إصلاح الحكم الاقتصادي العالمي، يجب أن نقدم مزيد من المساحة للدول الناشئة، تماشيا ً مع وزنهم الحقيقي والمسؤوليات التي يجب أن يتحملوها. وهو ما ينطبق بصورة صحيحة على الهيئات الدولية، وبخاصة المؤسسات المالية الدولية. كما أنه من الضروري تقديم الدعم للدول الأكثر فقرا ً والتي سقطتن ضحية لتلك الأزمة".
وأضاف " وإذا لم نظهر تضامنا ً، فإن بعض المخاطر ستلغي إمكانية رؤية ما تبذله تلك الدول من جهود كبيرة في سبيل تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية. وخلال تواجدي في إفريقيا الشهر الماضي، عبرت عن اعتقادي بأن مصائر أوروبا وإفريقيا يرتبطان ارتباطا وثيقا ببعضهما الآخر. وأنا من جانبي، لا زلت مقتنعا بأن بإمكان العالم أن يخرج من تلك الأوقات المضطربة أكثر قوة واتحادا ً وبشعور أقوي من التضامن، شريطة أن يكون لدينا العزيمة على فعل ذلك. ونحن لا يمكن أن تحقق تغييرا جذريا بين عشية وضحاها، حيث ستبقى الكثير من الأمور التي سيكون علينا فعلها بعد ذلك. وربما نحتاج لاجتماعات مستقبلية من أجل تنفيذ الإصلاحات التي تم إجراؤها في لندن. وأنا على ثقة أيضا من أمرين آخرين: لا بد لنا من تحقيق نتائج عملية تبدأ من قمة الغد. والفشل ليس خيارا".