عاصفة ليبرمانية تشعل الأجواء السياسية المصرية والأميركية

فيروس "كونفيكير" هدد أجهزة الحواسيب للجيش الإسرائيلي
عاصفة ليبرمانية تشعل الأجواء السياسية المصرية والأميركية

إيناس مريح من حيفا: "ليتجهز للحرب من يريد السلام"، هذا ما قاله افيجدور ليبرمان في يومه الأول كوزير خارجية في الحكومة الإسرائيلية، وبهذه الكلمات عنونت صحيفة (يديعوت أحرنوت) و(هآرتس) صفحات الغلاف، وأضافت (يديعوت أحرنوت) عنوانًا فرعيًا في السياق نفسه: أعلن وزير الخارجية الجديد ليبرمان أن مؤتمر أنابوليس لم يعد ساري المفعول، ومن جانبي هو ميت، وصرح ليبرمان بالنسبة إلى سوريا: أنا مؤيد للسلام، لكن ممنوع الانسحاب من الجولان"، فيما حاول المصالحة مع المصريين. بينما سارع البيت الأبيض إلى نشر تعقيب على تصريحات ليبرمان.

لخصت (هآرتس) تصريحات ليبرمان المتعددة الجوانب، التي أثارت ضجة في وزارة الخارجية الأميركية، وفي بعض الدول العربية. وكتبت (هآرتس): " صرح افيجدور ليبرمان في خطابه الأول كوزير خارجية إسرائيلي عن منهج سياسي حاد، وقد فاجأت أقواله جمهور الحاضرين المشاركين في حفل تبادل المناصب بين الوزراء السابقين والحاليين، ويشار إلى أن غالبية المشاركين في الحفل هم من السياسيين الذين سيضطرون مستقبلاً إلى تطبيق الخطوط السياسية التي سيقودها ليبرمان".

"من يعتقد بأنه من خلال التنازلات سيحقق السلام فهو مخطئ"

كما نقلت (هآرتس) ما أدلى به ليبرمان بالنسبة لمسار انابوليس قائلة:" " أوضح ليبرمان بأن الحكومة الإسرائيلية الجديدة غير ملزمة بمسار انابوليس، هذا المسار الذي تفاوض في إطاره رئيس الوزراء السابق ايهود اولمرت، ووزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني، على القضايا الملتهبة بما يتعلق بترتيب ثابت مع السلطة الفلسطينية." وأضافت " من يعتقد بأنه من خلال التنازلات سيحقق السلام فهو مخطئ، ومن يريد السلام عليه أن يتجهز للحرب"، تدخلت بشكل حرج ليفني خلال خطاب ليبرمان، وقالت ان إسرائيل إلتزمت بمسار انابوليس، وبعد أن أنهى ليبرمان خطابه قالت ليفني: "اقتنعت الآن بأنه ما كان علي الانضمام للحكومة"، وفقًا لما نشرته صحيفة (هآرتس).

وفي حديث لصحيفة (هآرتس) مع ليبرمان أشار إلى " أنه ملزم بإتفاق خارطة الطريق من عام 2003 بالصيغة التي تم قبولها على يد الحكومة الإسرائيلية، وربما كنت قد صوتت ضد خارطة الطريق في ذاك الوقت، إلا أنه في هذا الوقت أنا ملزم بها بعد أن قررت الحكومة الإسرائيلية الالتزام بها".

وأضاف ليبرمان لصحيفة (هآرتس) بأن " السلطة الجديدة سواء في اسرائيل او أميركا لا تتعامل هذه الأيام مع طرح انابوليس، وأنا اقترح أن نسير وفقا لاتفاق خارطة الطريق، وكنت قد أوضحت سابقًا بأنني مستعد أن اخلي بيتي في مستوطنة "نوكديم" في حال قررت الحكومة ذلك، لكن ممنوع أن تكون التنازلات بصورة مجانية".

ليبرمان:"حظيت إسرائيل بشعبية كبيرة بعد النصر في حرب الستة أيام"

وفي السياق نفسه، أشارت (هآرتس) إلى أن ليبرمان هاجم بشدة سياسة شارون واولمرت." لقد قاموا بخطوات درامتيكية، وقدموا اقتراحات لها عواقب بعيدة المدى، لقد شاهدنا فك ارتباط المستوطنات، وشاهدنا انابوليس ولم أرَ بأنهما جلبا السلام بل على العكس لذلك". وأضافت (هآرتس) تطرق ليبرمان في خطابه للمس بصورة إسرائيل، ولقطع العلاقات مع بعض الدول مثل قطر وموريتانيا خلال حرب" الرصاص المصبوب"، ووفقا لأقواله قطع العلاقات جاء بسبب التنازلات التي جلبت الحرب، لا توجد دولة تنازلت كما تنازلت إسرائيل، فمنذ عام 1967 تنازلنا عن مناطق تضاهي مساحتها ثلاثة أضعاف مساحة إسرائيل، وقد أثبتنا عزيمة ورغبة، فاتفاق أوسلو كان عام 1993 وحتى الآن لم أرَ أنه توصلنا لسلام".

ويتساءل ليبرمان في خطابه وفقًا لـ (هآرتس): "متى حظيت إسرائيل بشعبية كبيرة في العالم؟ ويجيب بأنها حظيت بهذه الشعبية بعد النصر الذي حققته في حرب الستة أيام، ولم تكن دولة شعبية بعد اتفاق اوسلو في مراحله الأربعة".

ليبرمان يحاول المصالحة مع مصر

وذكرت (هآرتس):"ليبرمان تطرق في خطابه الأول إلى مصر في محاولة المصالحة معها، بعد أن كان انتقد الرئيس المصري حسني مبارك، انتقادا حادا قبل عدة أشهر، وقد وجه ليبرمان إلى مصر مضامين مصالحة وقال: تعتبر مصر عنصرًا مهمًا، وموازنًا في العالم، وفي العالم العربي، بالتأكيد تسرني زيارة مصر، ولكني سأكون مسرورًا أكثر إذا زار القادة المصريون كذلك إسرائيل، كذلك إذا زارنا وزير الخارجية المصري، أنا احترم الآخرين وأريد من الآخرين أيضا أن يحترموني، أنا مع مبدأ المودة والصداقة".

وزراء أوروبا: في حال لم تلتزم إسرائيل بمبدأ دولتين لشعبين، سنجمد العلاقات معها

وفي الصدد نفسه كتبت (هآرتس): "سيتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الخارجية ليبرمان، إلى ضغوطات دولية كبيرة لأجل توضيح موقفهم المتعلق بمسألة إقامة دولة فلسطينية، وقد أوضح عدد من وزراء خارجية أوروبا خلال مأدبة عشاء في تشيكيا بأنهم سيطلبون من إسرائيل إلتزامًا خطيًا، بالنسبة إلى مبدأ "دولتين لشعبين"، وإلا سيتم تجميد العلاقات مع إسرائيل".

وتابعت(هآرتس):" أرسل في الأيام الأخيرة عددًا كبيرًا من السفراء الإسرائيليين، في العواصم الأوروبية، عشرات الرسائل لوزارة الخارجية في القدس، حول جلسة وزراء الخارجية في تشيكيا، ورسموا صورة قاسية بما يتعلق بدرجة الثقة في حكومة نتانياهو، وقد انتقد الوزراء الواحد تلو الآخر إسرائيل، بما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيين، وبمسألة بناء المستوطنات وهدم البيوت في القدس الشرقية، كذلك في الموضوع الإنساني في غزة، ووردت في إحدى الرسائل أقوال لأكثر من وزير أوروبي بأن "هناك حاجة إلى أن تغير إسرائيل من معاملتها للفلسطينيين". وأفادت( هآرتس) بأن الموضوع المركزي الذي طرح خلال مأدبة العشاء للوزراء الأوروبيين في تشيكيا، كان مستقبل العلاقات مع إسرائيل والإتحاد الأوروبي، والعديد من الوزراء طالبوا بتجميد العلاقات فورًا، وطالبوا بتوجيه إنذار لإسرائيل، اذ انه لن تكون هناك تسوية لأي اتفاق من دون إلتزام إسرائيل بمبدأ دولتين لشعبين".

تعقيب الولايات المتحدة وجهات عربية على تصريحات ليبرمان

وأشارت (هآرتس) إلى " أن وزارة الخارجية الأميركية اهتمت بتعهدات بنيامين نتانياهو، وهي "العمل لأجل التقدم في مسيرة السلام"، أكثر من اهتمامها بتصريحات وزير الخارجية الجديد افيجدور ليبرمان، التي تشير إلى أن إسرائيل غير ملزمة باتفاق انابوليس". وذكرت "نحن نبارك بتشكيل حكومة إسرائيلية جديدة ونتوقع أن نعمل معها، إسرائيل هي حليفتنا وصديقتنا المقربة، ونحن نتعهد بالحفاظ على أمنها".

من جهة أخرى، قال أمس نائب الناطق الرسمي في وزارة الخارجية جرودون دوجور ، والذي عقب على تصريحات ليبرمان قائلا:" نتانياهو قال أنه سيعمل على تحقيق السلام مع الفلسطينيين والسلام الإقليمي، ونحن ندعم مبدأ دولتين لشعبين، وسنواصل العمل وفقا لهذا المبدأ، فمسار انابوليس يدعو إلى إقامة دولتين لشعبين، وسلطة أوباما ملزمة بهذا المبدأ"وفقا لصحيفة (هآرتس) .

"اولمرت بدأ كهانته كرئيس وزراء كالنسر وانتهى كالحمامة"

أما حول ردود الفعل العربية تعقيبًا على تصريحات ليبرمان كتبت (هآرتس): صرح ياسر عبد ربه من السلطة الفلسطينية بأن ليبرمان هو "عقبة في طريق السلام"، والفلسطينيون غير ملزمين بالتعاون مع شخصية عنصرية، أما بالنسبة إلى الجانب المصري فقد ذكر نائب التحرير في الصحيفة الرسمية الجمهورية، عبد المنعم فوزي في لقاء تلفزيوني بأن "ليبرمان أطلق قذيفة إرهابية". كما قال المحلل السوري عماد فوزي شعيبي والذي قال:"بأنه يجب ألا تثير التقديرات الأولى من حكومة نتانياهو تخوفات العالم العربي، لأن اولمرت بدأ كهانته كرئيس وزراء كالنسر وانتهى كالحمامة".

زكريا الزبيدي طلب من رئيسة الجوقة الفلسطينية التي أنشدت للناجين اليهود من المحرقة مغادرة جنين

وأفادت(هآرتس) بأنه " تم إيقاف الموسيقية وفاء يونس رئيسة فرقة الجوقة الفلسطينية، والتي أنشدت لمجموعة يهود من الإسرائيليين الناجين من المحرقة النازية، وتم إيقافها في جنين على يد مسلحين فلسطينيين، وقد استطاعت يونس وهي من بلدة عارة في المثلث الجنوبي في إسرائيل، من إثارة غضب أشخاص من حركتي حماس وفتح مؤخرًا، وذلك بسبب تنظيمها زيارات متواصلة للطلاب أعضاء فرقة الجوقة الفلسطينية لإسرائيل".

وتابعت (هآرتس):" أحاط أربعة مسلحين يلبسون الزي المدني، بالموسيقية وفاء يونس أمس خلال لقاء بينها وبين أمهات أعضاء فرقة الجوقة في جنين، ووقف على رأس المجموعة رئيس حركة فتح في مخيم جنين زكريا الزبيدي، والذي طلب من وفاء يونس مرافقته لمحطة الشرطة بسيارته الخاصة". وقالت يونس أمس لصحيفة (هآرتس) " طلب مني قائد محطة الشرطة الذي يعرف نشاطاتي بأنه يفضل أن أغادر المكان، ذلك وفقا للتعليمات المتعلقة بالهوية الزرقاء، اقترح علي زبيدي بأن تكون هدنة وبأن أوقف النشاطات الفنية للجوقة، وأنا وافقت على اقتراحه". .

وأشارت (هآرتس) إلى أن " العديد من وسائل الإعلام العربية والعالمية اهتمت بإجراء مقابلات مع وفاء يونس التي ذكرت أنها "ستتوجه إلى مكتب محمود عباس وستطلب منه تشكيل لجنة تحقيق حقيقة لسماع أقوال الطلاب أعضاء الجوقة وأهاليهم، وسأنتظر التحقيق بالأمر، لأنني لا أستطيع العمل في ظل المضايقات".

اليرقانة التي أثارت ضجة في الجيش الإسرائيلي

من ناحية أخرى، أفادت (يديعوت أحرنوت) بأن فيروس من نوع يرقانة انتقل إلى جهاز حاسوب عسكري، بواسطة قرص من نوع(اون كيه)، والذي تسبب بإثارة عاصفة مشابهة لحالة قتال، بحيث وصل عشرات الجنود من وحدات الحاسوب بشكل عاجل كي يجدوا حلا لمشكلة الفيروس". ونقلت (يديعوت أحرنوت) تصريحات لجهات معينة من الجيش الإسرائيلي ان " الفيروس كاد أن يتسبب بشلل لنظام أجهزة الحاسوب العسكرية، وكانت تخوفات بأن يسقط الفيروس برامج تنفيذية عسكرية في الحاسوب". أما الناطق باسم الجيش الإسرائيلي فقد أفاد وفقا (ليديعوت أحرنوت) بأن " مخالفة التعليمات تسببت باختراق فيروس لشبكة الحواسيب، وقد تم كشف الفيروس من خلال جهاز مراقبة، وتمكننا من القضاء على الفيروس بسرعة من دون أن يتسبب بضرر لنظام الحواسيب العسكري".

على الجيش الإسرائيلي استخدام شعار باراك في حملته الانتخابية

وتواصل هيئة التحرير في صحيفة (هآرتس) بانتقادها لسير التحقيق في شهادات الجنود الإسرائيليين، حول قيامهم بقتل أبرياء في حرب الرصاص المصبوب على غزة، وعنونت كلمة العدد لهذا اليوم بالعنوان" استمرار حملة الكبت".

وقالت هيئة التحرير في سياق كلمة العدد:"إن التحقيق السريع في شهادات الجنود الذين شاركوا في الحملة العسكرية "الرصاص المصبوب" في غزة، والذين تحدثوا عن قتل الأبرياء، وتدمير ممتلكات، واستعمال قنابل الفوسفور، يعلمنا أن الجهاز القضائي العسكري قادر على العمل في ظل الضغط الجماهيري". وتابعت(هآرتس):" كان كافيا التحقيق لفترة أسبوع فقط، حتى يقرر المدعي العام العسكري الرئيسي بأن الجنود كذبوا أو بالغوا في أقوالهم خلال اللقاء في الصف التحضيري في المدرسة على اسم "يتسحاك رابين"، وبأن يقرر إغلاق ملف التحقيق".

وقالت (هآرتس) في سياق الكلمة " إذا أراد الجيش الإسرائيلي أن يكون الجيش أخلاقيا عليه أن "ينظر للحقيقة بعينين"، تماما كالشعار الذي حمله ايهود بارك في حملته الانتخابية، وأن يفحص ويحقق أسباب قتل الكثير من سكان غزة وهم "غير المتورطين"، ولفرض العقاب على من خالف الأوامر ولتحديد تعليمات فتح النار، قبل كل شيء تحافظ على حياة الأبرياء وعلى ممتلكاتهم".