أوباما في وضع جيد ليسحر قلوب الأتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الوقت ينفد أمام إيران رغم تعهد أوباما بالحوار إسطنبول: يملك الرئيس الأميركي باراك أوباما عدة أوراق رابحة ليسحر قلوب الأتراك خلال زيارته إلى تركيا يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين. ففي المقام الأول أوباما ليس جورج بوش. في حين در بوش ثروة على صانع احذية يدعي انه يبيع "الحذاء" الذي استخدمه صحافي عراقي سئم من الرئيس الاميركي السابق، بدأ العاملون في مجال الاعلانات يستخدمون صورة اوباما على انها ايجابية ومطمئنة. وهكذا استعان مصرف "غارانتي" بخدمات شبيه للرئيس الاميركي للترويج لعروضه الخاصة "لمواجهة الازمة".
وقال بيديز ايكير مدير وكالة "المتيفركا" للاعلانات الذي اوردت تصريحه صحيفة "حرييت" ان "زبوننا قال لنا انه يريد اعطاء دفع للاقتصاد. واعتبرنا ان اوباما هو الشخص الوحيد الذي ينظر اليه على انه قادر على تحويل اثار الازمة الاقتصادية".
وتثبت استطلاعات الرأي استلطاف الاتراك للرئيس الاميركي الجديد. ففي حين كان 9,3% من الاتراك يثقون العام 2005 ببوش الذي كان يحتل اسفل التصنيف مع اسامة بن لادن (4,6%) اعرب 39,2% في شباط/فبراير 2009 عن ثقتهم باوباماالذي اصبح "اكثر مسؤول سياسي جدير بالثقة بنظر الناخبين الاتراك" على ما اظهر استطلاع للرأي اجراه معهد "اينفاكتو ريسيرتش وركشوب".
ويقول اورهان تقيلوغلو خبير الثقافة الشعبية في جامعة بهجتشير في اسطنبول "لقد كره الاتراك بوش. لقد ربط بوش كل شيء بالارهاب والاسلام وكان على خطأ. لقد شن حملة (صليبية)". ويضيف "الاتراك يكنون مشاعر ايجابية جدا حيال اوباما لانه لا يسعى الى اقامة عالم يكون الزعيم الوحيد فيه. ويقول اوباما: +اريد ان اتعاون+" موضحا "بوش لم يكن يفعل ذلك".
وترك اجتياح العراق المجاور لتركيا العام 2003، ذكريات سيئة للاتراك لانهم ارادوا تضامنهم مع اخوانهم المسلمين او خشية حصول تغيير كبير في الشرق الاوسط. لذا فان مشاريع اوباما المعلنة بالانسحاب من العراق نالت استحسانهم.
لكن الى جانب هذه الاعتبارات السياسية فان اصول الرئيس الاميركي الاتنية تلعب دورا كبيرا كذلك على ما يفيد تقيليغلو. ويوضح "الاتراك يحبون السود (..) لديهم نوع من الميل الى الاشخاص الذين هزموا نوعا ما على الساحة الدولية" مشيرا الى ان دولة تركيا الحديثة اسست العام 1923 لمكافحة انظمة امبريالية اوروبية تسعى الى تقاسم الامبراطورية العثمانية.
ومن النقاط الايجابية ايضا بالنسبة للاتراك هي ان اوباما رغم كونه مسيحيا ممارسا فانه يحمل ايضا اسم حسين حفيد النبي محمد. وقد اشار رئيس الوزراء التركي طيب رجب ادروغان الاحد الى ذلك خلال مقابلة تلفزيونية عندما قاطع ممازحا صحافية اسقطت اسم اوباما الثاني.
لكن بروكس اميرسن مؤسس جمعية "ديموقراطيون في الخارج" في تركيا والذي يقيم منذ سبع سنوات في اسطنبول يخفف من حجم الاعجاب المفرط باوباما رغم الاستحسان الذي يحظى به. ويقول "الاتراك مشككون بطبيعتهم يظنون ان اميركا تريد دائما السيطرة. انهم ايجابيون حيال اوباما (..) لكنهم لا يصدقون مئة في المئة ما يرونه".