الموالاة تشن حملة ضدّ حزب جزائري معارض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: شنت قوى الإئتلاف الحاكم في الجزائر ومنظماتها الجماهيرية، اليوم، هجوما مركّزا على الحزب الأمازيغي المعارض "التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية" على خلفية قيام الأخير بإنزال العلم الوطني من على واجهة مكتبه المركزي واستبداله بـ"راية سوداء" بررها قياديو الحزب المذكور بـ"ما تقتضيه حالة الحداد التي أعلنها الحزب "حزنا" على الديمقراطية".
وفي سيناريو شبيه بذاك الذي نشب أواسط شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حينما احتدم صراع كلامي عنيف آنذاك إثر إقدام أحد نواب التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية على الطعن في عدد شهداء ثورة الجزائر التحررية، لم يكن حلفاء الرئيس بوتفليقة وعموم المنظمات الموالية للحكومة متسامحة مع لقطة التجمع الذي يتزعمه دكتور الأمراض العقلية "سعيد سعدي".
وفيما لاذ حزبا "جبهة التحرير" و"حركة مجتمع السلم" بالصمت، هاجم التجمع الديمقراطي أحد أضلاع ما يُعرف بـ"التحالف الرئاسي" "بشدة" مساس التشكيلة الأمازيغية بقداسة الرموز الوطنية، وجاء في بيان للحزب إنّ التجمع الديمقراطي برئاسة الوزير الأول "أحمد أويحيى" "يستنكر بشدة ما تتعرض له الرموز الوطنية من انتهاكات تمس بقداستها وقداسة كل مكتسبات ثورة الجزائر".
وحذر التجمع الديمقراطي كل من تسول له نفسه بالمساس بالرموز التي حث الدستور على احترامها وتبجيلها بعيدا على عبث العابثين، ودعا الناطق باسم الحزب "ميلود شرفي" إلى ضرورة اتخاذ الإجراءات والتدابير الكفيلة بوضع حد لمن وصفهم (المارقين) وردعهم وفرض سلطان القانون والدستور في دولة الحق والقانون، في تلميح قوي إلى احتمال رفع دعوى قضائية ضدّ تشكيلة سعيد سعدي.
بدوره، دان الإتحاد العام للعمال الجزائريين (منظمة حكومية) إنزال التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية للعلم الوطني واستبداله براية سوداء، وأعرب في بيان له عن "استيائه الشديد" لهذا العمل، وأعرب الإتحاد الذي يقوده "عبد المجيد سيدي السعيد" عن استنكاره لهذا العمل "الشائن". وبعد أن ذكر بأنّ الممارسة الديمقراطية السليمة، تفرض على الأقل احترام رموز الدولة وثوابت الأمة وحمايتها، دان الإتحاد "تصرفات" لا تشرف المسؤولين عنها، على حد ما ورد في البيان.
من جانبها، نددت اللجنة السياسية الوطنية لمراقبة الانتخابات، بحادثة استبدال العلم الوطني براية سوداء، وأوضحت اللجنة برئاسة وزير العدل الأسبق "محمد تقية" أنّ مسؤولي حزب سعيد سعدي يزايدون باسم الوطنية والديمقراطية والحفاظ على رموز الدولة ومقومات هذه الأمة، واستهجنت اللجنة تعمد التشكيلة الأمازيغية "الاعتداء والتعدي على أحد الرموز الوطنية"، كما لم تتحرج اللجنة من وصف الخطوة بـ"العمل السخيف واللامسؤول".
ويُنتظر أن تكون لحادثة إنزال العلم الوطني واستبداله براية سوداء تداعيات أكبر في غضون الساعات والأيام القليلة المقبلة، في وقت أعلن الزعيم الأمازيغي سعيد سعدي عن عقد مؤتمر صحفي غدا السبت، وهو موعد قد يجنح فيه سعدي إلى توجيه اتهامات إضافية لقوى الموالاة، وإبراز رفض حزبه مؤدى انتخابات الرئاسة التي ستجرى الخميس المقبل.