حماس تتهم فتح بالتشدد في جولة الحوار الأخيرة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
غزة: إتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حركة فتح بتبني مواقف "متشددة" خلال جولة الحوار التي جرت بينهما الأربعاء والخميس في القاهرة وإنتهت من دون تحقيق اي تقدم بشان القضايا الخلافية خصوصا برنامج حكومة التوافق الوطني التي يفترض الاتفاق على تشكيلها. وقال الناطق باسم الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة طاهر النونو في بيان صحفي ان "التشدد الذي أظهره وفد فتح في المحادثات التي جرت خلال اليومين الماضيين (في القاهرة) لا يصب في خدمة شعبنا في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه شعبنا وقضيته الوطنية".
من جهته، صلاح البردويل القيادي في حركة حماس لوكالة فرانس برس ان "حركة فتح في الجولة الاخيرة اصرت على ارائها السابقة وبدأت تؤكد ضرورة الالتزام بقرارات والتزامات منظمة التحرير الفلسطينية، وان تبقى منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة في حالتها هذه دون تشكيل اطار يضم الجميع حتى اصلاح المنظمة واجراء الانتخابات". وتابع البردويل ان فتح "اصرت على ان اصلاح اجهزة الامن في الضفة الغربية غير مطروحة بتاتا على طاولة الحوار، وان الحديث والاصلاح يقتصر على قطاع غزة فقط".
وكان نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عضو وفدها الى الحوار الوطني الفلسطيني في القاهرة قال الخميس انه تم تعليق المحادثات بين حركتي فتح وحماس على ان تستأنف في موعد "يحدد في وقت لاحق ما بين 21 و26 نيسان/ابريل المقبل". واوضح ان "هناك اقتراحات جديدة خلاقة تم تقديمها وتحتاج كل حركة الي التشاور بشأنها مع قيادتها".
ورفض شعث الاجابة على سؤال عما اذا كانت مصر، التي ترعى الحوار الوطني الفلسطيني، هي التي طرحت هذه الافكار كما رفض الافصاح عن محتواها. ودعا النونو في بيانه "الاطراف المتحاورة كافة إلى تصليب الموقف الفلسطيني والحفاظ على الثوابت الوطنية ورفض الارتهان الى الضغوط الخارجية وخاصة الشروط الظالمة التي تفرضها اللجنة الرباعية" الدولية للشرق الاوسط.
واضاف ان "أي دعوات لتقديم تنازلات سياسية تحت شعارات الواقعية أو غيرها في ظل التنكر الإسرائيلي المستمر لحقوق شعبنا وحتى للاتفاقات التي وقعتها منظمة التحرير إنما هو عبث بمصالح شعبنا وقضيته الوطنية وتكريس للهيمنة الصهيونية الأمريكية في المنطقة".
واكد النونو ان تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد افيغدور ليبرمان حول عملية انابوليس " لم تكن مفاجئة لنا وتمثل تأكيدا لمواقفنا من هذه العملية العبثية الفاشلة مما يتطلب إعادة النظر في كل مشاريع التسوية والاتفاقات التي أضرت بشعبنا".
وقال ليبرمان الاربعاء ان الحكومة الاسرائيلية الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو ليست ملتزمة بعملية انابوليس، التي اتاحت استئناف مفاوضات السلام الاسرائيلية-الفلسطينية في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، مؤكدا انها ملتزمة فقط بخارطة الطريق.
وخارطة الطريق خطة سلام دولية وضعتها اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الاوسط (الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة) وتنص على اقامة دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل.
واقرت خارطة الطريق في صيف 2003 غير انها بقيت حبرا على ورق. واعتبر النونو ان "الرد الحقيقي على هذه التصريحات هو إعلان واضح بوقف المفاوضات وإنهاء الالتزام بالاتفاقات الأمنية التي مزقت وحدة شعبنا، ورفض الضغوط الدولية والشروط الظالمة التي تفرضها اللجنة الرباعية على إنجاح الحوار الفلسطيني الفلسطيني".
اطلق الحوار الوطني الفلسطيني في مؤتمر عقد في القاهرة في 26 شباط/فبراير الماضي وتم خلاله الاتفاق على تشكيل خمس لجان عمل لبحث خمسة ملفات هي:
-تشكيل حكومة توافق وطني والاتفاق على برنامجها السياسي.
-اعادة تنظيم وتوحيد اجهزة الامن الفلسطينية.
-اعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية لضم حركتي حماس والجهاد الاسلامي اليها.
-الاتفاق على موعد وترتيبات الانتخابات التشريعية والرئاسية في الاراضي الفلسطينية,
-الاجراءات الكفيلة بحل المشكلات الناجمة عن الاقتتال الفلسطيني ومنع تكراره.
ومازالت الخلافات قائمة حول برنامج حكومة التوافق الوطني اذ تطالب فتح بتضمين البرنامج نصا على "التزام" الحكومة باتفاقات منظمة التحرير مع اسرائيل في حين تريد حماس التعهد ب "الوفاء" بهذه الالتزامات.
كما تطالب حماس بتشكيل لجنة تضم ممثلين لكل الفصائل وتكون بمثابة المرجعية العليا للحكومة والسلطة الفلسطينية الى حين الانتهاء من اعادة هيكلة منظمة التحرير وهو ما تتحفظ عليه حركة فتح. وتوجد كذلك خلافات حول اعادة تنظيم الاجهزة الامنية وهل تكون تبعيتها للحكومة الجديدة ام لرئاسة السلطة الفلسطينية.
اما نقطة التباين الاخيرة فتتعلق بقانون الانتخابات التشريعية اذ تريد حماس اعتماد النظام المختلط الذي يقضي بانتخاب نصف الاعضاء بالقائمة النسبية ونصفهم الاخر بنظام الترشيح الفردي. وتتوقف عملية اعادة اعمار غزة على نتائج الحوار الوطنى الفلسطيني.
وتعهد المجتمع الدولي في مؤتمر عقد في الثاني من اذار/مارس في شرم الشيخ بتقديم قرابة 4,5 مليار دولار لاعادة اعمار غزة وتنشيط الاقتصاد الفلسطيني الا ان المانحين يرفضون ان تمر المساعدات عبر حكومة حماس المقالة.