قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
نيودلهي: قد تكون الهند في طريقها لحكومة ائتلافية أضعف وربما أقصر عمرا بعد الانتخابات العامة التي تجرى في شهري ابريل نيسان ومايو ايار في الوقت الذي يجد فيه كل من الحزبين الرئيسيين صعوبة في الاحتفاظ بحلفائهما الاقليميين.وحكم حزب المؤتمر البلاد في معظم السنوات الخمس الاخيرة من خلال ائتلاف مستقر. لكنه يخسر حلفاءه الان في الوقت الذي تنأى فيه كثير من الجماعات الاقليمية بنفسها عن حزب ويرونه فاقد القدرة على التواصل بعد عقود من الزمان من هيمنته على الحياة السياسية في الهند. وتواجه مجموعة أخرى يقودها حزب بهاراتيا جاناتا القومي الهندوسي المعارض صعوبات أيضا بتواجد لا يكاد يذكر في الولايات الجنوبية مثل تاميل نادو فيما ترى عدة أحزاب شمالية أصوات المسلمين متحدة ضد عناصرها من الهندوس المتطرفين.وفي هذا العام زادت جبهة ثالثة من الاحزاب يقودها الشيوعيون حالة التشتت للقوى السياسية. هذا المشهد قد يكون له اثار جيدة على ديمقراطية تضم 1.1 مليار نسمة من مختلف الطوائف الاجتماعية واللغات.لكن المستثمرين يشعرون بالقلق من أن يكون هذا المشهد نذيرا لحالة من الغموض السياسي في وقت يواجه فيه الاقتصاد تباطؤا وفقدانا للوظائف وخللا في الموازين المالية. وفي الوقت الذي تراجعت فيه أولوية الاصلاحات الرامية لفتح القطاع المالي وسط الازمة الائتمانية العالمية يتطلع المستثمرون لتغييرات في قوانين العمل الصارمة بالهند بالاضافة الى تحركات لخصخصة الشركات الحكومية للمساعدة في تعزيز الاستثمارات.وقال فيكاس خيماني وهو رئيس مشارك في شركة ادلوايس للسمسرة "معظم تحالفات ما قبل الانتخابات تنهار. على ما يبدو أن الكثير من الاحزاب الاقليمية ستحاول وتحصل على نصيب." ويضيف "هذا يصيب الكثيرين بالتوتر."ومبعث الخوف هو أن ائتلافا غير متماسك سيفضي الى مزيد من المشاحنات السياسية. ويمكن أن يقود ذلك على سبيل المثال الى أن يكون لحزب صغير يمثل فئة زراعية واحدة من ولاية هندية واحدة سيطرة على حزمة حوافز اقتصادية قومية حجمها مليار دولار. وهيمن حزب المؤتمر وهو حزب علماني من يسار الوسط على السياسة في الهند بعد الاستقلال عام 1947 على مدار عقود من الزمان وكان يفوز بأغلبية مطلقة من الاصوات. لكن تراجعا تدريجيا في التأييد أسفر عن مكاسب لحزب بهاراتيا جاناتا في التسعينات وقد يكون عام 2009 بشيرا لنهضة الاحزاب الاقليمية.وحصل حزب المؤتمر وبهاراتيا جاناتا فيما بينهما على ما يزيد قليلا عن 50 في المئة من الاصوات في الانتخابات الاخيرة في عام 2004 وبالتالي فان مزيدا من التراجع في التاييد لهما سيؤدي فعليا الى ان تصبح الاحزاب الاقليمية والاحزاب القائمة على اساس طائفي هي القوة المهيمنة على السياسة في الهند. ومن منطلق ادراكهم لهذه الاوضاع دخل الحلفاء الاقليميون السابقون في مشاحنات مع الحزبين بشأن ترتيبات اقتسام المقاعد في الولايات. وتظهر نتائج الانتخابات في 16 مايو ايار.وبينما كانت المعارك الانتخابية تدور حول القضايا الوطنية قد تكون الحسابات الخاصة بالتحالفات أكثر أهمية هذه المرة من الحملات التي تتناول النمو الاقتصادي أو الارهاب او التضخم.واذا حقق حزبا المؤتمر وبهاراتيا جاناتا نتائج سيئة فان رئيس الوزراء القادم قد يأتي من خلال مفاوضات ما بعد الانتخابات ومساومات واتفاقات سرية بين الاحزاب القومية والاقليمية.وقال يوجيندرا ياداف وهو زميل مركز دراسات المجتمعات النامية في صحيفة هندو "مع تحالفات ما بعد الانتخابات باتت الكرة في ملعب الوسطاء." ويعتقد زعماء مثل ماياواتي زعيمة "حزب المنبوذين" في ولاية اوتار براديش الشمالية انهم قد يفوزون بأصوات تكفي للمساومة على مناصب وزارية.ويقول محللون ان ائتلافا جديدا دون حزب المؤتمر او بهاراتيا جاناتا يمكن أن يستمر لمدة عامين فقط كما حدث في عام 1996 عندما فاز 13 حزبا بالسلطة وسقطت حكوتهم بعد عامين شغل خلالهما شخصان منصب رئيس الوزراء. وقبل أسابيع فقط بدا وكأن فرصة حزب المؤتمر للفوز أفضل اذ بدا ائتلافه الحكومي سليما بالاضافة الى أداء أفضل من المتوقع في انتخابات الولايات العام الماضي.لكن ترتيبات اقتسام المقاعد بالنسبة لحزب المؤتمر انهارت في اوتار براديش التي يخصص لها اكبر عدد من المقاعد البرلمانية وهو 80 مقعدا من اجمالي عدد اعضاء البرلمان البالغ 543 عضوا.كما هدد مولد أحزاب اقليمية جديدة الحزب في الولايات المتأرجحة مثل اندرا براديش.وقال المحلل ماهيش رانجاراجان ان "الرسالة مفادها أن الناخبين الهنود يريدون خيارا اخر... الاحزاب الاقليمية تشعر بأن الفرصة سانحة. انها أقرب الى السلطة من أي وقت مضى." ويعتقد محللون ان راهول غاندي النجم الصاعد في حزب المؤتمر البالغ من العمر 38 عاما يعرف ان الهزيمة تلوح ويخطط لاصلاح الحزب للفوز بانتخابات جديدة بعد حكومة قصيرة العمر.الا أن مستثمرين يقولون ان الهند ستجد صعوبة في تحمل حتى عامين من الجمود مع عجز مالي نسبته تزيد عن 10 في المئة من اجمالي الناتج المحلي.وقال دي كيه جوشي وهو خبير اقتصادي "كلما كان الائتلاف أقل تماسكا كلما زادت الصعوبة في بناء توافق عام بشأن الاصلاح."ويأمل كثير من المستثمرين أن يكون المحللون مخطئين. وفشل كثير من الخبراء في التكهن بفوز حزب المؤتمر في عام 2004 كما أن زعيمة الحزب سونيا غاندي ماهرة في صنع التحالفات. وقال جوشي "لا أحد يعلم في الواقع ما الذي يمكن أن يحدث. الانتخابات قد تسفر عن مفاجأة."