الصحف الإسرائيلية لليوم الأحد

الصحف الإسرائيلية: الدولة العبرية مريضة وتفتقد وزير صحة
رغم الغارة على السودان.. استئناف تهريب السلاح لحماس من الخرطوم

صور من حادثة مقتل بسمة عوض النباري

إيناس مريح من حيفا: أثارت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم الأحد مسائل عديدة تتعلق ببؤس الحكومة الإسرائيلية الجديدة، ومن الدلائل التي تشير إلى حالة البؤس في الصحف الإسرائيلية، تغيب وزير صحة في الحكومة، والتحقيقات مع وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان، والتي تتهدد منصبه وحزب إسرائيل بيتنا من الخروج من الائتلاف الحكومي، وعلى صعيد المقالات والتحليلات السياسية كتب المحلل السياسي والكاتب الصحفي يهودا بن مئير في صحيفة "هآرتس" مقالا مضمونه على أن " الحكومة الإسرائيلية هي تعبير صارخ عن بؤس قيادة إسرائيل وانشغالها بمصالحها الأنانية واستخفافها بالشعب الذي انتخبها ".

وفي سياق آخر تناولت الصحف حادثة مقتل بسمة عوض النباري ابنة 16 سنة من القرية حورة البدوية، على يد حارس لقاعدة عسكرية إسرائيل، وتشير عائلة بسمة النباري إلى هناك تضارب في أقوال الشرطة، وطالبت بفتح ملف للتحقيق في ظروف مقتل ابنتهم بسمة النباري. وتنظر محكمة الصلح في بئر السبع في هذه الاثناء في طلب الشرطة تمديد اعتقال ثلاثة من افراد عائلة النباري. وكان عم الصبية قد استنكر في تصريحات الشرطة، بشأن تنفيذ ابنتهم للعملية وقال ان الشرطة اجهزوا على الفتاة، واردوها قتيلة.

أصوات إسرائيلية تطالب بتعيين وزير صحة في الحكومة الإسرائيلية

"في مسيرة تشكيل الحكومة الإسرائيلية الكبيرة في تاريخ الدولة العبرية، تغيب تعيين واحد، ذات أهمية كبيرة وهو وزير الصحة، ويكتب د. يورم بلشير في صحيفة "هآرتس" بأن "مسألة وزيرة الصحة أسقطت حكومة بريطانيا في الثمنينات، كذلك حازت قضية وزير الصحة على اهتمام واسع في الانتخابات الأميركية لدى الرئيس الأميركي بارك أوباما، ولكنا عندنا تم تعيين وزراء بدون حقائب وزارية، وتم تعيين وزراء لملفات وزارية فارغة من المضمون، وجميعهم هربوا من حقيبة وزارة الصحة كأنهم يهربون من جرثومة".

حادثة مقتل بسمة عوض النباري

وأضاف د. يورم بلشير للصحيفة: "كذلك فإن الذي أشار إلى الفكرة التي تقول" كل شعب يحصل على القيادة التي يستحقها"، لم يفكر مرة بالحالة السيئة التي ستلزم مواطنو الدولة دفع الثمن والذي سيكون صحتهم، في سقمهم وفي صحتهم بسبب واقع عدم تعيين وزير صحة".

ويشير د. يورم إلى أن المطلوب هو وزير صحة لوظيفة كاملة، وفقط وزير صحة هو من يمتلك الصلاحية الكاملة يستطيع مواجهة سلسلة المشاكل التي تنتظر على مشارف وزارة الصحة. ومن بين هذه المشاكل النقص في عدد الأطباء الذي سيحل في المستقبل القريب، أطباء في مهنة التخدير، العلاج المكثف، وأطباء في قسم الجراحة العامة". ويؤكد د. يورم بلشير في صحيفة "هآرتس" بأنه يحق للمواطن الإسرائيلي أن يهتم به وزير صحة حقيقي، والذي سيقسم الولاء للدولة ولقوانينها". ويناشد د. يورم بإسم المواطن الإسرائيلي المعافى والمريض، بإسم الأطباء والممرضات وبإسم الجهاز الطبي بأكمله وضع مسألة عدم تعيين وزير أمام محكمة العدل العليا".

الشرطة الإسرائيلية: أدلة ضد ليبرمان في تهم الخداع وتبييض أموال

تشير الصحف الإسرائيلية إلى أنه تم التحقيق مع أفيجدور ليبرمان وزير الخارجية الإسرائيلي للمرة الثانية خلال يومين في التهم السابقة التي وجهت إليه، من تبييض أموال واستغلال منصبه، وكتبت "هآرتس": "اقتربت التحقيقات في الشبهات المتعلقة بقضية ليبرمان على الانتهاء، ووفقا للتقديرات فإنه في حالة لم يتم تمديد فترة التحقيق في الشرطة، فإن الشرطة ستحول ملف التحقيق بعد كتابة توصياتها للنيابة العامة، وسيتم التحقيق مع ليبرمان للمرة الثالثة قريبا".

وقالت الصحيفة وفقا لتصريحات جهات معينة مسؤولة في ملف التحقيق الخاص في ليبرمان " بأنه طالما لا يجيب ليبرمان على أسئلة المحققين، لا يمكن تحديد أية تهم ستقدم في لائحة اتهام ضده، ذلك في حالة تقديم لائحة اتهام. وربما تعتبر مواد التحقيق التي تم جمعها حتى الآن في قضية ليبرمان، يمكنها أن تشكل ركيزة وأرضية لتقديم لائحة اتهام ضد ليبرمان في تهم تبييض أموال خداع والخداع".

وأشارت الصحيفة إلى أن " الشرطة عرضت ولأول مرة على ليبرمان مستندات ووثائق يوثقون قيامه في فعاليات مالية في حسابات بنكية، وطلبت الشرطة من ليبرمان الشرح عن مصادر الأموال، والدوافع لإقامة الشركات وعن عمل الشركات، وتوضيح بالنسبة لقيمة المبالغ المالية التي وصلت على حساب ليبرمان".

وأوضحت" هآرتس" بأن عدد المستندات التي تملكها الدولة حوالي 3.500 مستند، ومن انب آخر، ذكرت الصحيفة:" تشير التقديرات في حزب إسرائيل بيتنا بأنها لن تنسحب من الائتلاف الحكومي في حال تم سحب ملف وزارة الخارجية من أفيجدور ليبرمان، ذلك على عكس إعلان ليبرمان بأن حزب إسرائيل بيتنا سيستقيل من الائتلاف في حال تم سحب ملف وزارة الخارجية منه". وصرحت جهات معينة من حزب إسرائيل بيتنا "لهآرتس" بأن "الحزب يملك مصالح كثيرة، وربما نقوم بتبديل ملف وزارة الخارجية بملف آخر أقل أهمية"، وتشير الصحيفة إلى أن التحقيقات مع ليبرمان في هذا الملف هي منذ 13 عام، وقد تستمر لثلاثة عشر عام إضافيان".

استئناف تهريب السلاح من السودان

كتب الصحفي أليكس فيشمان في "يديعوت أحرنوت" بأن "إيران استأنفت مسار التهريب لحماس عبر السودان. هذه المرة بالتعاون مع حلفائهافي سورياومع رجال حزب الله في دول مختلفة في أفريقيا وفي اليمن، كما زار قادة حماس في دمشق السودان عدة مرات منذ قصف القافلة، في محاولة لاستئناف التهريب. وبعد الكشف عن القافلة التي قصفت في بورت سودان وإعادة القوافل الأخرى من قبل المصريين، أدرك الإيرانيون بان مسار التهريب معروف ويجب إيجاد مسار آخر. ومؤخرا نجح الإيرانيون، بالتعاون مع السوريين ومع رجال حزب الله، العثور على مسارات جديدة لنقل المعدات العسكرية لحماس عبر السودان".

وأضافت الصحيفة: "بعثت السلطات المصرية إلى السودان وزير الخارجية ووزير المخابرات المصرية في محاولة لإقناع سلطات السودان بعدم السماح باستئناف التهريب. غير أن السلطات السودانية لا تنجح في السيطرة على النشاط الجاري في أجزاء واسعة من الدولة. ويواصل المصريون محاولاتهم صد التهريب عبر محور فيلادلفيا أيضا. ومع ذلك فانه في الأسابيع الأخيرة نجحت حماس في أن تهرب إلى غزة مواد خام تستخدم في إنتاج المواد المتفجرة للصواريخ ومواد لصناعة السلاح لديها".

مبادرة السلام العربية ستكون جزءا من سياسة أميركا في المنطقة

نقلت "هآرتس" تصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشيل التي أدلى بها في ورشة عمل مغلقة عقدت في معهد بروكنز في واشنطن قبل بضعة أسابيع، بأن المبادرة العربية ستكون جزءا من سياسة إدارة براك اوباما في الشرق الأوسط وشارك في ورشة العمل مسؤولون إسرائيليون، عرب، أميركيون وأوروبيون حاليون وسابقون. وفي نفس الوقت ينكب رجال وزارة الخارجية الأميركية على وضع صيغة لتسويق المبادرة العربية للجمهور في إسرائيل".

وأشارت الصحيفة إلى أنه وحسب مبادرة السلام العربية من العام 2002، فان كل الدول العربية ستقيم علاقات طبيعية مع إسرائيل، مقابل انسحاب إلى حدود 1967 وإقامة دولة فلسطينية، إلا أن إسرائيل لم تبلور حتى اليوم موقفا رسميا بشأن المبادرة العربية. ولكن في الاتفاق الائتلافي بين الليكود وحزب العمل ورد أن "إسرائيل ستبلور خطة لتسوية إقليمية شاملة للسلام والتعاون في الشرق الأوسط".

الحكومة الإسرائيلية تعبير صارخ عن بؤس قيادة إسرائيل وانشغالها بمصالحها الأنانية

كتب المحلل السياسي والكاتب الصحفي يهودا بن مئير في صحيفة هآرتس مقال تحت عنوان "لم تبدو على هذه الصورة" يتلخص مضمون المقال إلى أن الحكومة الإسرائيلية هي تعبير صارخ عن بؤس قيادة إسرائيل وانشغالها بمصالحها الأنانية واستخفافها بالشعب الذي انتخبها".

وكتب في سياق المقال قائلا:" خلال مفاوضات تشكيل الحكومة الائتلافية بعد حرب يوم الغفران، ازدادت الأصوات التي تتوجه لرئيسة الحكومة غولدا مئير بالمطالب. في مرحلة معينة أوضحت غولدا أن هناك حدودا للمهانة التي يمكنها أن تقبل بها وحدثت بان أمها كانت تقول لها انه عندما يرغب الله بمعاقبة إنسان فهو ينتزع منه الخجل".

أما بالنسبة للحكومة الحالية كتب:" خلال تشكيل الحكومة الحالية أوضح لنا السياسيون انه لا توجد حدود لتحقير الذات وأنهم قد فقدوا تماما الشعور بالخجل والكرامة. صحيح أنها ليست أول حكومة مضخمة في إسرائيل، ولكن كل الخطوط قد عبرت في هذه المرة وتم اختراق كل حدود المنطق السليم والذوق. ويصف الطريقة التي تشكلت فيها الحكومة قائلا:" تم تشكيل الحكومة الجديدة مع التجاهل المطلق لكل المعايير المنطقية لتعيين الوزراء وحجمها، والطريقة السخيفة اللامنطقية التي تم فيها فصل الوزارات التي لم يكن لها حق في الوجود قبل فصلها أصلا، والإهدار الكبير لأموال الجمهور".

وأشار إلى أن " حكومة من ثلاثين وزيرا بينهم ستة بلا وزارة، ونائبين لرئيس الوزراء وأربعة نواب مع ثمانية نواب وزراء، أمر كهذا لم يكن في إسرائيل الحاضرة أو الماضية، الفشل لا يكمن في طريقة الحكم ولا يتعلق الأمر البتة "بثمن الوحدة". من حطم كل النقاط الاجماعية وداس على كل المعايير هو حزب الليكود. كتلته البرلمانية البالغة 27 كنيست حصلت على 25 وزيرا ونائبين".