السنيورة يؤيد حكومة وحدة بدون القدرة على التعطيل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بيروت: ايد رئيس الوزراء اللبناني المناهض لسوريا فؤاد السنيورة يوم الاحد قيام حكومة بعد الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من يونيو حزيران تتمثل فيها كل الاطراف ولكن دون قدرة الفريق الخاسر على التعطيل. وقال ان تجربة الحكومة الحالية التي يحظى فيها حزب الله وحلفاؤه بثلث المقاعد الوزارية وهو ما يسمى "الثلث المعطل" لم تكن تجربة ناجحة.
واضاف السنيورة "ان تكون هناك حكومة وحدة وطنية هذا امر ليس فقط مستحبا بل هاما واساسيا وانا أشجع عليه لكن ان نعمد الى اسلوب ان يكون هناك حكومات فيها ثلث معطل معنى ذلك اننا نصل الى ما نحن وصلنا اليه.. في كثير من الامور لا نستطيع التقدم. لا نستطيع ان نتقدم في امور بسيطة وهامشية وكل واحد يستطيع ان يقول انا لا يعجبني ذلك ويتوقف العمل."
اضاف "الحكومة هي مكان للقرار وليست مكانا للحوار. الحوار هو في مجلس النواب والحكومة تمثل امام مجلس النواب وتحاسب امام مجلس النواب وتسقط امام مجلس النواب او تأخذ الثقة من مجلس النواب هذا هو النظام الديمقراطي." وتشكلت الحكومة الحالية في اطار اتفاق الدوحة في مايو ايار الماضي بعد ان كاد لبنان ينزلق الى حرب أهلية عقب القتال بين مؤيدي حزب الله الشيعي واتباع التحالف المناهض لسوريا بقيادة السنة.
لكن الانقسامات الداخلية في الحكومة الحالية علقت الاصلاحات السياسية والاقتصادية ومن ضمنها اقرار الموازنة. ومن المتوقع أن تكون الانتخابات اللبنانية في السابع من يونيو حزيران سباقا متقاربا بين الاغلبية التي تمثلها قوى 14 اذار (مارس) من الساسة المسيحيين والمسلمين السنة والدروز وائتلاف قوي يتكون من حزب الله وحركة أمل الشيعيين وأنصار العماد ميشال عون.
ويتكون البرلمان اللبناني من 128 مقعدا موزعة وفقا لنظام طائفي معقد لتقاسم السلطة ومن المرجح أن تحدد حفنة من المقاعد نتيجة انتخابات هذا العام. لكن لبنان انتقل من أزمة سياسية الى أخرى منذ الانتخابات الاخيرة في 2005 والتي خاضتها تحالفات انهارت لاحقا. وتمخض هذا عن سلسلة من حكومات الوحدة الوطنية التوافقية التي سعت ظاهريا الى تمثيل كل الاحزاب لكن تنازعتها انقسامات داخلية دفعت البلاد الى حافة حرب أهلية جديدة.
وقال السنيورة في مكتبه في السراي الحكومي "لبنان بلد متنوع وفي لبنان ليست هناك تجربة واحدة بل هناك تجارب عديدة.. والتي قامت فيها حكومات وحدة وطنية والحكومة الماضية التي الفتها كانت حكومة وحدة وطنية ولكن لم تكن حكومة مبنية على ما يسمى الثلث المعطل." واضاف "مثلا هذه الحكومة الماضية لم يكن هناك ثلث معطل ولكنني اقول اننا مارسنا الحكومة من خلال هذه الحكومة وعلى مدى سنة وخمسة اشهر لم نلجأ يوما للتصويت واستطعنا ان نصل الى حل جميع المسائل والقضايا وتقدمنا كثيرا في مواضيع كثيرة شائكة ولكن من خلال التفاهم والحوار... انفصلنا على مشكلة واحدة التي هي مشكلة المحكمة ذات الطابع الدولي."
ومضى يقول "نحن الان لدينا تجربة ثانية التي هي غريبة عن اتفاق الطائف والتي لا تتفق مع اسلوب ما يسمى العمل الديمقراطي جربناها واعتقد ان هذه التجربة لم تكن تجربة ناجحة. اعتقد ان الكلمة يجب ان تكون للناخبين وبالتالي يتحمل كل فريق مسؤوليته." وعندما سئل اذا كان هذا سيتم في حال خسر الفريق المناهض لسوريا قال "نعم. طبيعي." ووصف رئيس مجلس الوزراء المدعوم من الغرب الانتخابات بانها "هامة جدا لانها ايضا سوف ترسم صورة لما يريده اللبنانيون خلال السنوات الاربع القادمة."
واضاف "استعمال ربما.. مصيرية.. فيها شيء من المبالغة ولكن ليست بعيدة عن الواقع ولكنها... هامة جدا ترسم صورة لبنان في المرحلة القادمة." وكان خصوم سوريا في لبنان فازوا بانتخابات 2005 في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري. وأثار حادث الاغتيال غضبا دوليا ومظاهرات في الشوارع أجبرت سوريا على انهاء وجودها العسكري الذي دام 29 عاما في لبنان.
لكن انقسامات تجسد خلافات اقليمية ودولية أوسع نطاقا لاحقت البلاد. وتدعم الولايات المتحدة والسعودية قوى 14 اذار في حين أن حزب الله المسلح أقرب الى ايران وسوريا الامر الذي يجعل من لبنان موقعا للتجاذب. ولم يتوقع السنيورة حصول اي عنف يعرقل الانتخابات مشيرا الى الانفراج في العلاقات الاقليمية. وقال "نحن حريصون كعرب وكلبنانيين على اقامة احسن العلاقات مع ايران على مبدأ الاحترام المتبادل وعلى اساس العلاقة بين دولة ودولة وعلى مبدأ احترام استقلالنا وسيادتنا." واضاف "لا نريد للبنان ان تكون مكانا للتجاذب. لا نريد ان يكون بلدنا ساحة قتال لتسوية مشاكل الآخرين.