نجاة عبد الحق لعيايدة من محاولة إغتيال بالجزائر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كامل الشيرازي من الجزائر: نجا عبد الحق لعيايدة مؤسس الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر، صباح اليوم الأحد، من محاولة اغتيال، ما يمثل بحسب مراقبين تجددا لاستهداف قدماء العمل المسلح في البلاد، بعد أقل من سنتين على محاولة اغتيال مشابهة نجا منها أحد أمراء "الجيش الإسلامي للإنقاذ المنحلّ" وهو "مصطفى كرطالي".
واستنادا إلى ما أورده مصدر أمني، فإنّ جهة مجهولة وضعت قنبلة بمحاذاة البيت العائلي لعبد الحق لعيايدة بضاحية براقي (20 كلم شرق العاصمة)، وأفيد أنّ يقظة عائلة لعيايدة وانتباهها للقنبلة التي كانت موضوعة في علبة، سمحت بتبليغ الشرطة العلمية التي قامت بتفكيك اللغم بنجاح، ويبدو أنّ مستهدفي لعيايدة أردوا تمرير رسالة خاصة من خلال هذا المخطط، حيث عُثر بجوار القنبلة المفككة على كفن وقطعة صابون صغيرة.
وفيما وُجهت أصابع الاتهام على الفور إلى تنظيم (قاعدة بلاد المغرب الإسلامي)، رفض عبد الحق لعيايدة توجيه الاتهام إلى أي طرف، وقال لعيايدة الذي استفاد من عفو خاص سمح له بمغادرة السجن في مارس/آذار 2006، بعدما كان محكوما عليه بالإعدام، أنّ الساعة كانت في حدود الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي حينما لاحظ وجود طردا بريديا وبجانبه كفن ومنبه، ما جعله يفهم مباشرة أنّ الأمر يتعلق بقنبلة موقوتة، ليتصل بعناصر الأمن على وجه السرعة بغرض درء الخطر.
واستمع المحققون إلى أقوال لعيايدة على مدار ثلاثة ساعات كاملة، بيد أنّ الرجل رفض في لقاء خاطف مع الصحفيين الجزم بأنّ "غلاة القاعدة" هم من دبّروا خطة اغتياله، مضيفا:"لا يمكنني اتهام أي طرف كان، سيما وأني لا أملك أي دليل"، قبل أن يوجّه اتهاما صريحا إلى من سماهم "أعداء الجزائر"، مع الإشارة أنّ عبد الحق لعيايدة قضى 12 سنة في السجن منذ أن تسلمته السلطات الجزائرية من نظيرتها المغربية عام 1994.
وشنت القاعدة منذ العام 2006، حرب تصفيات مركّزة في صفوف التائبين، ما تسبب في مصرع كثيرين ممن طلّقوا العنف في أعقاب خطتي الوئام المدني والمصالحة الوطنية التي اعتمدهما الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. ولا يفصل مراقبون حادثة اليوم، عن سيناريو محتمل قد يجنح إلى تصفية الوجوه الإسلامية المؤثرة، على غرار لعيايدة الذي يتمتع بشعبية كبيرة في مسقط رأسه، علما أنّه سبق للرجل أن طالب قبل فترة بـ"حل سياسي للأزمة الجزائرية، لا يستثني أي طرف"، كما يطرح متابعون تساؤلات عن سرّ اختيار "فرق الموت" هذا التوقيت تحديدا لتنفيذ محاولة اغتيال، في وقت تسعى أطراف لإقناع المتمردين بالتوبة، على مبعدة أيام على انتخابات الرئاسة هذا الخميس.
وكان القيادي البارز فيما كان يعرف بـ"الجيش الإسلامي للإنقاذ" مصطفى كرطالي (57 سنة)، نجا في 14 أغسطس/آب 2007، بأعجوبة من محاولة اغتيال، علما أنّ كرطالي التحق بصفوف "الجماعة الإسلامية المسلحة" العام 1993، بعدما سجن لأشهر عديدة بإحدى محتشدات الصحراء، واختار كرطالي سنة 1995، الخروج عن الجماعة الإسلامية، وتأسيس فصيل جديد سماه "الرابطة الإسلامية للدعوة والجهاد" هذه الأخيرة ضمت حوالي سبعة آلاف مسلح، وسرعان ما تحالفت مع مجموعتي "أحمد بن عائشة" و"مدني مزراق"، ليتشكل لاحقا ما سمي "الجيش الإسلامي للإنقاذ"، وهو التنظيم الذي أبرم "اتفاق الهدنة" مع قيادة الجيش النظامي في صائفة 1997، قبل أن ترسّم السلطات الاتفاق المذكور إثر استفتاء الوئام المدني، وهو ما كلّل باندماج كرطالي وآلاف المقاتلين في شتاء العام 2000.