خطوات بطيئة نحو إغلاق غوانتانامو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يتحرك الرئيس الاميركي باراك اوباما ببطء وبالتدريج نحو اغلاق معتقل غوانتانامو، رمز التجاوزات في "الحرب على الارهاب"، لان الكثير من العراقيل الصعبة لا تزال تحول دون ذلك.
وقد تم تحقيق خطوة كبيرة الجمعة عندما وافقت فرنسا على استقبال واحد من بين 240 معتقلا ما زالوا يقبعون في القاعدة البحرية الاميركية جنوب كوبا والتي يريد اوباما اغلاقها بحلول كانون الثاني/يناير 2010.
وطلبت واشنطن رسميا الجمعة من شركائها في الاتحاد الاوروبي المشاركة واستقبال المعتقلين الذين لم توجه لهم اية اتهامات بارتكاب عمل ارهابي.
ووعد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بان بلاده ستساعد وقال انه تم التوصل الى قبول المعتقل الذي يمكن ان يكون جزائريا حسب ما قال مسؤولون اميركيون، خلال محادثات مع اوباما في ستراسبورغ.
وصرح ساركوزي للصحافيين قبل قمة للحلف الاطلسي "نعم لقد تحدثنا، ونعم لقد وافقنا" على قبول معتقل.
وقال انه اذا كانت واشنطن تطلب من حلفائها القبول بمعتقلين "فلان ذلك سيسمح باغلاق المعتقل. ولذلك علينا المحافظة على الرأي نفسه، ونقول نعم".
وحذرت الجماعات الحقوقية من ان الحكومة الاميركية لا يمكنها اغلاق المعتقل دون مساعدة حلفائها.
وقالت جوان مارينر مديرة مكافة الارهاب في منظمة هيومن رايتس ووتش، ان "ادارة اوباما لا يمكنها ان تحل مشكلة غوانتانامو لوحدها".
واضافت ان "الحلفاء الاوروبيين يحثون الولايات المتحدة منذ فترة على اغلاق غوانتانامو. والان اتيحت لهم فرصة المساعدة في جعل ذلك ممكنا".
الا ان القوانين تختلف من بلد لاخر في دول الاتحاد الاوروبي ال27 التي تجد صعوبة في تحديد موقف مشترك حول افضل السبل للمساعدة في حصول ذلك.
ومنذ افتتاح المعتقل في اعقاب هجمات التاسع من ايلول/سبتمبر 2001 على الولايات المتحدة، دخله نحو 800 شاب من المشتبه بهم الذين تم اعتقالهم في اطار "الحرب على الارهاب" التي اطلقها الرئيس الاميركي جورج بوش.
ومن بين المعتقلين ال240 الذين لا يزالون في المعتقل لم توجه التهم سوى لنحو 20 منهم، ولم تكن ادارة بوش تنوي توجيه التهم سوى الى ما بين 60 الى 80 منهم. كما اعلنت براءة نحو 20 اخرين من التهم بانتظار الافراج عنهم.
ودعا اوباما الى مراجعة دقيقة لقضية كل واحد من المعتقلين المتبقين ووعد باغلاق المعسكر. الا ان مصير كل واحد من المعتقلين لا يزال مجهولا.
وحذر متحدث باسم الخارجية الفرنسية من انه "لم يتم اتخاذ اي قرار بعد بخصوص قضايا المعتقلين"، مضيفا انه ستجري دراسة دقيقة للامن والمخاطر القانونية لاستضافة اي من المعتقلين.
وقال المسؤول انه من الامور التي ستساعد الولايات المتحدة هي استقبال بعض المعتقلين المفرج عنهم الذين لا يستطيعون العودة الى مواطنهم الاصلية، مستشهدا على ذلك بالمعتقلين الصينيين من اقلية اليوغور المسلمة.
وهؤلاء المعتقلون هم من بين من لا تريد الولايات المتحدة اعادتهم الى ديارهم الاصلية ومن بينهم مواطنون من تركيا واوزبكستان وليبيا، خشية اضطهادهم.
لكن ولغاية الان لم تعرب سوى فرنسا والبرتغال واسبانيا عن استعدادها لاستقبال بعض معتقلي غوانتانامو.
وذكر مصدران دفاعيان لوكالة فرانس برس ان الولايات المتحدة تستعد لاستقبال 17 من اليوغور الصينيين المعتقلين في غوانتانامو منذ سبع سنوات رغم تبرئتهم من كافة التهم.
غير ان دينيس بلير مدير الاستخبارات القومية الاميركية قال ان على بلاده ان توفر لهم قدرا من المساعدة حتى يستطيعوا بدء حياة جديدة هنا.
واكدت منظمة هيومن رايتس ووتش ان نحو 60 معتقلا من دول مثل الجزائر وليبيا والصين وتونس واوزبكستان ابلغوا محاميهم انهم يخشون التعرض للتعذيب او اساءة المعاملة في بلدانهم ولا يريدون العودة اليها.
وقالت المنظمة ان "العديد من الرجال اصبحوا احرارا في مغادرة غوانتانامو منذ سنوات، الا انهم ما زالوا محتجزين في الولايات المتحدة".
ولا يزال مصير نحو 100 يمني غير واضح بعد ان وصلت السلطات الاميركية واليمنية الى طريق مسدود حول افضل طرق اعادة المعتقلين الى بلادهم.