الصليب الأحمر يؤكد حضور أطباء لجلسات تعذيب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: كشف تقرير سري للجنة الدولية للصليب الاحمر ان أعضاء في الجسم الطبي شاركوا في جلسات الاستجواب التي اجرتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) وتخللها تعذيب مشتبه بضلوعهم بالارهاب، في انتهاك لاداب المهنة الطبية، كما ذكرت الصحف الاميركية الاربعاء. وجاء في التقرير الذي نشره موقع "ذي نيويورك تايمز ريفيو اوف بوكس" ان "اعضاء الجسم الطبي كانوا على ما يبدو حريصين بالدرجة الاولى على ان يكونوا مفيدين لعملية الاستجواب وليس للمرضى".
وبحسب نتائج اولية خلص اليها هذا التقرير وكشفت النقاب عنها الصحف الاميركية في آذار/مارس، فقد تبين ان ما تعرض له معتقلون في السجون السرية لوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية ينطوي على "تعذيب"، حيث تعرض هؤلاء للضرب والحرمان من النوم والتعرض لحرارات شديدة الارتفاع او الانخفاض والايهام بالغرق. اما الجديد الذي كشفه التقرير الكامل فهو تأكيده ان اعضاء في الجسم الطبي كانوا حاضرين خلال هذه الاستجوابات وكانت مهمتهم تقضي بمراقبة الوضع الصحي للمحتجزين بينما كانوا يتعرضون لسوء المعاملة.
واكدت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في تقريرها الذي استند الى مقابلات اجراها مسؤولون فيها ان هؤلاء المتخصصين في المجال الطبي "كانوا يصدرون اوامر بمواصلة او وقف او تعديل" طرق الاستجواب. وتمكن مسؤولو اللجنة الدولية للصليب الاحمر من مقابلة عدد من المعتقلين في سجون ال"سي آي ايه" المتهمين بالانتماء الى تنظيم القاعدة بعد نقلهم في 2006 الى معتقل غوانتانامو الاميركي على جزيرة كوبا.
واكد احد هؤلاء المعتقلين بحسب التقرير انه "في احيان كثيرة كان يتم وقف عمليات تعريضه للاختناق بعد تدخل" فرق طبية موجودة في حجرة الاستجواب. بالمقابل كانت هذه الفرق الطبية "توصي" في احيان اخرى بمواصلة هذه المعاملة السيئة. وقال احد افراد هذه الفرق الطبية لاحد المعتقلين بحسب التقرير "انا اهتم بسلامتك فقط لاننا بحاجة الى معلوماتك". وكانت الصحف نشرت منتصف آذار/مارس خلاصات اولية لهذا التقرير تم تسريبها وجاء فيها ان بعض المعتقلين في اطار "الحرب على الارهاب" تعرضوا "للتعذيب"، وقد استندت اليه مجموعات تدافع عن حقوق الانسان لتجديد مطالبتها بمحاكمة مسؤولين في ادارة الرئيس السابق جورج بوش على سلوكهم.
ولم يتجاوب الرئيس باراك اوباما حتى الان مع دعوات بعض الديموقراطيين والناشطين من اجل الحريات المدنية الى ملاحقة مسؤولين في الادارة السابقة بتهمة ممارسة التعذيب، مشيرا الى انه يفضل "المضي قدما". وجاء في التقرير الاولي للصليب الاحمر ان التجاوزات التي تحدث عنها المعتقلون ومنها صدمهم بالجدران وحرمانهم من النوم ومن الطعام المغذي لايام، "تشكل (عمليات) تعذيب". وتابع ان وسائل استجواب اخرى "تشكل معاملة وحشية او غير انسانية او مهينة".
واثر تسرب هذه النتائج الاولية حضت الرابطة الاميركية للحقوق المدنية ومركز الحقوق الدستورية على اجراء تحقيق متشدد مع المسؤولين الذين يعتقد انهم اجازوا استخدام التعذيب، واشارت المنظمتان الى معلومات كشفت في وثائق قضائية ومصادر اخرى. ودعا بعض الديموقراطيين في الكونغرس الى تشكيل "لجنة حقيقة" للنظر في المزاعم حول تعرض بعض المعتقلين للتعذيب في عهد الادارة السابقة في اطار "الحرب على الارهاب"، بما في ذلك عمليات استجواب قامت بها السي اي ايه في مواقع سرية وعمليات التنصت على الاتصالات بدون اذن قضائي.
وقابل اوباما بفتور الدعوات الى تشكيل لجان حقيقة لكنه لم يستبعد اجراء تحقيقات، مؤكدا ان لا احد فوق القانون. وفي المقابل ندد الجمهوريون في الكونغرس بالدعوات الى تشكيل لجان حقيقة معتبرين انها اقرب الى حملة مطاردات. وكانت مجلة نيوزويك ذكرت اواخر آذار/مارس ان الرئيس اوباما سيسمح قريبا بنشر تقرير اعد في عهد الادارة السابقة ويتحدث بالتفصيل عن وسائل تعذيب استخدمت ضد المشتبه بانتمائهم الى القاعدة. وبحسب المجلة فقد اعد التقرير بشكل ثلاث مذكرات داخلية، حقوقيون في وزارة العدل في عهد الرئيس جورج بوش. وهو يتضمن للمرة الاولى تفاصيل عن تقنيات استجواب اشخاص يشتبه بضلوعهم في الارهاب.