إيطاليا وسيطاً لاستئناف المفاوضات السورية الإسرائيلية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
بهية مارديني من دمشق: رأى محلل سياسي سوري في تصريح خاص لإيلاف إن إيطاليا تحاول أن تكون وسيطا لاستئناف المفاوضات السورية مع إسرائيل، وأشار الى أن إيطاليا تعتقد ان لها وضعا مميزا في علاقاتها مع دول المنطقة وتحديدا سوريا ولبنان وإسرائيل لذلك تحاول ان تعمل ضمن الإطار الاوروبي بقوة وخاصة اذا نظرنا الى الموقف الأوربي حول ضرورة استئناف المفاوضات السورية الاسرائيلية والتفاهم الاوروبي والموقف الموحد بهذا الشأن لافتا الى تصريحات وزير الخارجية الايطالي مؤخرا إن إيطاليا وفرنسا تشاطرتا في الأشهر الماضية فكرة الانفتاح تجاه سورية مجددا استعداد بلاده ورغبتها بالإسهام في الحوار الذي تشهده المنطقة،واصفا بلاده بأنها شريك حوار مع سورية يمتلك "المصداقية"، اضافة الى تصريحات وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس ولقائه وزير الخارجية السوري وليد المعلم اثناء توقفه في مطار دمشق أمس "نريد أن نحرز تقدما إلى الأمام ولا نستطيع الانتظار أكثر، وإذا عملنا مع بعضنا البعض يمكننا أن نجلب السلام للمنطقة".
وأكد المحلل السياسي أدهم الطويل ان إيطاليا تريد ان يكون لها دور متميز قليلا في الإطار الأوروبي في عملية السلام وخاصة المفاوضات السورية الإسرائيلية حيث كرر الوزير الايطالي اكثر من مرة اليوم على امكانية لعب بلاده دور حيوي في هذا المجال وخاصة باعتبار روما تنتظر اول زيارة خارجية لوزير الخارجية الاسرائيلي اغيردور ليبرمان، وإيطاليا تعول على ان يكون لها حضور سياسي في قضايا المنطقة بالاعتماد على مكانتها التجارية خاصة ان سوريا هي الشريك الاول لإيطاليا في الاتحاد الاوروبي، ولفت الى انه على وجه العموم زيارة الوزير الايطالي هي نوع من استكمال الانفتاح الاوروبي على سوريا وهو انفتاح لايمكن لدولة مثل إيطاليا تعتبر نفسها من الدول المهمة في الاطار الاوروبي الا ان تسجل حضورا في هذا المجال.
وجدد وزير الخارجية السوري وليد المعلم اليوم مواقف دمشق باستعدادها لاستئناف المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل والتي اعلنها امس على تليفزيون المنار، وذلك استناداً إلى الأسس ذاتها التي جرى الاتفاق عليها فترة حكومة أولمرت عبر الوساطة التركية وهي أولاً التزام إسرائيل بالانسحاب التام من الجولان إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 وثانياً ألا تؤثر هذه المحادثات غير المباشرة بأي شكل على المحادثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين وثالثاً..ألا تستخدم هذه المحادثات كغطاء لشن عدوان على لبنان أو غزة.
وأضاف المعلم أن المحادثات بين الأسد وفراتيني تركزت حول العلاقات الثنائية والأوضاع الراهنة في المنطقة والعلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي والتطورات الإيجابية التي سمعنا عنها في مواقف الإدارة الأميركية الجديدة، وكان المعلم زار إيطاليا مؤخرا وبحث العلاقات بين الجانبين ودور إيطاليا في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط.
وعن العلاقات السورية الإيطالية أكد المعلم في مؤتمره المشترك مع فراتيني اليوم اننا "لمسنا توافقا في مواقف سورية وإيطاليا في المجال السياسي"، وفي المجال الاقتصادي أكد أن إيطاليا هي الشريك الأول لسوريا في التبادل التجاري والاستثمارات، وشدد المعلم على ضرورة تعزيز العلاقات السياحية والثقافية بين البلدين مشيراً إلى أهمية البعثات الاستكشافية الإيطالية في سوريا.
من جانبه وصف وزير الخارجية الإيطالي محادثاته مع الرئيس الأسد بأنها فتحت صفحة جديدة من التعاون السياسي بين البلدين لافتا الى رغبة بلاده في تعزيز العلاقات الاقتصادية مع سوريا على أعلى المستويات.
وحول عملية السلام في الشرق الوسط قال لقد تشاركنا الأفكار حول ضرورة أن يكون عام 2009 هو عام السلام العادل والشامل في هذه المنطقة لافتاً إلى أن بلاده تستطيع بحكم موقعها على المتوسط وعلاقاتها مع الدول المتوسطية ومع الولايات المتحدة الأميركية أن تكون واسطة في سبيل إحلال السلام على أساس اللجنة الرباعية والمبادرة العربية للسلام، كما أمل فراتيني عودة المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية مشيراً إلى الدور المهم الذي لعبته ويمكن أن تلعبه تركيا في المستقبل من أجل السلام.
ولفت إلى دور إيطاليا الكبير الذي يمكن ان تلعبه لإحلال السلام بحكم صداقاتها وعلاقاتها مع دول المنطقة كسورية ولبنان وتركيا، وقال أن دور إيطاليا يمكن أن يكون إيجابياً وبناء بحكم علاقاتها الوثيقة مع الإدارة الأمريكية الجديدة وما يمكن أن تقوم به في هذا المجال من أجل التوصل إلى إحلال السلام في المنطقة.
وفي الشأن العراقي أكد الوزير الإيطالي دعم بلاده لسيادة العراق لافتاً إلى الدور الكبير والمهم الذي يمكن أن تقوم به سوريا على هذا الصعيد في المستقبل، وشدد نعول على تعاون سوريا بشكل كبير في هذا المجال وإيطاليا مهتمة بإعادة إعمار العراق وإقامة علاقات سياسية متينة معه مشيراً إلى مجالات التنمية الاقتصادية في العراق التي يمكن لسوريا وإيطاليا التعاون فيها.
وحول العلاقات الاقتصادية بين سوريا وإيطاليا أشار الوزير الإيطالي إلى أنه اتفق مع الوزير المعلم على انعقاد مجلس رجال الأعمال السوري الإيطالي في أيلول المقبل ومتابعة الحوارات والمشاورات بين البلدين،وكان الأسد استقبل فراتيني في زيارته التي تستمر يومين وذلك ضمن جولة شرق أوسطية حيث كان فراتيني وصل إلى دمشق ليل الثلاثاء قادما من العاصمة اللبنانية بيروت، وناقش الرئيس الأسد وفراتيني "ضرورة تطوير العلاقات لإرساء الاستقرار في المنطقة وتحقيق التنمية على ضفتي المتوسط"، بحسب بيان رئاسي سوري. وتتميز العلاقات السورية الايطالية بالتميز خصوصا على الصعيد الاقتصادي حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2007 إلى 1.5 مليار يورو.