أخبار

الجزائر: نسبة مشاركة مهمة تؤكد خلافة بوتفليقة لنفسه

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

معارضون يتحدثون عن تضخيم ومرشحون يشتكون من تجاوزات
الجزائر: نسبة مشاركة مهمة تؤكد خلافة بوتفليقة لنفسه

كامل الشيرازي من الجزائر: أفضى الاقتراع الرئاسي الذي شهدته الجزائر، اليوم الخميس، نسبة مشاركة معتبرة، حيث تجاوزت نسبة المشاركة المُعلن عنها في حدود الساعة السادسة والنصف مساءا بالتوقيت المحلي - أي نصف ساعة قبيل غلق مراكز التصويت- إلى 63.45 بالمائة، وهي نسبة طعنت فيها قوى المعارضة، ورأت أنّه جرى تضخيم النسبة، متحدثة عن معدل مشاركة لم يتعدّ الخمسة بالمائة، فيما اشتكى مرشحون من مضايقات تعرض إليها ممثليهم في عدد من المحافظات.

وبشكل أسقط توقعات أكثر المُتفائلين، أعلن وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني في مؤتمر صحفي، أنّ النسبة قاربت الـ65 بالمائة، وهو ما يجعلها أهمّ وأقوى مقارنة برئاسيات العام 2004، كما أنّ تمديد مصالح الداخلية لآجال التصويت بساعة إضافية، يجعل إمكانية ارتفاع النسبة النهائية إلى حدود 70 بالمائة، وهو سيناريو جزم به كل من "عبد المالك سلال" قائد الحملة الدعائية لبوتفليقة، وظلّ وزير الدولة من دون حقيبة "أبو جرة سلطاني" وكذا الوجه النافذ "عبد السلام بوشوارب" متمسكان به.

وشهدت محافظة عين الدفلى (170 كلم غرب العاصمة) أعلى نسبة مشاركة بين المحافظات الـ48، حيث قاربت نسبة التصويت به حدود الثمانين بالمئة، في وقت حطمت محافظتا تيزي وزو وبجاية بقلب منطقة القبائل، كل التخمينات التي تحدثت بممانعة انتخابية قياسية بهما، إذ سجلت المحافظتين المذكورتين أعلى نسبة مشاركة بهما منذ استقلال البلاد قبل 47 عاما، بـ%26.69 بالمائة للأولى، و%25.45 بالمائة للثانية، في حين سُجلت نسبة مشاركة "محترمة" بعاصمة البلاد بواقع 42.01 بالمائة، وبـ38.59 بالمائة في ولاية البويرة رغم ما شهدته الأخيرة من تململ وأعمال شغب وعنف أودت بحياة ثلاثة رجال أمن في الليلة التي سبقت الاقتراع.

ماذا وراء فشل المقاطعة؟

على طرف نقيض، شنّ أقدم حزب جزائري معارض "جبهة القوى الاشتراكية"، هجوما مركّزا على السلطات واتهمها صراحة بـ"تزوير الحقائق والوقائع"، وقال "كريم طابو" السكرتير الأول للتشكيلة إنّ نسبة المشاركة بلغت 5 بالمائة فقط، وما قيل عن مشاركة واسعة النطاق "مهزلة بعيدة جدا عن حقيقة الشارع"، مثلما قال.

واستعرض طابو عشرات الشكاوى التي قدمها أتباع الحزب، وتضمنت تحفظات بشأن تجاوزات خطيرة، متتالية و كثيرة، وممارسة ما سماه (غش وتزوير) بأمر قال إنّه (مركزي)، كما أشار طابو في تصريح صحفي إلى "ضغوطات حدثت إبان الاقتراع" وأضاف بلهجة لها معناها أنّ "الانتخابات تمت في أجواء جد مشحونة".

وتشير قوى المعارضة أيضا إلى تجاوزات أخرى كـ"ترخيص" رؤساء الدوائر على المستوى المحلي للناخبين بالتصويت بدون وكالة، رغم عدم مشروعية القيام بذلك، كما أحصى حزب عهد 54 الذي يترشح زعيمه "علي فوزي رباعين" للموعد، تجاوزات بثلاث محافظات، وأكد "عيسى بلمكي" مدير الحملة الانتخابية للمرشح رباعين بأنّ تقارير ممثلي الحزب تشير إلى حصول "تجاوزات" بعدد من مكاتب التصويت على مستوى محافظات البليدة والبويرة وعين الدفلى.

رفض تطوّر إلى احتقان

تطورت الأمور بشكل ملحوظ بين الرافضين لـ(عرس السلطة) والقوى الأمنية، وهو ما تجلى في مناوشات كبيرة بمحافظتي البويرة (130 كلم شرق) وبجاية (250 كلم شرق)، ففي محافظة البويرة تم اقتحام مكتب انتخاب بببلدة تكربوست القريبة ما تسبب في تعطيل الاقتراع هناك لما يزيد عن الساعتين، بينما شهدت محافظة بجاية وتحديدا بلدة تازمالت مواجهات عنيفة بين متظاهرين وعناصر الأمن، ونقلت مراجع محلية أنّ الصدامات استمرت قرابة خمسة ساعات جرى خلالها رشق رجال الأمن بالحجارة من طرف الشباب الغاضب، ما تسبب في جرح شرطي وإيقاف أربعة متظاهرين.

البعبع الإرهابي كان حاضرا

تزامن استحقاق الرئاسة مع تصعيد إرهابي أودى بحياة ثلاثة حراس أمن يشتغلون لحساب مجموعة أجنبية بمحافظة البويرة، بينما لقي عسكري حتفه إثر انفجار لغم تقليدي استهدف قافلة عسكرية.
بالتزامن، انفجرت صبيحة يوم الانتخاب، عبوة ناسفة بمكتب اقتراع كائن بضاحية الناصرية التابعة لمحافظة بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)، وهو ما أدى إلى جرح شرطيين، وتمّ تفكيك قنبلة ثانية بالضاحية ذاتها، ما يمثل إصرار ما يسمى (قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي) على تنفيذ وعيدها بتكثيف الهجمات في الموعد.

تصريحات .. تصريحات .. تصريحات ..

وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني: الانتخابات الرئاسية جرت في ظروف "جيدة" في كافة مكاتب الاقتراع التي جرت بها الأمور بصورة عادية منذ افتتاحها على الساعة الثامنة صباحا، ويقدر العدد الإجمالي لمكاتب الاقتراع بـ822 46 مكتب، فيما تم تسجيل 214 80 مراقب لهذه الانتخابات كممثلين للمترشحين.

نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية إلى غاية الخامسة مساءا كانت جد محترمة، حيث وصلت حدود 49.60 بالمائة على المستوى الوطني، وهي نسبة "جيدة جدا"، تماما مثل نسبة مشاركة الجالية الجزائرية في الخارج التي بدأت التصويت منذ السبت الماضي، ووصلت إلى غاية أمسية الأربعاء إلى 48.83 %، وهو ما يجرّنا إلى القول أنّ ختام الاقتراع سيشهد معدل مشاركة "أكبر"، وتبرز ضخامتها مقارنة بنسبة المشاركة في رئاسيات 2004.

المرشحة "لويزة حنون": أهم شيئ لاحظته اليوم مع بداية عملية التصويت هو العدد الكبير من الفتيات اللواتي توافدن لأداء واجبهن الانتخابي، وهذا يؤكد الحماس الوطني الذي شهدناه منذ بداية الحملة، حيث سجلنا إقبالا كبيرا للشباب في التجمعات جاؤوا للتعبير عن آمالهم.

عبد المجيد سيدي السعيد الأمين العام لاتحاد العمال (منظمة حكومية): نجاح الانتخابات الرئاسية مرتبط "بالمشاركة الفعالة و القوية للمواطنين"، ولعلّ الجولة التي قمنا بها خلال الحملة الانتخابية التي نشطتها في عدة مناطق من الوطن لصالح المرشح المستقل عبد العزيز بوتفليقة دلت على وجود إرادة شعبية قوية للمشاركة في الاستحقاق. أعتبر أنّ نجاح المرشح عبد العزيز بوتفليقة سيسمح للجزائر أن تتطور باستكمال مسيرة التنمية.

أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم الإسلامية : أتوقع نسبة مشاركة شعبية "مرتفعة جدا" في هذا الاستحقاق ستتجاوز "70 بالمائة"، وأنا متيقن بأنّ الشباب سيصوتون بقوة هذه المرة لأنهم اقتنعوا بالبرامج التي قدمت خلال الحملة الانتخابية التي قادها الفرسان الستة.

المواطنون شاركوا بكثافة في هذه الانتخابات حتى التيار الإسلامي وسترتفع النسبة بشكل كبير، ومن سيزكيه الشعب هو الذي سيفوز في هذه الانتخابات الهامة. أملي أن يستوعب الرئيس المقبل رسالة الشباب التي رُفعت خلال الحملة الانتخابية، وهي أن يترك لهم المكان من اجل أن يبرهنوا عن حضورهم في استكمال بناء الجزائر، ومن أجل أن يستمر مشروع المصالحة الوطنية إلى العفو الشامل بشروطه اللازمة، ومن أجل أن تصل البلاد إلى الاستقرار التام والأمن الكامل.

بالنسبة لما جرى في ولاية البويرة، أعتبره ضريبة الديمقراطية ولن يكون لذلك أي تأثير طالما أنّ استعمال العنف بكل أشكاله مرفوض وأن هدا لا يمت للديمقراطية بأية صلة، بيد أني متفاءل بشأن سير العملية الانتخابية، لأنّ الشباب لأول مرة عقدوا العزم على التصويت بقوة في هذه الانتخابات، وأتصور أنّ النتائج ستنقلب كلية بعد الساعة الخامسة مساء لتكون نسب مشاركة كبيرة.

أرى أنه عندما أفلس دعاة المقاطعة في صد المواطنين عن التوجه إلى صناديق الاقتراع هم الآن يستعملون العنف، ومن حق أي إنسان أن يعبر عن قناعاته بالطرق الديمقراطية مع احترام القواعد الديمقراطية.

عبد العزيز بلخادم الأمين العام لجبهة التحرير (حزب الغالبية): آمل أن يكون الاقتراع الرئاسي "عرسا" لممارسة الديمقراطية بالجزائر، أشدّد هنا أنّ الجزائر نريدها أن تكون سالمة ومزدهرة، وأؤكد أنّ هذا الاقتراع "واجب سياسي" لأنه يقرر مصير البلاد خلال الخمس سنوات القادمة.

المرشح محمد السعيد: أتمنى أن يكون هذا اليوم إضافة نوعية لتجذير الممارسة الديمقراطية في الجزائر، كما أرجو أن تكون المناسبة فاتحة خير بالنسبة للجزائر، وأن تكون أيضا "مبعث أمل للكثير من الشباب الجزائري ومناسبة للمشاركة في بناء الغد المشرق الذي من حقه أن يكون له في هذه البلاد. أعتقد أنّ الحملة الانتخابية جرت في ظروف جيدة، حيث تنافس فيها المرشحون الستة بإمكانات مادية متفاوتة فيما بينهم بشكل صارخ، لكن مع هذا أدعو الشعب الجزائري إلى الإبقاء على الأمل في المستقبل والانطلاق ابتداء من اليوم بأمل جديد في غد واعد ومشرق.

المرشح موسى تواتي: أنا مرتاح وواثق من نتائج الاقتراع، وأعرب عن قناعتي بالبرنامج المقترح من طرف حزبي والعمل التحسيسي الجواري الذي قمت به خلال الحملة الانتخابية، ويتعين على الشعب الفصل بين المترشحين المتنافسين، وأعتبر أنّ هذه الانتخابات بمثابة فرصة حقيقية للشعب الجزائري الذي ينبغي عليه أن يكون واعيا بأهمية هذا الاقتراع وأن يتجند من أجل تغيير الوضعية السائدة بالبلاد بطرق سلمية، وهذه الاستشارة الشعبية تعد مرحلة حاسمة لبناء دولة قانون تكون في خدمة المواطنين.

التداول على الحكم مبدأ يجب احترامه من طرف الجميع ولعلّ الوقت حان لتطبيق هذا المبدأ.

عبد العزيز زياري رئيس مجلس الشعب: التصويت حق وواجب ضحى من أجله 1.5 مليون شهيد، والسيادة الوطنية ليست فقط الأرض، بل أيضا إمكانية المواطنين في اختيار مسؤوليهم، بعدما عانى الجزائريون في التسعينيات من ويلات الإرهاب، لذا يجب على المواطنين استعمال حق التصويت لصالحهم ولصالح الجزائر.

الوزير الأول الجزائري أحمد أويحيى: المعايير المعتمدة في الانتخابات في الجزائر هي نفسها المعايير المعمول بها في الدول المتقدمة، والشركاء الأجانب استطاعوا أن يلاحظوا في العديد من المواعيد الانتخابية أنّ المعايير المعتمدة في هذا المجال بالجزائر هي نفسها المعتمدة في الدول المتقدمة. أشدّد أنّ حضور الملاحظين الدوليين للانتخابات الرئاسية لا ينم عن عجز في النظام الانتخابي الجزائري، وأوضح أنّ الحكومة ارتأت استقدام هؤلاء الملاحظين الدوليين إلى انتخابات اليوم لا لعجز في النظام الانتخابي، بل لأنّ ثقافة الشك التي لا زالت سائدة. أرى أنّ الديمقراطية في الجزائر لا زالت فتية ويجب إعطاؤها المزيد من الوقت حتى تتطور، وأتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الاقتراع معتبرة وفي مستوى تطلعات الجميع، والديمقراطية لا معنى لها إن لم تعبر عن رأي المواطنين، تماما مثل المقاطعة التي لا تخدم البلاد. وأبرز هنا أنّ انتخاب القاضي الأول "محطة هامة" في تاريخ البلاد ، كما أعرب عن أملي في أن تسير هذه الانتخابات في ظروف حسنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف