نجاد يدعو اوباما الى"قرارات شجاعة" إزاء طهران
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
برلين:دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم الجمعة نظيره الأميركي باراك اوباما الى اتخاذ "قرارات شجاعة" لتغيير فعلي في سياسة بلاده إزاء إيران ،وقال ان طهران سترحب بالمحادثات حول برنامجها النووي على أساس العدالة والاحترام ،واصفا الإستراتيجية الأميركية في أفغانستان ب "الخاطئة"ومبديا الاستعداد للتعاون في تصحيحها إذا طلبت واشنطن ذلك.
وقال الرئيس الإيراني في مقابلة مع صحيفة "در شبيغل" نشرت اليوم "هناك نقص في الحزم" في كلام الرئيس الأميركي باراك اوباما عن تجديد العلاقات مع الجمهورية الإسلامية، وسأل "ما الذي يعنيه الحديث عن بدايات جديدة؟ هل تغيرت السياسة الأميركية؟ نحن نرحب بالتغيير، لكنه لم يحدث".
وأضاف أن على أوباما أن "يقرن كلامه بالأفعال"، لافتاً الى ان بعض ما قاله الرئيس الأميركي عن العلاقات مع إيران هو "تكرار لمواقف معروفة جيداً". لكنه أشاد بتشديد أوباما على أهمية "الاحترام المتبادل والتبادل الصادق على أساس التعاون... لقد كان خطأ (الرئيس الأميركي السابق) جورج بوش أنه يريد حل كل المشاكل عسكرياً. لقد ولت الأيام التي تصدر فيها دولة أوامر لشعوب أخرى. البشرية تحتاج اليوم الى الثقافة والأفكار والمنطق".
ولاحظ وجود تغيير"في اختيار الكلمات" بين أوباما وبوش، "ولكن هذا ليس كافياً. وفي السنوات الـ30 الماضية تعرضت ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية الى ضغوط من الأميركيين كي لا يحسنوا علاقاتهم مع طهران، وهذا ما قاله لنا كل رجال الدولة الأوروبيون".
ورأى ان مشكلة أوباما تكمن في "السياسة الداخلية. فمن جهة الولايات المتحدة تحتاج الى إيران وعليها أن تعيد بناء مواقفها. ومن جهة أخرى يخضع الرئيس الجديد لضغوط. وهناك حاجة لاتخاذ قرارات شجاعة، والكرة في ملعب أوباما".
وسئل عن دور إيران في السلام العالمي والحد من التوتر فأجاب "نحن ندعم المحادثات على أساس العدالة والاحترام، وكان هذا موقفنا دوماً. نحن ننتظر أن يعلن اوباما خططه لكي نتمكن من تحديد موقفنا منها، وعلينا أن ننتظر ما سيفعله".
وقال نجاد أنه مهتم "بالتغييرات المهمة التي حصلت. ونحن عازمون على حل المشكلة بين بلدينا، ومن المهم الإقرار بأن إيران لم تؤد دوراً في تفاقم هذه المشكلة. ان مواقف الإدارات الأميركية المتعاقبة كانت هي السبب، وإذا تغير الموقف يمكننا ان نتوقع تطوراً مهماً". وتابع "نأمل اليوم أن نرى خطوات ملموسة. وهذا أمر جيد للجميع، وخصوصاً للولايات المتحدة لان الموقف الأميركي في العالم ليس جيداً. ولا أحد يثق بالكلام الأميركي".
وقال ان بلاده مهتمة "في المساعدة على تصحيح الإستراتيجية الأميركية الخاطئة في أفغانستان"، ومستعدة للتعاون في هذا المجال إذا طلب إليها ذلك "بالقنوات الدبلوماسية"، مؤكداً أن "سياسة أوباما الجديدة (هناك) خاطئة. فالأميركيون لا يعرفون المنطقة".
وأعلن الرئيس الإيراني تأييده للانسحاب الأميركي من أفغانستان "تبعاً لخطة تلحظ تقوية الحكومة..ونقل السلطة الى الشعب وتقديم المساعدات المادية" ومكافحة تهريب المخدرات.
وعن استئناف العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران قال نجاد "لم نتسلم أي طلب رسمي في هذا الشأن. وإذا حصل فسنتخذ موقفاً من المسألة. ليس الموضوع في الشكل. فمن الضروري حدوث تغييرات جذرية لمصلحة كل الأطراف، وعلى الحكومة الأميركية أن تتعلم أخيراً من أخطاء الماضي".
وسئل عن اتهام إيران بالإرهاب فأجاب "نحن لا نرتكب أعمالا إرهابية، بل نحن ضحية للإرهاب... وإيماننا يحرم علينا التورط في الأعمال الإرهابية، وعندما طلب منا المشاركة في المبادرات البناءة، ساهمنا في تعزيز استقرار أفغانستان والعراق في السنوات الأخيرة . ومع ذلك، اتهمتنا إدارة بوش بفعل العكس. هل تحل المشاكل بالقوة العسكرية والغزو؟ ألم تكن الإستراتيجية التي اعتمدتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي خاطئة منذ البداية؟ لطالما رددنا أن هذه ليست الطريقة لمحاربة الإرهابيين. وها هم اليوم أقوى من أي وقت مضى".
وأعلن نجاد أن إيران تحترم إرادة الشعب العراقي، لافتاً الى أن بلاده ترحب بدولة قوية على حدودها.
وعن تعليق إيران لنشاطات تخصيب اليورانيوم، قال نجاد أن كل القرارات التي اتخذها مجلس الأمن أخذت تحت الضغوط من بريطانيا والولايات المتحدة، وأن طهران تعتبر ذلك "غير قانوني".
وشدد الرئيس الإيراني على ان بلاده "غير مهتمة ببناء سلاح نووي"، مؤكداً انه "ما دامت العدالة مفقودة، فالحل أيضا مفقود... ولا يجب على الأميركيين ان يرتكبوا خطأ بوش مجدداً".
وأضاف "ليست هذه طريقة لحكم العالم. يجب احترام كل الشعوب وإعطائها الحقوق ذاتها... وإذا كانت هناك تكنولوجيا مفيدة فعلى الجميع الحصول عيها، وإلا لا احد يحظى بها. فهل من المعقول أن تملك أميركا 5400 رأس نووي وألمانيا لا شيء ؟ منطقنا واضح: حقوق متساوية للجميع".
وأشار الى أن تركيبة مجلس الأمن الحالية تعود الى الحرب العالمية الثانية "التي انتهت قبل 60 سنة"، وسأل "هل على المنتصرين ان يحكموا العالم الى الأبد وأن يشكلوا حكومة له؟ يجب تغيير تركيبة مجلس الأمن".