تركيا: مقتل جنديين في اشتباكات مع المتمردين الأكراد

أنقرة: ذكر بيان نشره الجيش التركي على موقعه على شبكة الإنترنت السبت أن اثنين من جنوده قُتلا خلال اشتباكات جرت مع المتمردين الأكراد جنوب شرقي البلاد يوم الجمعة الماضي. وقال البيان إن الاشتباكات بين عناصر الجيش والمتظاهرين وقعت بالقرب من بلدة سيرنك المتاخمة للحدود مع العراق، إلا أنه لم يعط المزيد من التفاصيل عن الحادث. في غضون ذلك، نقلت وكالة الأناضول التركية للأنباء أن وزير الداخلية التركي بصير أتالي قد توجه إلى بغداد لإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين تتعلق باتخاذ إجراءات ضد المتمردين الأكراد المتمركزين في الجبال العراقية المتاخمة للحدود التركية. وقال الوزير التركي إن محادثاته التي سيجريها مع المسؤولين العراقيين ستكون جزءا من المشاورات ثلاثية الأطراف ما بين تركيا والعراق والولايات المتحدة، والتي كانت قد بدأت العام الماضي بغرض تصعيد وتعزيز جهود مكافحة متمردي حزب العمال الكردستاني. وأضاف أتالي قائلا: "نتوقع من كل من حكومة العراق المركزية في بغداد والإدارة الإقليمية (الكردية) في شمالي البلاد أن تتخذا خطوات ملموسة ضد المتمردين." وعبَّر المسؤول التركي عن أمله في أن تسفر المشاورات ثلاثية الأطراف المذكورة عن "نتائج طيبة، وخصوصا في مجال تقاسم المعلومات الاستخباراتية." يُشار إلى أن شرطة مكافحة الشغب في تركيا كانت قد فرَّقت مؤخرا تظاهرة حاشدة نُظِّمت بمناسبة حلول الذكرى السنوية العاشرة لإلقاء القبض على زعيم حزب العمال الكردستاني الانفصالي عبد الله أوجلان. وقد استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات وخراطيم المياه لتفريق المئات من المتظاهرين الذين خرجوا الى شوارع مدينة بطمان جنوب شرقي البلاد، حيث قذفوا عناصر الشرطة بالحجارة ورددوا الهتافات المؤيدة للحزب الكردي وزعيمه أوجلان. يُذكر أن حزب العمال الكردستاني، الذي يعتبره الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والحكومة التركية حزبا إرهابيا، ما برح يخوض حربا ضد السلطات التركية منذ عام 1984 بهدف تحقيق انفصال المناطق التي يسكنها الأكراد. وينطلق الحزب في تنفيذ عملياته من قواعد تابعة له في الجبال العراقية الواقعة تحت سلطة حكومة كردستان العراق. وكانت محكمة تركية قد أصدرت حكما يقضي بإعدام أوجلان، إلا أنها خفضته لاحقا إلى السجن مدى الحياة، وهو الآن يقضي فترة محكوميته في سجن في إحدى جزر بحر مرمره.