كريم غلاب وزير مغربي يتخلى عنه الجميع

أعد مدونة للسير فتخلى عنه الزميل قبل الخصم
كريم غلاب وزير مغربي يتخلى عنه الجميع

أحمد نجيم- إيلاف: الاجتماع الذي عقده الوزير الاول المغربي عباس الفاسي مساء يوم أمسالاثنين بمقر الوزارة الأولى مع ممثلي عدة جمعيات مهنية وسائقي سيارات الأجرة والشاحنات، زاد من عزلة وزير النقل والتجهيز المغربي كريم غلاب الذي ينتمي إلى نفس حزب الوزير الأول "الاستقلال".

فقد كان هذا مطلب النقابات المضربة المحتجة على مشروع "مدونة السير" (قانون يهدف إلى تنظيم سير وسائل النقل والحد من حوادث السير التي تودي يوميا في المغرب بـ11 شخصا).

الوزير الأول أعلن أنه اقترح على النقابات "وقف مناقشة مشروع مدونة السير على الطرق بمجلس المستشارين، وإحداث لجنة مشتركة بالوزارة الأولى لمناقشة جميع المطالب المتعلقة بتعديلاتهم"، ووعد النقابات بأن تبقى "المناقشة مجمدة إلى أن نصل إلى مشروع مدونة واضح ومتفق عليه". واقترح الوزير الأول "إحداث لجنة تدرس المشاكل الاجتماعية لسائقي سيارات الأجرة والشاحنات والمهنيين بصفة عامة، المتعلقة بالضمان الاجتماعي، وبعض النقاط الواردة في دفتر مطالبهم".

هذا الاجتماع لن يزيد سوى من عزلة وزير النقل والتجهيز كريم غلاب، إذ أن الوزير الذي أعد "مدونة السير" عقد اجتماعات مارواتونية فاقت الستين وذلك للدفاع عن المشروع، لكنه شعر بتخلي زملائه في الحكومة لما دخلت النقابات في إضراب بدأ بأربعة أيام ثم أصبح مفتوحا. هذا الوضع النفسي فسره أحد المقربين من الوزير قائلا "الوزير يشعر بنفسه وحيدا"، موضحا أن هذا أثر بشكل سلبي على نفسيته، غير أن الناطق الرسمي باسم الحكومة ووزير الاتصال خالد الناصري أكد أن الحكومة كلها تساند الوزير غلاب، ونفى أن تكون وزارة الداخلية تخلت عنه. وكانت الوزارة اتخذت حيادا سلبيا عندما لم تتدخل في عدد من المناطق التي كانت تحت سيطرة المضربين الذين تحولوا في بعض المدن إلى عصابات تعترض غير المضربين وتكسر أحيانا سياراتهم، وقد أدت تلك الأحداث إلى وفاة أحد المواطنين.

وطالب مقرب من الوزير الوحيد بتدخل عاجل لوزير الداخلية كي يوقف هذه النقابات، منتقدا حياد الشرطة والدرك السلبي.

ودافع الناطق الرسمي عن التضامن الحكومي، عندما قال "ليس هناك اختلاف في الجوهر بين أعضاء الحكومة بخصوص مشروع مدونة السير"، وأضاف "لا يمكن أن نقول أن وزارة الداخلية تتحفظ في ممارسة مهمتها في الحفاظ على أمن المواطنين"، مشددا أنه ليس هناك "حياد سلبي أو إيجابي للداخلية في موضوع الإضراب"، وأن "الحكومة ووزارة الداخلية ليستا في موقف حياد عندما يتعلق الأمر بأمن المواطنين أو أمن الدولة"، وبخصوص بعض أعمال الشغب التي قام بها المضربون رد الوزير "يمكن أن تقع بعض حالات الفوضى في البلاد، لكن السلطات الأمنية تتحمل مسؤوليتها بشكل صارم وفي إطار ما يسمح به القانون".

وانتقد قيادي في حزب الاستقلال الانتقادات التي وجهت إلى وزير التجهيز، وقال إنه ضحية لأنه وزير يعمل ويجتهد، وانتقد مصدر
آخر العلاقة غير الودية بين الوزير الأول وبين وزير التجهيز، مؤكدا أن هذه العلاقة وراء عدم مساندة الوزير الأول الكافية لكريم غلاب.

سحب هذا المشروع المثير للجدل من مجلس المستشارين عشية مناقشته انتصار للنقابات التي خاضت إضرابا طويلا وقطعت الطرق أمام السائقين غير المضربين، لكنها بداية تصدع حكومي، تصدع تبرزه صحف الأحزاب الكبيرة المكونة للحكومة.