أخبار

العراق وأفغانستان وكوريا في الصحافة البريطانية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن: شملت اهتمامات الصحف البريطانية الصادرة صباح اليوم الشأن الأفغاني في ظل استمرار النزاع هناك وقرار كوريا الشمالية الانسحاب من المحادثات السداسية وتطوير ترسانتها النووية، إضافة إلى الموضوع العراقي.

في الشأن الأفغاني، ينقل مراسل صحيفة تايمز في كابول، توم كوجلان، عن القائد منصور، وهو أحد قادة طالبان قوله "كلنا نريد السلام..نريد أن نضع أسلحتنا" وذلك مع اقتراب موسم الصيف الدامي في إقليم هلمند، ويمضي قائلا إن قائد طالبان الذي يتمتع ببنية جسمية متينة وله لحية طويلة لكن مع نعومة في الصوت قد يفقد حياته بسبب الإدلاء بهذا الرأي.

وترى المصادر الغربية والأفغانية أن القائد منصور يعمل في الحلقة الوسطى من سلسلة قيادة حركة طالبان في إقليم هلمند بجنوب أفغانستان الذي يشكل جزءا من حركة التمرد ضد القوات البريطانية والأميركية هناك.

ويرسم القائد منصور، الذي التقت به صحيفة تايمز بفضل وساطة زعماء قبليين، صورة قاتمة للوضع في أفغانستان إذ يقول إن السكان المحليين ملوا من طول أمد الحرب التي لا تبدو نهايتها قريبة، مضيفا أنهم متلهفون للتهرب من نار الحرب.

ويمضي الكاتب قائلا إن حلف شمال الأطلسي (الناتو) يأمل في استغلال خيبة أمل السكان من مسار الحرب في ظل دخول النزاع سنته الثامنة، ويضيف الكاتب أن منصور (ليس اسمه الحقيقي) يتطلع لمخرج من هذا الوضع مقرا أن "السكان المحليين لا يحبون طالبان ولا القوات الغربية بل لا يحبون عناصر طالبان المحليين"، وينقل منصور عن أحد السكان قوله "إذا أردتم الذهاب إلى الجنة، فحاربوا في الصحراء أو حاربوا في الجبال لكن لا تحاربوا في منزلي.. أملي الوحيد أن يعم السلام والأمن منطقتي".

ويقر الصحفي أن من الصعوبة بمكان معرفة مدى انتشار مشاعر خيبة الأمل في صفوف السكان المحليين في أجزاء من أفغانستان لكن الكاتب يؤكد أن حركة التمرد تعاني اضطرابات داخلية بسبب معارضة السكان المحليين لمسار الحرب إذ يحملون الطرفين - القوات الغربية وعناصر طالبان - مسؤولية استمرار الحرب وسقوط أكثر من ألفي قتيل مدني خلال السنة الفارطة.

وقال أحد زعماء القبائل المحليين يتبنى أفكار القائد منصور إن عشر قبائل محلية مستعدة لمؤازته ودعمه في حال قدرته على التوصل إلى حل مع الحكومة الأفغانية يفضي إلى جلب السلام إلى المنطقة.

ويضيف القائد منصور أن في حال التوصل إلى اتفاق مع الحكومة "فإن طالبان ستهاجمنا لكن نملك أشخاصا كثيرين وأسلحة عديدة".

ويقول زعماء القبائل في هلمند للصحيفة إن السكان المحليين متخوفون من تعزيز القوات الأميركية لعددها في أفغانستان واحتمال طول أمد القتال بين الطرفين، مضيفين أنهم ناشدوا حاكم الإقليم بأن يساعدهم في صد مقاتلي طالبان بأنفسهم على أن تتعهد القوات الغربية بعدم الدخول إلى المناطق الخاضعة لهم.

لكن بعض المراقبين يرون أن تحرك زعماء القبائل ما هو إلا خطوة تكتيكية تهدف إلى حماية مزارعي الأفيون بل ومنح مهلة لعناصر طالبان تحسبا لأي هجوم من طرف القوات الغربية.

كوريا الشمالية

في الشأن الكوري الشمالي، تخصص صحيفة الإندبندنت افتتاحيتها الرئيسية للتعليق على قرار كوريا الشمالية الانسحاب من المحادثات السداسية وتطوير ترسانتها النووية قائلة إن كوريا الشمالية ادعت أن إطلاق الصاروخ البعيد المدى كان يهدف إلى وضع قمر اصطناعي في مداره لكن الرأي السائد أنها كانت بصدد اختبار قدرتها على إطلاق صاروخ بعيد المدى، مضيفة أن المراقبين الأمركيين قالوا إن المحاولة منيت بالفشل.

وترى الصحيفة أن نجاح كوريا الشمالية في تنفيذ تهديداتها المعلنة من شأنه الزج بالبلد في عزلة خرجت منها وهي مترددة قبل سنتين مضت، مضيفة أن هناك تنافرا بين أقوال البلد وأفعاله والمقصود منها. وتتابع الصحيفة قائلة إن إقدام كوريا الشمالية على إطلاق صاروخ بعيد المدى يمكن أن يُفسر على أنه نوع من التحدي ( للمجتمع الدولي) أو على أنه طلب الاهتمام (من هذا المجتمع) لكن الصحيفة تمضي قائلة إن كوريا الشمالية ترغب في تلقي اهتمام وفق شروطها الخاصة.

وتمضي الصحيفة قائلة إن المفاوضات التي أدت إلى إغلاق مفاعل يونج بيون عام 2007 ينبغي أن تكون مناسبة لاستخلاص العبر إذ إنها كانت طويلة ومعقدة، معتبرة أن كوريا الشمالية تمضي خطوة إلى الخلف مقابل خطوتين إلى الأمام أي أنها لم تكن تقدم أي تنازل إلا إذا حصلت على المقابل مثل المساعدات الغذائية والوقود والضمانات الأمنية.

وتخلص الصحيفة إلى أن كوريا الشمالية أرادت أن ترسل رسالة مفادها أنها تتصرف من منطلق قوة لكنها -أي الصحيفة- ترى أن تصرف بيونج يانج قد يُفهم منه على أنه دليل على الضعف: فرد فعلها الغاضب على إدانة الأمم المتحدة لسلوكها دليل على أنها لا تزال تولي المجتمع الدولي بعض عنايتها.

وتختتم الصحيفة قائلة إن الوقت غير مناسب لكي يوقف العالم الخارجي جهوده الرامية إلى الانخراط في مباحثات مع كوريا الشمالية، مرددة دعوة الصين إلى التزام "الهدوء وضبط النفس".

العراق

في الشأن العراقي، يطالعنا مقال للكاتب توبي دودج في صحيفة الغارديان بعنوان "احتمال تكرار كارثة البصرة". يقول الكاتب إنه قابل رئيس الوزراء السابق، توني بلير، في نوفمبر/تشرين الثاني 2002 وشرح له المسؤوليات الجسام المنوطة ببناء الدول، موضحا أنه بالنظر إلى حجم الوعود التي أعطيت إلى الشعب العراقي قبل الغزو، فمن دواعي السخرية النظر إلى تسليم القوات البريطاينة المسؤوليات الأمنية إلى نظيرتها الأميركية في أول شهر أبريل/نيسان الجاري على أنه إنجاز.

ويرى الكاتب أن القوات البريطانية ستترك وراءها مدينة أصبحت نهبا لعنف الميليشيات التي لا يمكن التحكم فيها، ويستدرك قائلا إن الاستقرار النسبي الذي تنعم به المدينة حاليا يعود الفضل فيه إلى القوات العراقية عندما دخلت المدينة لفرض القانون فيها.

ويعتبر الكاتب أن ادعاء الحكومة البريطانية أن البصرة أصبحت تنعم "بمستقبل اقتصادي زاهر" لا علاقة له بالواقع إذ إن اقتصاد المدينة وحكومتها المحلية ونظام صرفها الصحي لا يزال في حالة يرثى لها.

ويضيف الكاتب أن ضعف القوات البريطانية واعتمادها على القوات الأميركية جعلها تتبنى مقاربة ناعمة وتنخرط في محاولة التوسط بين أحزاب وميليشيات مختلفة، مستخدمة العنف والترهيب لإحكام قبضتها على السكان المحليين.

ويرى الكاتب أن القوات البريطانية كانت منذ بداية الغزو تفتقر إلى العدد المطلوب، إضافة إلى الموارد والدعم السياسي من الحكومة البريطانية لتنفيذ تعهدات بلير المتمثلة في مساعدة الدولة العراقية على تطبيق القانون وتلبية الحاجات الإنسانية للسكان.

ويتابع الكاتب أن وضع البصرة جعل رئيس الوزراء، نوري المالكي، يرسل قوات عسكرية إلى هناك لإزالة الفوضى التي أدت إليها سياسة بلير، مضيفا أن المالكي لم يخف غضبه من قرار البريطانيين التنازل عن المهمات الأمنية والسماح لأفراد الميليشيا والعصابات الإجرامية بالسيطرة على الوضع.

ويختتم الكاتب مقاله بالقول إن الدرس المستفاد من مدينة البصرة هو أن القوات الأجنبية لا تستطيع أن تضطلع بدور بناء الأمم الأخرى، موضحا أن بناء قدرات الدولة والمؤسسات الحكومية القادرة على إنفاذ القانون وفرض النظام والانخراط في مشروعات تنموية وتحسين حياة الناس مهمة تحتاج إلى أجيال.

ويقول إن رؤية بلير عشية غزو العراق اتسمت بالتبسيط والغرور وذلك بسبب جهله بطبيعة البلد، مضيفا أن ما لم تستخلص النتائج من مدينة البصرة، فيمكن أن تتكرر المأساة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف