القراصنة يخطفون سفينتين ويهاجمون سفنا أخرى

على متن السفينة كورتي ريال: خطف قراصنة صوماليون سفينتي شحن يوم الثلاثاء وفتحوا النار على سفينتين أخريين في هجمات تكشف عن تصميمهم على الاستمرار في توجيه ضربات الى الملاحة البحرية في الممرات التجارية الاستراتيجية بالمنطقة.

وكان خطف السفينة ايرين اي.ام المملوكة لليونان والسفينة سي هورس التي ترفع علم توجو علامة واضحة على ان عصابات القراصنة لم ترتدع من الهجومين اللذين وقعا في الايام الاخيرة وقتلت فيهما قوات خاصة اميركية وفرنسية خمسة من القراصنة.

وصرح اللفتنانت كوماندر بحلف شمال الاطلسي الكسندر فرنانديز بان السفينة الحربية البرتغالية كورتي ريال تلقت نداء استغاثة قبل الفجر من السفينة التجارية (ايرين اي.ام) التي ترفع علم سان فانسان وجرينادين وهي تبحر في خليج عدن.

وقال فرنانديز وهو على متن السفينة الحربية "مرت ثلاث دقائق فقط بين الاستغاثة والخطف. هاجم القراصنة ليلا.. وهو أمر غير معتاد على الاطلاق. كانوا يعتمدون على ضوء القمر."

وقالت وزارة النقل البحري اليونانية ان جميع أفراد طاقم السفينة (ايرين اي.ام) الاثنين والعشرين من الفلبينيين. وقال برنامج مساعدة البحارة في شرق افريقيا ومقره كينيا والذي يراقب القرصنة ان طاقم السفينة جميعا سالمون.

وكانت السفينة ناقلة البضائع الصب تبحر في طريقها من الاردن الى الهند عندما هوجمت. ولم يتسن على الفور الاتصال بالجهة المالكة للسفينة ومقرها بيريه للتعليق.

وبعد ساعات من ذلك قال مسؤولون في حلف شمال الاطلسي على متن السفينة كورتي ريال ان سفينة ثانية هي (سي هورس) وحمولتها خمسة الاف طن تقريبا خطفت على بعد 143 كيلومترا قبالة ساحل الصومال على يد قراصنة على متن ثلاثة أو أربعة زوارق صغيرة سريعة.

وبصورة منفصلة قال مسؤولو حلف شمال الاطلسي ان عصابة اخرى من القراصنة اطلقت النار من بنادق الية وقاذفات صاروخية على سفينة الشحن (سافمارين اشيا) التي تبلغ حمولتها 21887 طنا وترفع علم ليبيريا. وقالوا انها تمكنت من الفرار ولم يصب احد في الهجوم.

وهاجم قراصنة يوم الثلاثاء أيضا سفينة تجارية ترفع علم الولايات المتحدة قبالة ساحل الصومال بقذائف صاروخية ونيران أسلحة الية لكنهم فشلوا في الصعود على متنها. صرح بذلك اصحاب السفينة والجيش الاميركي.

ولم يصب ملاحو السفينة ليبرتي صن بسوء لكن السفينة اصيبت بأضرار وذلك وفق ما جاء في بيان صدر عن شركة ليبرتي ماريتيم كورب بنيويورك.

وقال البيان ان السفينة استنجدت على الفور بالبحرية الاميركية وانها الان تحت حراسة عسكرية.

وقالت ليبرتي ماريتيم ان القراصنة اطلقوا قذائف صاروخية ونيران اسلحة الية على السفينة التي كانت تحمل معونات غذائية اميركية الى بلدان افريقية وكانت في طريقها الى مومباسا في كينيا قادمة من هيوستون.

ويشيع قراصنة مدججون بالسلاح من الصومال الفوضى في الممرات الملاحية المزدحمة في المحيط الهندي وخليج عدن الاستراتيجي وخطفوا عشرات السفن ومئات الرهائن ويحصلون على فدى تقدر بملايين الدولارات.

وتوعد القراصنة بالانتقام من مواطنين أميركيين وفرنسيين بعد العمليتين العسكريتين اللتين نفذتهما قوات أميركية واخرى فرنسية.

وتحرس قوات بحرية أجنبية المياه قبالة الصومال. غير أن القراصنة أفلتوا منها الى حد كبير مما أدى الى ارتفاع أسعار التأمين وتحدي أقوى الجيوش في العالم.

ويحذر الخبراء من ان الهجمات على الملاحة البحرية ستستمر قبالة ساحل الصومال لحين عودة الاستقرار السياسي الى البلاد.

وقال المحلل الاميركي ج.بيتر فام من جامعة ماديسون "القرصنة عملية اكثر تعقيدا بكثير من تسيير اي دورية بحرية. وسيحتاج الامر الى ما هو اكثر من استخدام القوة لاقتلاع القرصنة من اراضي الصومال."

وأطلق قناصة من على متن مدمرة تابعة للبحرية الاميركية سراح قبطان سفينة أميركية يوم الاحد بعد أن قتلوا ثلاثة قراصنة صوماليين كانوا يحتجزونه في قارب نجاة مما أنهى أزمة استمرت خمسة أيام. وقتل قرصانان اخران عندما اقتحمت قوات فرنسية يختا كان قد خطف. وقتل كذلك رهينة فرنسي.

وقالت شركة اي.بي مولر مايرسك مالكة السفينة الاميركية مايرسك ألاباما التي تعرضت لمحاولة خطف انها تراجع سياسات واجراءات الابحار قبالة الصومال وحثت المجتمع الدولي على التوحد لايجاد حل للقرصنة.

ويشن القراصنة الصوماليون هجمات منتظمة منذ سنوات. ويحتجزون حاليا نحو 260 بحارا على متن 19 سفينة مخطوفة بينهم نحو 100 فلبيني.

وقال الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة انه امر بمراجعة استراتيجية الجيش الاميركي بشأن القرصنة بعد حادث السفينة مايرسك ألاباما.

وقال لمحطة تلفزيون (ايه.بي.سي) يوم الثلاثاء انه طلب من كبار الضباط النظر "بشكل موسع وشامل وعميق في الاستراتيجية اجمالا".

واضاف "أحد أكبر التحديات هو بوضوح عندما نأسر قراصنة.. ماذا نفعل بهم.. ما هي المحاكم الجنائية التي ستحيلونهم اليها... انه تحد كبير للغاية."

وردا على سؤال بشأن احتمال سعي القراصنة للانتقام قال مولن انه يأخذ تصريحاتهم على محمل الجد مضيفا "نحن مستعدون تماما للتعامل مع أي شيء من هذا القبيل".