كوريا تتخلى عن مفاوضاتها لإستئنافها من موقع قوة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سيول: يرى عدد من الخبراء ان كوريا الشمالية تملك الحنكة وبارعة في المزايدات وانتزاع تنازلات من شركائها وما انسحابها من المفاوضات حول ملفها النووي الذي اعلنته الثلاثاء سوى مناورة تبغي من ورائها معاودة الحوار من موقع قوة.
وقال كيم يونغ هيون البرفسور في جامعة دونغوك في سيول "ان كوريا الشمالية قد لا تعود الى طاولة المفاوضات السداسية الا ان قدمت لها الولايات المتحدة والمجتمع الدولي عرضا اكثر اغراء".
وبعد ادانته الاثنين في الامم المتحدة لاطلاقه صاروخا في الخامس من نيسان/ابريل -في انتهاك لقرار صادر في 2006- اعلن النظام الستاليني الثلاثاء مقاطعته المفاوضات حول برنامجه النووي، وهو تهديد سبق ولوح به في ايلول/سبتمبر 2008 لكنه لم ينفذه مطلقا.
كما ابلغت كوريا الشمالية ايضا الوكالة الدولية للطاقة الذرية انها توقف "فورا" اي تعاون معها وانها قررت اعادة تفعيل كافة منشآتها النووية بحسب بيان للوكالة نشر في فيينا.
وراى كيم ان القادة الكوريين الشماليين "يصعدون المزايدات".
وقد دخلت كوريا الشمالية التي اصبحت قوة نووية منذ التاسع من تشرين الاول/اكتوبر 2006، في مفاوضات سداسية حثيثة تضم الكوريتين والولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا، منذ ست سنوات بهدف تفكيك منشآتها النووية مقابل الحصول على مساعدة اقتصادية كبيرة.
الا ان هذا النظام الشيوعي الذي تلقى نحو نصف المساعدة ولم يف بكثير من التزاماته في السابق، لديه كل الاوراق الرابحة في المماطلة وجرجرة هذه العملية المتأزمة حاليا.
وهذا النظام الذي يعطي الاولوية لجيشه الذي يعد 1,2 مليون عنصر يعلم جيدا ان قدراته النووية هي الورقة الرابحة الوحيدة في يده ويشك عدد كبير من الخبراء في ان تتخلى بيونغ يانغ في نهاية المطاف عن السلاح النووي.
والاجتياح الاميركي للعراق في 2003 دعم بيونغ يانغ في رؤيتها لعدائية الولايات المتحدة وهي حجة يستخدمها النظام الشيوعي لتأكيد حقه في ضمان سيادته.
وراى بايك هاك سون من مركز الدراسات الكوري الجنوبي سيجونغ "ان كوريا الشمالية تعتبر انه ليس لديها ما تخسره في اختبار القوة هذا وستواصل تطوير ترسانة عسكرية نووية".
كما ان النظام الكوري الشمالي يعلم ايضا ان بامكانه الاعتماد في حال ضربة قاسية على الاخ الصيني والحليف الروسي اللذين يرفضان رؤية حليفهما التاريخي يخضع لعقوبات دولية.
ويعتبر كو يو هوان الذي يدرس ايضا في دونغوك ان الحوار سيستأنف بالتأكيد "حتى وان كان يجهل اي طرف سيكون البادىء في معاودة الحوار".
وفي العام 1998 تسببت كوريا الشمالية بازمة دولية عند اطلاقها صاروخا طويل المدى من نوع "تايبودونغ-1" حلق فوق جزء من اراضي اليابان قبل ان يسقط في المحيط الهادىء.
وكان الحوار استؤنف بسرعة مع الولايات المتحدة وقامت وزيرة خارجيتها انذاك مادلين اولبرايت بزيارة تاريخية الى بيونغ يانغ في 2000.
وقد تكون خطوتها الثلاثاء بمثابة طلقة انذار ترمي على الارجح في آن واحد الى اختبار الادارة الاميركية الجديدة وكذلك الدخول في حوار مع مسؤوليها.