فراتيني يدعو سوريا للردّ بايجابية على السياسة الاميركية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: قال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني اليوم الأربعاء إنه يتوقع من سوريا أن تتعاون مع الاتحاد الاوروبي وأن تردّ بإيجابية على اليد الأميركية الممدودة، واعتبر أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيانين نتنياهو قادر على صنع السلام. وقال فراتيني في حديث الى صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية نشر اليوم، إن بلاده تتوقع من سوريا "تعاوناً وثيقاً مع الاتحاد الاوروبي، ونريد تشجيعها على الرد بإيجابية على اليد الممدودة من الرئيس الأميركي باراك أوباما"، مشيراً الى أن ايطاليا مستعدّة "للعمل من أجل استئناف المفاوضات الاسرائيلية- السورية سريعاً، ويمكن لدمشق أن تؤدي دوراً مهمّاً في العالم العربي".
ووصف نتنياهو بأنه "أحد الاشخاص البراغماتيين القادرين على صنع السلام، وإيطاليا ترحّب بدخول حزب 'العمل' الى الحكومة (الاسرائيلية)، وسنحكم على النتائج من خلال التشجيع على حل الدولتين، ولاسرائيل مصلحة في ذلك". وأبدى فراتيني دهشته لإعلان وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان التخلي عن المستوطنة التي يعيش فيها إذا كان ذلك يخدم قضية السلام، وقال "إنه شخص ثابت في مبادئه، ولكنه براغماتي بما يكفي ليفهم أن السلام أهم من أي شيء آخر".
وأشار الى أن ليبرمان يستعدّ لإجراء رحلة إلى أوروبا في أيار/ مايو المقبل، معتبراً ان ذلك "سيشكل فرصة لإيطاليا للتأكيد أن أمن إسرائيل غير قابل للتفاوض، وأن من مصلحة (اسرائيل) أيضاً توضيح رغبتها في الاستعداد لاستئناف المفاوضات على أساس قيام دولتين مستقلتين".
وقال وزير الخارجية الايطالي إنه سيزور إيران "عندما يصبح السياق مقبولاً، وهذا يعتمد بشكل رئيسي على إشارات من طهران"، مشدّداً على أن من المهم "مواكبة سياسة باراك أوباما للانفتاح، التي تعتبر حدثاً تاريخياً، ولا يعود إليّ التحدث الى طهران عن ملفها النووي، بل الى أوروبا مجتمعة والولايات المتحدة".
وأوضح أن "ايران معنية في أفغانستان وباكستان، وهو ملف لإيطاليا فيه مسؤولية خاصة، وسنساهم فيه بدعوة إيران الى اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني في تريستا في نهاية حزيران/يونيو المقبل". ولفت الى أن لأوروبا وإيران مصالح مشتركة في أفغانستان، كوقف الاتجار بالمخدرات وإعادة بناء الإدارة الأفغانية، مشيراً الى أنه "يمكننا التوصّل الى اتفاق بسرعة إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الجانبين".
وعمّا إذا كان من الممكن التفاوض مع قادة حركة "طالبان" في أفغانستان من دون زعزعة حكم الرئيس الأفغاني حميد قرضاي، أجاب فراتيني "علينا أن نتوخى الحذر، ولهذا أعتزم التشاور مع الذين يدركون أكثر واقع المناطق القبلية كالسعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة".
وأضاف "سبق وأن تحدثت اليهم، وقالوا لنا إن 'طالبان' قد تقبل بحوار يعزل المتطرفين والارهابيين، لا يمكننا، نحن في الغرب، أن نقرّر إشراك 'طالبان' من دون تشاور مسبق مع الدول المجاورة والإقليمية، فإيران وروسيا ستعارضان التفاوض مع 'طالبان'، وربما كان الجواب في كل من الرياض ودولة الإمارات العربية المتحدة مختلفاً، وإذا قرّر الغرب أنه يجب دعم قرضاي فعلينا أن نفعل ذلك".
ودعا وزير الخارجية الايطالي الاتحاد الاوروبي الى مساعدة باكستان على تعزيز مواقفها من دون ان حصر ذلك بالمساعدات المادية، مشيراً الى أن "باكستان تحتاج الى لفتة ثقة ودعم سياسي". وأضاف "لنقدم لباكستان منطقة للتجارة الحرة مع أوروبا، ولنموّل التعليم والتدريب ودعم المؤسسات، ولنستبعد أي عمل عسكري على أراضيها في المناطق الحدودية، لأن ذلك سيكون خطأ فادحاً، وسأقترح خلال الرئاسة السويدية، إن لم يكن قبل ذلك، عقد قمة أوروبية- باكستانية حول التجارة الحرة، فهذا لم يحصل من قبل، وقد آن الآوان لذلك".
وعن زيارته للبنان، قال فارتيني إنه أكد رغبة ايطاليا في دعم الاستقرار في البلاد وتعزيز مؤسساتها من خلال مشاركتها في القوة الدولية في الجنوب، مشيراً الى أن روما تعير أهمية الى المحكمة الدولية الخاصة باغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، التي يرأسها قاض ايطالي هو خو أنطونيو كاسيزي.