في الصحافة البريطانية: أطفال العراق ونساؤه غالبية ضحايا الغارات
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: صحافة بريطانيا كعادتها حافلة بالموضوعات والقضايا من كل حدب وصوب، تلقي بأضواء مكثفة على شؤون الساعة في أفغانستان وإيران وكوريا الشمالية وبالطبع الصومال التي تراجعت اخبار صراعاتها لتتصدر اعمال القرصنة التي باتت تؤرق عالم الملاحة. في الاندبندنت نلمح تحليلا اخباريا عن ضحايا الغارات الجوية في العراق، وكما يقول التقرير جلهم من الاطفال والنساء.
يقول التقرير الذي كتبه مراسل الصحيفة لشؤون الدفاع، والذي استعرض فيه التحليل الذي اجرى لحساب هيئة تعداد الضحايا العراقيين، ان غالبية ضحايا الغارات الجوية وقذائف المدفعية هم من اطفال العراق ونسائه. وبلغة الارقام الجافة يستعرض التقرير نسب القتلى في صفوف الاطفال والنساء، ويظهر الى اي مدى ترتفع هذه النسب بين ضحايا اعمال العنف عموما التي ابتلي بها العراق. فنسبة الاطفال من بين القتلى الذين سقطوا بسبب الغارات الجوية الاميركية هي 39% بينما بلغت نسبة النساء الضحايا 46%. " و12% من قتلى التفجيرات الانتحارية من الاطفال و16% من النساء".
وقد تأسس التقرير بناء على تحليل بيانات اكثر من 60 الف قتيل في حوالي 14 الف حادثة منذ الغزو عام 2003. ويستطرد التقرير مشيرا الى ان " واحد من كل خمسة اي ما نسبته 21% من هؤلاء الذين قتلوا جراء السيارات المفخخة، والتي يستخدمها المسلحون السنة والشيعة، كان طفلا". اما الضحايا بين صفوف النساء فتشكلن 28%. اما الرجال فيشكلون غالبية ضحايا عمليات الاختطاف والاغتيال حيث تبلغ نسبتهم حوالي95%. ويقول التقرير ان الطابع العشوائي للوفيات الناجمة عن الغارات الجوية يبين انها لا ينبغي أن تستخدم في المناطق الحضرية.
"لهجة تصالحية استثنائية"
وحظي خطاب الرئيس الايراني احمدي نجاد والذي القاه مؤخرا، والذي ابدى فيه استعدادا للتعاون مع الولايات المتحدة، باهتمام ملحوظ في بعض الصحف البريطانية. الاندبندنت وصفت خطاب نجاد بأنه تبنى " لهجة تصالحية استثنائية". تقول الصحيفة ان رئيس ايران ابدى رغبته في " بناء علاقة جديدة مع الولايات المتحدة" وانه يعمل على اعداد مقترحات تهدف الى اختراق الجمود" بشأن ازمة البرنامج النووي الايراني.
هذه اللهجة غير المعتادة من جانب رجل ايران القوى، تفسرها الصحيفة بانها قد تكون موجهة الى الناخب الايراني حيث الانتخابات الرئاسية الايراينة على الابواب. علاوة على تذمر كثير من الايرانيين من ان "رئيسهم انفق كثيرا من الوقت والجهد في معاداة الغرب وقليل من الوقت على اقتصاد البلاد".
الاغتصاب داخل مؤسسة الزواج
ومن القضايا التي حفلت باهتمام الصحافة البريطانية ردود فعل النساء في افغانستان تجاه ما باتت تطلق عليه صحافة الغرب "قانون الاغتصاب داخل مؤسسة الزواج"، وهو قانون جديد للاحوال الشخصية للشيعة في افغانستان. وكما تقول التايمز في تغطيتها لاخبار للشؤون الدولية، خرجت مجموعة من نساء افغانستان الشابات بمظاهرة " نادرة" ضد القانون المثير للجدل.
في التايمز صورة لسيدتين شابتين تفردان بينهما لافتة كبيرة كتب عليها بالافغاني " لا نريد قانون طالبان". المظاهرة، التي تصفها التايمز بانها " غير مسبوقة في التاريخ الافغاني الحديث" قامت بها نحو 200 سيدة واتجهن بها الى مبنى البرلمان في العاصمة كابل لتقديم التماس برفض القانون. الا ان هذا المثير هو الاحتجاج العنيف الذي قوبلت به هذه المظاهرة من قبل مجموعات من الرجال حيث تعرض السيدات في احد مراحلها للقذف بالحجارة.
تقول زهرة احدى المشاركات في المظاهرة وعمرها 18 عاما ان " هذا القانون ضد كرامة المرأة وكل المجتمع الدولي يعارضه. الرئيس الامريكي يصفه بالبغيض. الا ترى اننا حقا الاغلبية؟".
ووفرت قوة من الشرطة الحماية للمتظاهرات فيما هتف " الغوغاء" كما تقول الاندبندنت " يعيش الاسلام" و " بصقوا على النساء اللاتي تجمعن خارج مسجد بناه آية الله محسني وهو رجل دين شيعي ساعد في صياغة القانون". يتبقى ان نعرف ان القانون ينظم العلاقة بين الرجل وزوجته ويقيد حق المرأة في مغادرة بيت الزوجية ويطالبها بالرضوخ لرغبات زوجها الجنسية، كما اشارت الاندبندنت والتايمز.
وحشية الشرطة
ومن القضايا المحلية المتفاعلة داخل بريطانيا هي الانتقادات الشديدة التي توجه حاليا لسكوتلاند يارد للقسوة التي ابداها بعض افرادها تجاه المتظاهرين ضد قمة العشرين التي عقدت في لندن مطلع الشهر الجاري. فمع تكشفت مزيد من الصور ولقطات الفيديو لحوادث اعتداء من قبل رجال الشرطة البريطانيين على متظاهرين، ازدادت حدة الانتقادات.
وقد دفع هذا، كما اوردت كل من التايمز والديلي تيلغراف، بالسير بول ستيفنسون مدير شرطة العاصمة الى ان يأمر " بمراجعة الاف الساعات من لقطات الفيديو لمظاهرات قمة العشرين بحثا عن حوادث محتملة لوحشية او سوء سلوك الشرطة".
وتشير الديلي تيلغراف الى ان هذه الخطوة اتخذها السير بول في اعقاب وفاة رجل اثناء الاحتجاجات وشكوى جديدة من اللجوء الى الوحشية في التعامل مع متظاهرة. فقد امر ستيفنسون بوقف ضابطين عن العمل بسبب الاشتباه في هجومهما على ايان توملينسون الرجل الذي توفى في الاول من ابريل/ نيسان.
وكانت بعض لقطات فيديو قد اظهرت ان توملينسون، الذي توفى اثر اصابته بازمة قلبية بعيد الاحتجاجات، قد دفع على الارض بقوة من قبل احد رجال الشرطة خلالها. وقال السير بول ان " هناك عددا من الشكاوى التي اثيرت بشأن اسلوب احتواء المظاهرات، وحول ما إذا كان هذا الاسلوب يحقق هذا التوازن. وأود أن اطمئن إلى أن استخدام هذا الاسلوب لا يزال ملائما ومتناسبا". وقد رحبت بالمراجعة وزيرة الداخلية البريطانية جاكي سميث.