تقريب المواقف في دوربان 2 لتجنب إحتكاكات 2001
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من مؤتمر دوربان 1 الى دوربان 2 درب صعب للتوصل الى توافق حول العنصرية
سيتابع مؤتمر دوربان 2 حول العنصرية الذي تنطلق اعماله الاثنين في جنيف برعاية الامم المتحدة، تطبيق برنامج مؤتمر دوربان 1 الذي عقد في 2001 وتخللته هجمات كلامية ضد اسرائيل ونقاشات صعبة حول العبودية.
واطلقت الامم المتحدة في نهاية التسعينات مؤتمر دوربان 1 في خضم الاجتماعات الدولية الكبرى التي شهدها ذلك العقد. لكن النقاشات التي جرت خلال دوربان 1 كانت عاصفة وصعبة.
وقال الكاتب الصحافي السويسري بيار هازان في كتابه "الحكم على الحرب هو الحكم على التاريخ"، انه بعد مجازر رواندا والتطهير العرقي في يوغوسلافيا السابقة، كانت الفكرة وراء المؤتمر ارساء العدالة خصوصا بالنسبة الى العبودية.
واضاف ان "الامم المتحدة تطمح في ان يكون المؤتمر نوعا من التكفير الجماعي" معتبرا ان الظلم الماضي وراء النظام غير المتوازن والتفاوت السائدين في العالم.
ووقع الاختيار على مدينة دوربان لتكون جنوب افريقيا مثالا مع انتهاء نظام الفصل العنصري.
وفي نصوصها التحضيرية وعدت الامم المتحدة ب"معايير وبنى تحتية وحلول قادرة على ضمان الاعتراف بمساواة للجميع".
واللقاء الذي عقد بين 31 اب/اغسطس والثامن من ايلول/سبتمبر 2001 ضم اكثر من 160 دولة والاف المنظمات غير الحكومية اي ما مجموعه اكثر من 18 الف شخص، وتحول الى "ازمة سياسية دولية خطيرة" بحسب المراقبين.
وقبل بدء المؤتمر شنت المنظمات غير الحكومية هجمات عنيفة على اسرائيل. وفي الثالث من ايلول/سبتمبر انسحبت الولايات المتحدة واسرائيل من المؤتمر بعد ان صدمتا لمحاولات بعض الدول مقارنة الصهيونية بالعنصرية. اما النقاشات حول تعويضات عن العبودية فلم تفض الى نتيجة.
ورغم كل شيء، ادى المؤتمر الى تبني بالاجماع اعلان وبرنامج عمل يحدد اول استراتيجية عالمية ضد العنصرية.
لكن المواجهة تركت آثارها على مؤتمر دوربان 1 "الذي بقي شوكة في قدم الامم المتحدة".
وقال هازان ان مواجهة بين عالمين حصلت وكأنها نذير لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة التي وقعت بعد ايام.
ومذذاك اشتدت النزعة القومية وازدادت الهوة بين الدول الغربية والاسلامية مما زاد مهمة التحضير لمؤتمر دوربان 2 تعقيدا. وسيدرس المؤتمر الجديد مدى التقدم الذي تم احرازه ويقيم تطبيق برنامج العمل الذي وضع في 2001.
وقالت المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة نافانيتيم بيلاي "بعد ثماني سنوات لم تنجح الوعود والتدابير (لمكافحة) العنصرية في القاء الممارسات التمييزية والتعصب في مزبلة التاريخ".
واقرت بان "اهداف اعلان دوربان لم تحقق".
جنيف: اتفق الدبلوماسيون الذين يحضرون لمؤتمر "دوربان 2" حول العنصرية الذي ينطلق الاثنين في جنيف على مسودة بيان ختامي يلغي نقاط الخلاف بين بين الدول الغربية والاسلامية، على امل تدارك اي احتكاكات بسبب حضور الرئيس الايراني.ولعدم تكرار الهجمات الكلامية المعادية للسامية التي شهدها مؤتمر دوربان 1 في 2001، ما حمل الولايات المتحدة واسرائيل على الانسحاب منه، توصل الدبلوماسيون الجمعة الى مسودة بيان ختامي تلغي معظم نقاط الخلاف بين الدول الغربية والاسلامية، الكتلتين الرئيسيتين المتعارضتين.
ودفع الاعلان عن وصول الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد المعروف بهجماته الكلامية ضد اسرائيل الاثنين الى مقر الامم المتحدة في جنيف، الى تسريع وتيرة النقاشات ويخشى الدبلوماسيون من ان ينسف النقاشات.
وصرح دبلوماسي اوروبي لوكالة فرانس برس "توصلنا الى اتفاق لرفع مسودة النص لتبنيها" في 24 نيسان/ابريل في اليوم الاخير من المؤتمر ورأى انه "مقبول تماما" بالنسبة الى الاتحاد الاوروبي.
وقال الدبلوماسي واصله من اميركا اللاتينية "انني واثق" من نتيجة المؤتمر مشيدا ب"التوافق" الذي تم التوصل اليه "في اجواء ايجابية".
والنسخة النهائية للنص لا تتضمن اشارة واضحة الى اسرائيل ولا اساءات للاديان التي اعتبرها الغربيون "خطوطا حمر".
وتم الابقاء على الفقرة التي تشدد على اهمية ذكرى المحرقة خلافا لمطلب الايرانيين هذا الاسبوع.
واضاف الدبلوماسي الاوروبي الذي طلب عدم كشف اسمه "الهدف الان هو ابقاء النص على حاله الى ان يتم تبنيه نهائيا".
وسيوزع النص على نحو مئة دولة مشاركة في مؤتمر دوربان 2 "لتقييمه". ووفقا للنتائج سيعلن الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة اللذان لم يقررا بعد ما اذا سيحضران المؤتمر، مشاركتهما من عدمها.
وقالت نفانيتيم بيلاي المفوضة العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة "انني واثقة من ان المجموعات ناقشت كل النقاط جيدا ويتوقع المصادقة على النص في ختام المؤتمر".
وبعد التوصل الى توافق يحبس الجميع انفاسهم لكي لا ينسف حضور الرئيس الايراني التوازن الذي تم التوصل اليه بعد نقاشات شاقة.
وقال دبلوماسي عربي قريب من المفاوضات طلب عدم كشف اسمه ان "هدف ايران هو اشاعة الخوف لتعزيز موقعها".
ويرى وزير العدل الفرنسي السابق روبير بادنتر الذي جاء الى جنيف لمتابعة المفاوضات انه يجب الا ننسى ان احمدي نجاد "يخوض حملة" مع اقتراب استحقاق الانتخابات الرئاسية الايرانية في 12 حزيران/يونيو.
من جهته قال جيرالد ستاينبرغ مدير منظمة "مونيتور" غير الحكومية الموالية لاسرائيل ان "الرئيس الايراني لا يأتي لنسف العملية بل خصوصا للاستفادة من منبر دولي".
واضاف "قد يحول احمدي نجاد المؤتمر (خلال اعتلائه المنبر) الى مسرحية".