تقرير اميركي يدعو لتصويب الصواريخ النووية نحو 12 هدفا بروسيا

فالح الحمراني من موسكو: تباينت ردود فعل الخبراء الروس المختصون في مجال الاسلحة النووية والجهات المعنية على تقرير "فيدرالية العلماء" الاميركيين المكرس لصياغة منطلقات نظرية نووية جديدة للولايات المتحدة الاميركية. ويدعو التقرير الموجهة لادارة الرئيس باراك اوباما ان تقوم واشنطن بتخفيض حجم رؤوسها النووية الى الحد الادنى وتبقي فقط على عدة مئات من بين ال 2،7 ألف رأس الواقفة الان على أُهبة الاستعداد القتالي.

والمفاجئة بالنسبة للجانب الروسي ان التقرير يشير من ناحية اخرى الى تصويب الصواريخ النووية العابرة للقارات المتبقية الى 12 موقعا استراتيجيا في روسيا الاتحادية التي سيشل تدميرها قدرتها على الحرب من بينها شركة غاز بروم وحقول نفط ومطارات ومنشات نووية. وقال التقرير ان ضرب تلك المواقع سوف يخفض من نسب الموت بين الاهالي الى مليون شخص وحسب.

وفي الرد على ذلك التقرير حدد الخبراء العسكريون الروس 11 موقعا في الولايات المتحدة الاميركية مماثلة للمواقع التي اختارها التقرير الاميركي. ومن بين تلك الواقع مدينة نيويورك باعتبارها المركز المالي وسان خوسيه في ولاية كاليفورنيا وديترويت مركز صناعة السيارات وكذلك مراكز الصناعات الفضائية والنفطية والالكترونية محطات كهروذرية وغيرها.

وحدد التقرير الاميركي ايضا مواقعا معرضة للتدمير في ايران الصين وكوريا الشمالية وسوريا عند نشوب الحرب معها.والى جانب روسيا ينظر التقرير الى هذه الدول بانها مصدر الخطر المحتمل على روسيا. ويشير المراقبون الروس الى انه ورغم ان التقرير وثيقة غير رسمية اعدتها هيئة غير حكومية، الا انهم يعيدون الاذهان الى ان اتحاد فيدالية العلماء بامريكا التي تضم 68 من الحائزين على جائزة نوبل، تتمتع بنفوذ وتاثير كبير على البنتاغون والبيت الابيض.

التوازن النووي

وبراي واضعي التقرير فان على روسيا ان تقوم ايضا بتقليص قدراتها النووية الى عدة مئات من الرؤوس النووية فهذا يكفي لردع الخصوم من المجازفة بالهجوم على بعضهم الاخر. واذا ما وصلت الامور الى ما اتخذت السياسة طابعا عسكريا فان الاطراف ستلجأ الى الاسلحة التقليدية. وتجدر الاشارة الى انه من المستبعد ان يوافق الجانب على هذا الشكل من التوازن لانه سيكون لصالح الولايات المتحة التي تتوفق كثيرا على روسيا في مجال الاسلحة التقليدية ونظام الدفاع المضاد للصواريخ. وتفضل موسكو الابقاء على التوازن النووي الذي تعتبره ضمانة اكيدة لصيانة امنها القومي.

ويرى نائب القائد العام لقوات الاسلحة الاسلحة الاستراتيجية النووية السابق الفريق فيتكور يسين في تعليقه على تقرير اتحاد العلماء الامريكيين ضرورة الاخذ بالاعتبار ايضا بعملية تقليص الاسلحة النووية الدول النووية الاخرى بريطانيا وفرنسا والصين وعدم تجاهل اسرائيل وباكستان والهند. ولاحظ تجاهل التقرير نظام الدفاع المضاد للصواريخ الاميركي. وقال ان روسيا وفي حال تشخيص الجانب الامريكي 12 موقعا استراتيجيا كهدف لانزال اول ضربة بها، ستحدد بامريكا ايضا اهدافا مماثلة.