قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: صحيفة "نيويورك تايمز"، في تقرير نشرته اليوم الخميس عن الانتخابات النيابية اللبنانية، أن مئات ملايين الدولارات تتدفق إلى لبنان من الخارج لشراء أصوات الناخبين، واصفة هذه الاستحقاق الانتخابي، الذي سيجري في حزيران/يونيو المقبل، بأنه سيكون من بين الأعلى كلفة في العالم. وقالت الصحيفة ان "لبنان يعتبر منذ فترة طويلة ساحة معركة للنفوذ الإقليمي، واليوم وفي غياب الجيوش الأجنبية عن أرضه، فإن المملكة العربية السعودية وبلدان أخرى في المنطقة تدعم حلفائها بالمال بدلاً من السلاح". وأضافت ان النتيجة هي ان السباق سيكون الأكثر حرية والأكثر تنافساً خلال عقود مع وجود عدد قياسي من المرشحين المشاركين، ولكنه بالتأكيد سيكون السباق الأكثر فساداً. وذكرت ان شراء الأصوات يتم بالمال أو بالخدمات، إذ ان المرشحين يدفعون لمنافسيهم مبالغ طائلة للانسحاب، كما ان كلفة التغطية الإخبارية التلفزيونية آخذة في الارتفاع، وأن المال يدفع للآلاف من المغتربين اللبنانيين للقدوم إلى لبنان للتصويت في الدوائر المتنازع عليها. وقالت الصحيفة ان الدفع، بحسب الناخبين والعديد من مراقبي الانتخابات والمرشحين السابقين والحاليين، تغذي الفكرة الساخرة عن السياسة في لبنان، الذي قد يكون شكلياً، الدولة العربية الأكثر ديمقراطية، ولكنه عملياً محكوم بالطائفية والمحسوبية والولاء للعشيرة. وأضافت انه على الرغم من المبالغ الهائلة التي تنفق، إلاّ ان الكثير من اللبنانيين يرون ان السباق ـ الذي يجري بين حزب الله وحلفاؤه من جهة وتحالف مفكك لمجموعات سياسية موالية للغرب من جهة أخرىـ يكاد يكون غير ذي صلة. فالتركيبة السياسية الطائفية في لبنان تضمن استمرار حكومة "الوحدة الوطنية" الحالية التي يمنح فيها الائتلااف الفائز بـ128 مقعداً في البرلمان الخاسر حق النقض (الفيتو) للحفاظ على السلم الاهلي. ولكن الصحيفة استدركت ان فوز حزب الله وحلفائه ولو بفارق ضئيل سيكون بمثابة انتصار لإيران التي تمول حزب الله لعقود من الزمن وضربة لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وبخاصة المملكة العربية السعودية ومصر. وهذا هو السبب وراء تدفق الأموال بهذا الشكل إلى لبنان من الخارج. ونقلت الصحيفة عن مستشار للحكومة السعودية "اننا نضع الكثير (من المال) في هذا السباق"، وقال إن المساهمة السعودية من المرجح أن تبلغ مئات الملايين من الدولارات في بلد لا يتجاوز عدد سكانه أربعة ملايين شخص. وقال "نحن ندعم المرشحين المنافسين لحزب الله وسنجعل إيران تشعر بالضغط". وقالت الصحيفة ان بعض الناخبين وبخاصة في المناطق التي تشهد تنافساً كبيراً، يتلقون اتصالات تعرض إعطاءهم المال مقابل التصويت للائحة أو مرشح معين، ولكن في الغالب تتعامل الماكينة الانتخابية مع أشخاص يعتبرون "مفاتيح انتخابية" يمكنهم أن يضمنوا أصوات عائلة كاملة في مقابل مال أو خدمات أو منح دراسية أو خدمات استشفائية أو شق طرقات أو غيرها. وخلصت إلى انه في بلد يبلغ فيه متوسط دخل أستاذ المدرسة أقل من 700 دولار في الشهر، فإن هذه المبالغ تعتبر مصدر دعم كبير بالنسبة للكثير من الأسر. وأضافت "لأن كل مقعد في البرلمان اللبناني تحدده الطائفة الدينية، فإن الانتخابات تميل إلى تعزيز التركيبة الاقطاعية في لبنان مع شبكة من الرجال من أسر معروفة محسوبين على كل طائفة ومنطقة". وأشارت إلى انه في حين ينفي المرشحون منح المال للناخبين لشراء أصواتهم، والذي يعتبر غير قانوني بموجب القانون اللبناني، إلاّ ان مراقبي الانتخابات يؤكدون ان هذا الأمر أصبح ممارسة روتينية. ووصفت الصحيفة الانتخابات بالنسبة للفقراء في لبنان بأنها بمثابة "عيد ميلاد" يكثر فيه المال والرعاية الصحية وقسائم الوجبات الغذائية وغيرها من التقديمات. وقالت الصحيفة ان هناك كلام على ان الملياردير سعد الحريري، زعيم الغالبية البرلمانية الحالية وحليف للسعودية، هو أكبر منفق للمال في الانتخابات، إلاّ ان أعضاء حركته يعتبرون ان هذا الاتهام غير عادل ويؤكدون ان أموالهم لا تقارن بمئات الملايين من الدولارات التي تقدمها إيران لحزب الله. ونقلت الصحيفة عن المرشح المستقل أحمد الأسعد (46 عاماً) قوله ان الحكومة السعودية كانت "مصدر دعم مهم" لحملته في مواجهة حزب الله في جنوب لبنان. وقال ان هدفه هو إبعاد الشيعة في لبنان عن ايران. وقال الأسعد "أنا بحاجة إلى وسائل للقتال وإذا كانت لدى السعوديين مصلحة في بناء دولة هنا، لماذا لا أستفيد من ذلك؟".وكانت "نيويورك تايمز" استهلت التقرير بكلام أحد الناخبين من جنوب بيروت ويدعى حسين ح. وهو عاطل عن العمل يبلغ من العمر 24 عاماً ، ويتطلع الى بيع صوته لمن يعرض أعلى ثمن. وقال حسين "من يدفع أكثر يحصل على صوتي". وتابع "لن أقبل بأقل من 800 دولار".