عقبات لا تزال تعترض المصالحة التركية الأرمنية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يرفان: خطت أرمينيا وتركيا خطوة مهمة على طريق تطبيع علاقاتهما بتوقيع "خارطة طريق"، ولكن لا يزال هناك عقبات عدة تتمثل في الاعتراف بابادة الارمن ومصير اقليم ناغورني قره باخ. واعرب الحزب الجمهوري الحاكم في يريفان اليوم الخميس عن ارتياحه لتوقيع خارطة طريق الاربعاء تهدف الى تطبيع العلاقات، معتبرا ان ذلك سيساعد ارمينيا في الخروج من عزلتها.
واعلن الناطق باسم الحزب اديك شارمزانوف "انها خطوة ايجابية. وقد رحب شركاؤنا في الاتحاد الاوروبي ووزارة الخارجية الاميركية وروسيا بكل خطوة نحو اقامة علاقات" دبلوماسية.ورفضت انقرة اقامة علاقات دبلوماسية مع يريفان عندما استقلت ارمينيا عن الاتحاد السوفياتي في 1991 بسبب مساعي الاخيرة الرامية الى اعتراف دولي بابادة الارمن التي ارتكبت في عهد الدولة العثمانية.
واغلقت تركيا حدودها مع ارمينيا في 1993 دعما لباكو التي خاضت نزاعا داميا مع يريفان حول السيطرة على اقليم ناغورني قره باخ، الجيب الاذربيجاني الذي تقيم فيه غالبية ارمنية. ودعت باكو الخميس حليفتها تركيا الى ربط مساعيها الرامية الى المصالحة مع ارمينيا بانسحاب ارمني من ناغورني قره باخ. وصرح الناطق باسم الخارجية الاذربيجانية الخان بولوخوف لفرانس برس "لكل بلد الحق في اقامة علاقات ثنائية مع دولة اخرى".
وتدارك "الا اننا نعتبر ان تطبيع العلاقات بين تركيا وارمينيا يجب ان يتم عندما تنسحب القوات الارمنية من الاراضي الاذربيجانية المحتلة". وسيطر الانفصاليون الارمن على ناغورني قره باخ، المنطقة الجبلية التي تضم 150 الف نسمة، اثر مواجهات اسفرت عن سقوط ثلاثين الف قتيل في بداية تسعينات القرن الماضي. وهدد مسؤولون اذربيجانيون اخيرا بقطع الغاز الذي تزخر به بلادهم المطلة على بحر قزوين، اذا تجاهلت انقرة قضية ناغورني قره باخ في مناقشاتها مع يريفان.
واستبعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في العاشر من نيسان/ابريل تطبيع العلاقات مع ارمينيا قبل التوصل الى حل للنزاع الاذربيجاني الارمني. ورأى المحلل السياسي الاذربيجاني المستقل راسم مسبوقوف ان "تطبيع العلاقات سيستغرق سنتين ستبقى خلالهما الحدودة مغلقة". واضاف ان "المعلومات التي لدي تفيد ان خارطة الطريق تنص على تسوية متزامنة للقضايا العالقة وخصوصا ما اطلق عليه اسم الابادة الارمنية وسحب القوات الارمنية من الاراضي الاذربيجانية المحتلة".
الا ان المحللين يرون ان خارطة الطريق تشكل رغم ذلك اختراقا، اذ ان مساعي المصالحة اثمرت بعد سنوات من المفاوضات. واعتبر الكسندر اسكندريان المحلل في يريفان ان "العملية ماضية قدما وهذا اصلا ايجابي. لن تفتح الحدود، لكن ذلك مهم كثيرا بالنسبة الى ارمينيا". واضاف ان "فتح الحدود سيفتح طريقا مباشرا من ارمينيا الى اوروبا وسيفتح سوقا في شرق تركيا بالغة الاهمية بالنسبة الى الاقتصاد الارمني".