دعوات متتالية إلى وقف إطلاق النار في سريلانكا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن-بروكسيل:دعا البيت الابيض الجمعة الى وقف فوري لاطلاق النار في سريلانكا حيث يحاصر الجيش السريلانكي المتمردين التاميل في شمال شرق الجزيرة كما اعرب البيت الابيض عن قلقه العميق حيال انتهاكات القانون الانساني الدولي. وجاء في بيان للبيت الابيض ان "الولايات المتحدة قلقة جدا لمأساة المدنيين الابرياء العالقين في النزاع بين الحكومة السريلانكية ونمور التاميل ومن حصيلة القتلى التي تتصاعد". واضاف "ندعو الطرفين الى وقف المعارك فورا والسماح للمدنيين بمغادرة منطقة المعارك بكل امان".
وحث البيت الابيض حكومة سريلانكا على وقف قصف المنطقة المفترض ان تكون امنة بالنسبة للمدنيين والسماح للمنظمات الانسانية والصحافيين بالوصول الى المدنيين الذين فروا من المعارك. وجاء في البيان ايضا "ندعو الطرفين الى التقيد كليا بالتزاماتهما في مجال القانون الانساني الدولي. نحن قلقون جدا من المعلومات التي تتحدث عن انتهاكات (لهذا القانون) ونأخذ هذه المعلومات على محمل الجد".
كذلك حث الرئيس الأميركي باراك أوباما حكومة سريلانكا ومسلحي نمور التاميل على التوقف عن القتال فورا والسماح للمدنيين بالجلاء عن مناطق القتال.
وقال أوباما "إن الولايات المتحدة قلقة بشدة بسبب المأساة التي يعيشها المدنيون الأبرياء العالقين في المنطقة بين الحكومة ونمور التاميل، وبسبب ارتفاع حصيلة القتلى".
وكان الجيش السريلانكي قد أعلن أن نحو 108 آلاف مواطن قد فروا منذ يوم الإثنين من منطقة التمرد التي تتقلص باطراد بعد أن قام الجيش بقصف حاجز ترابي بناه النمور لمنع الحركة من وإلى المنطقة.
وكان الجيش السريلانكي قد رفض دعوة الأمم المتحدة إلى هدنة في عدد من جبهات القتال شمالي سريلانكا للسماح لعمليات الإغاثة والإخلاء لما يقرب من 50 ألف مدني ما زالوا عالقين في مناطق الصراع بين القوات الحكومية ومقاتلي نمور التاميل.
وقال الناطق باسم الجيش السريلانكي البريجاديير شافيندرا سيلفا إن السبيل الوحيد أمام المدنيين للإفلات من مناطق المعارك هو الجيش، لأن مسلحي التاميل لن يسمحوا لهم بالفرار.
وتستعد الأمم المتحدة لإرسال فرق إغاثة إلى المنطقة لمساعدة المدنيين على الخروج منها.
وتقدر الأمم المتحدة عدد القتلى حتى الآن بـ 6500 بينما وصل عدد الجرحى الى 14 ألفا كما ورد في وثيقة وزعتها المنظمة الدولية على البعثات الدبلوماسية في سريلانكا.
مساعي دبلوماسية
في هذه الأثناء قررت الهند إيفاد اثنين من مسؤوليها الكبار إلى العاصمة السريلانكية كولومبو، وذلك بعدما ناشد وزير الخارجية براناب موخرجي التوقف عن قتل المدنيين.
ومن المتوقع أن يحاول أمين سر وزارة الخارجية شيفشانكار مينون ومستشار الأمن القومي نارايانان إقناع السلطات السريلانكية بحرج الوضع الإنساني.
وتقطن جنوب الهند أقلية هامة من التاميل؛ ويضغط قادتها على سلطات دلهي من أجل التدخل.
وكان أمين عواد ممثل هيئة اللاجئين التابعة للامم المتحدة في العاصمة كولومبو قد ناشد الحكومة السماح لفريق من الأمم المتحدة للعبور إلى منطقة الصراع.
ودعا عواد، مقاتلي نمور التاميل الى فتح ما سماه "بوابات جهنم" كما وصفها، والسماح بخروج الناس منها. وقال عواد ان الآلاف من الذين فروا من تلك المناطق يعانون من هول ورعب ما مروا به، ويعانون من ضعف التغذية والهزال، وبحاجة الى امدادات انسانية.
وذكرت مصادر في الجيش السريلانكي أن نحو 100 الف مدني قد فروا من المناطق التي يسيطر عليها نمور التاميل.
وقال متحدث عسكري ان الجيش يسيطر على ما بين 10 الى 15 في المئة مما تبقى من معاقل نمور التاميل. واضاف المتحدث ان نمور التاميل يحاولون نقل زعيمهم براباكاران الى مكان آمن.
وأوضح أن نحو 30 مدنيا قتلوا في غضون الأيام القليلة الماضية، بينهم 17 قتلوا في عملية انتحارية نفذها نمور التاميل.
وكان متحدث باسم نمور التاميل قد اتهم الحكومة السريلانكية بقصف المدنيين وارتكاب "مجزرة" خلال هجماتها العسكرية على مناطق شمال البلاد وقتل ما لا يقل عن ألف شخص وجرح 2300 مدنيا منذ يوم الاثنين.
كما اتهم القوات الحكومية باستخدام المدنيين كدروع بشرية واجبارهم على زرع حقول الغام.
الا ان الحكومة السريلانكية نفت ذلك، ووجهت اتهاما في المقابل لمتمردي التاميل باستهداف المدنيين. ووضعت الحكومة مهلة لاستسلام قادة نمور التاميل او مواجهة اعمال عسكرية حاسمة بحلول السادسة والنصف بتوقيت جرينتش.
الاتحاد الاوروبي يدين التاميل لاستعمالهم المدنيين دروعا بشرية
بدروه، دان الاتحاد الاوروبي بشدة استعمال نمور تحرير ايلام التاميل المدنيين دروعا بشرية . وقالت الرئاسة التشيكية للاتحاد الاوروبي ان "الاتحاد يدين بشدة نمور تحرير ايلام لاستعماله المدنيين دورعا بشرية".
وجاء في بيان "يتوجب على حكومة سريلانكا وكذلك على نمور تحرير ايلام التاميل احترام القواعد الانسانية الدولية كليا وتأمين حماية للمدنيين في اي وقت".
واضاف البيان ان "مصير المدنيين المحاصرين في المعارك والذين يتعرضون للخطر بسبب الاعمال العدائية هو اكثر ما يقلقنا".
وجاء في البيان ايضا ان "الاتحاد الاوروبي يعرب عن قلقه العميق حيال العدد الكبير من الضحايا المدنيين وكذلك تدهور الوضع الانساني في شمال سريلانكا".
واضاف ان "الاتحاد الاوروبي يدين بشدة عمليات القتل في صفوف المدنيين ويدعو جميع الاطراف الى اتخاذ الاجراءات الضرورية لتحاشي سقوط ضحايا مدنيين اخرين".
واشادت رئاسة الاتحاد الاوروبي بالهدنة لمدة يومين التي اعلنتها الحكومة السريلانكية وكذلك بوصول مسؤول الشؤون الانسانية في الامم المتحدة جون هولمز السبت الى سريلانكا.