شبح فيتنام يتجدد في أفغانستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: تناولت اليوم تقارير صحافية أميركية حقيقة الأخطار الوشيكة والكبيرة التي باتت تلاحق القوات الأميركية وباقي قوات التحالف في أفغانستان، وتحت عنوان "هل ستصبح أفغانستان كفيتنام بالنسبة الرئيس باراك أوباما؟ " - قال تقرير أعده موقع "ورلد نيت ديلي" الإخباري الأميركي اليوم السبت أن أفغانستان قد تتحول بالفعل إلى مستنقع بالنسبة لإدارة الرئيس أوباما، لأن عودة ظهور حركة طالبان بات يمثل تهديدا ً للقوات الأميركية الموجودة هناك، رغم أنها ستشهد تعزيزا ً بعدد آخر من القوات يصل إلى 17 ألف جندي، كما أنه سيمثل صداعا ً في رأس حكومة باكستان الخجولة.
وأشار التقرير أيضا ً إلى أن جزءا ً من المشكلة يرجع في الأساس إلى أن القوات الأميركية وباقي قوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" ليست مدربة على مواجهة نوعية التمرد الموجودة في أفغانستان. كما أنها مدربة بصورة تقليدية على مواجهة قوة ميليشيات طالبان غير الاعتيادية، بالإضافة إلى نشرهم في مواقع نائية ٌتسهل من فرص تعرضهم للهجمات قبل أن تصلهم المساعدات. وقد جاء هذا التقرير التقديري في الوقت الذي قامت فيه باكستان خلال الأسبوع الماضي بالتخلي عن مقاطعة وادي سوات الواقعة على بعد نحو 100 كيلومترا ً إلى الشمال من العاصمة الباكستانية، إسلام آباد.
وأكد التقرير على أنه في الوقت الذي لا تخضع فيه العاصمة لتهديد وشيك، تتسبب التنازلات عن أجزاء كبيرة من الأرض لصالح الميليشيات الإسلامية في المنطقة التي تقع بشمال غرب البلاد على الحدود مع أفغانستان، في تشجيعهم على السعي وراء امتلاك مزيد من الأراضي. فعلى سبيل المثال، قامت حركة طالبان هذا الأسبوع بالتحرك إلى مقاطعة بونو الواقعة في جنوب منطقة سوات، على بعد 60 ميلا ً فقط في شمال العاصمة الباكستانية، لكنها لم تقدم على الانسحاب. من جانبه، قال سوبهاش كابيلا، الخبير والمحلل في الشؤون الإستراتيجية والعلاقات الدولية:" تمر باكستان اليوم بحالة يرثى لها، وأصبح وجودها الآن كدولة قومية على المحك".
وأضاف كابيلا :" لم يعد زحف حركة طالبان في باكستان بنفس الشكل الذي كان عليه في البداية، ومع هذا، فهي تقوم الآن بالركوض من أطراف البلاد الغربية المتفجرة إلى قلب ولاية البنجاب. ولم يعد يمثل تسارع خطى الحركة في باكستان تهديدا ً استراتيجيا ً بالنسبة للولايات المتحدة وقوات حلف الناتو في أفغانستان وحدها، أو في هذا الشأن إلى الهند. كما تحولت حركة طالبان الباكستانية اليوم إلى ما هو أشبه بالورم السرطاني الخبيث الذي يصعب علاجه ويهدد أمن واستقرار باكستان".
كما أكد التقرير على أن هناك علامات ومؤشرات تدل على ذلك في باكستان، منها ضعف القيادة وانعدام ثقتها في قدرات الجيش الباكستاني غير المدرب على مقاتلة حركات التمرد المتنامية في البلاد، والذي لا يتلقي سوي التدريبات التقليدية الخاصة بمواجهة القوات العسكرية الهندية. كل هذا بالإضافة إلى زيادة تعرض جهاز الاستخبارات الباكستانية للاختراق من قبل المتعاطفين مع حركة طالبان وكذلك بعض من الموظفين العسكريين متوسطي الرتب.