تغير الوضع الأمني في بونر بعد إنسحاب طالبان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بونر (باكستان): قال مسؤولون ان مقاتلي طالبان مازالوا في واد باكستاني بالقرب من العاصمة لكن كثيرين منهم انسحبوا بعد ان تخلوا عن قاعدتهم الرئيسية.
وقال عبد الرشيد خان كبير ضباط الشرطة في المنطقة "رحلوا لكنهم تركوا جراثيمهم هنا. لدينا الان حوالي 200 من مقاتلي طالبان المحليين يمكن رؤيتهم في الطرق."
واثار دخول طالبان بونر الواقعة على بعد حوالي 100 كيلومترا شمال غربي اسلام اباد قلق واشنطن خلال الاسبوع المنصرم بينما تنامت المخاوف حول استقرار باكستان المسلحة نوويا.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مقابلة مع محطة فوكس نيوز التلفزيونية في بغداد ان واشنطن تعتقد ان الترسانة النووية الباكستانية في مأمن الان "لكن ذلك نظرا للهيكل الحالي للسلطة".
وقالت كلينتون "احد مخاوفنا التي تطرقنا اليها مع الحكومة الباكستانية والجيش انه اذا حدث الاسوأ والذي لا يمكن تصوره وكانت طالبان المتقدمة هذه بصدد الاطاحة بشكل اساسي بالحكومة لاخفاقها في صدها حينئذ ستحصل طالبان على مفاتيح الترسانة النووية لباكستان".
وقالت "لا يمكننا حتى تصور ذلك. ولا يمكننا ... ان ندع ذلك يستمر بشكل اكبر . وهذا يفسر سبب سعينا بقوة من اجل جمع الباكستانيين حول استراتيجية لاستعادة بلادهم".
وباكستان دولة لا يجرؤ الغرب على تجاهلها. والاستعانة بها ضرورية لهزيمة القاعدة ومساعدة الغرب في مهمته لتحقيق الاستقرار في افغانستان.
وامر القائد العسكري للمتمردين فضل الله رجاله يوم الجمعة بالانسحاب الى وادي سوات المجاور وقال متحدث باسمه ان نحو 100 مقاتل ينسحبون.
وشاهد سكان المنطقة مقاتلي طالبان وهم يغادرون قاعدتهم الرئيسية في قرية سلطان فاس بوادي بونر.
وقال مسؤول امني كبير ان على طالبان ان تلقي سلاحها وتسمح للشرطة بمواصلة مهامها وتسمح لمحاكم جديدة تعرف باسم محاكم القضاة بتطبيق العدالة طبقا للشريعة الاسلامية.
وقال "اذا لم يفعلوا ايا من هذه الاشياء فان الدولة ستقرر القيام بعملية ستكون على نطاق اكبر هذه المرة."
ومع عودة مقاتلين من سوات الى ديارهم فان مقاتلين مسلحين ينحدرون من بونر شوهدوا وهم يجوبون الطرق كالعادة على الرغم من ارسال المئات من ميليشيات الشرطة الى المنطقة.
وقال سيد جاويد شاه وهو مسؤول حكومي بارز في بونر "لن يلقوا بأسلحتهم بسهولة. يعلمون أنهم خلقوا عداوات مع سكان قتل أقارب لهم."
وأجبر فضل الله زعيم طالبان في سوات الحكومة على الاذعان لمطالب تطبيق الشريعة الاسلامية في عموم منطقة ملكند في الاقليم الحدودي الشمالي الغربي التي تشمل سوات وبونر.
وعلى الرغم من موافقة البرلمان والرئيس الباكستاني اصف علي زرداري على تطبيق الشريعة الاسلامية في سوات في وقت سابق من الشهر الحالي الا انها لم تدخل حيز التنفيذ.
ويقول مسؤولون باكستانيون ان انتقال المقاتلين من سوات الى بونر ينتهك بنود اتفاق يرمي الى الحفاظ على السلام.
وتريد حكومات غربية تشعر بالقلق من انزلاق باكستان الى الفوضى ان ترى ترابطا واجراء من قبل الحكومة وربما يريد زرداري ان يظهر بعض الصلابة قبل محادثات في واشنطن مع الرئيس باراك اوباما ونظيره الافغاني حامد كرزاي في السادس والسابع من مايو ايار.
وتحتم على صندوق النقد الدولي انقاذ باكستان من تباطؤ اقتصادي في نوفمبر تشرين الثاني الماضي وهو الشهر الذي جرى فيه تعليق محادثات السلام مع الهند بعد الهجوم الذي شنه متشددون باكستانيون على مدينة مومباي الهندية.
ووجه مسؤولون أميركيون بارزون انتقادات حادة لسياسة الاسترضاء التي انتهجتها باكستان مع المتشددين في سوات وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان باكستان تنازلت عن سلطتها.
وتحيط بالحكومة المدنية التي تولت السلطة منذ عام بعد عشر سنوات تقريبا من الحكم العسكري مشكلات خطيرة.
واصدر الجنرال أشفق كياني قائد الجيش الباكستاني بيانا شديد اللهجة يوم الجمعة لتبديد الشكوك حول قدرة وعزم الجيش على قتال المتشددين.
وتدهورت الاوضاع الامنية بشكل تام مع وقوع هجمات كبيرة في اسلام اباد ولاهور عاصمة اقليم البنجاب ومددت طالبان نفوذها عبر الشمال الغربي.
لكن الجيش احتوى انشطة المتشددين في منطقة وزيرستان القبلية والحق بهم الهزيمة الشهر الماضي في باجور وهي المنطقة القبلية الاخرى التي تعد معقلا للمتشددين.