الكويت: نشاط لافت ومفاجئ لشيخ من الأسرة

بإنتظار مجلس الأمة الذي ستفرزه الإنتخابات البرلمانية
الكويت: نشاط لافت ومفاجئ لشيخ من الأسرة

عامر الحنتولي من الكويت: في وقت تتجه فيه الكويت الى انتخابات برلمانية الشهر المقبل ينتظر أن تسفر عن مجلس نواب متشدد جدا كسابقه وحكومة كويتية لا يزال عنوانها الرئيسي وتفاصيلها مخفية عند أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح الموسوم داخليا وخارجيا بقلب الحكيم لإسهاماته عبر العقود الخمسة الماضية في اطفاء حرائق اقليمية، بدا لافتا أمس الظهور المفاجئ للشيخ سعود الناصر الصباح وزير الإعلام الكويتي الأسبق والسفير الكويتي الأسبق لدى الولايات المتحدة الأميركية ليطلق النار في اتجاهات عدة بعد سنوات من الصمت السياسي والزهد بالأضواء بعد خروجه من الحكومة الكويتية عام 2000 بعد صراع مرير مع الحركات الإسلامية التي توجست بقوة من سياساته الأمر الذي قاد الى استجوابه.

والشيخ سعود الذي عمل بقوة ونجاح على اقناع كبار المشرعين الأميركيين عام 1990 في مجلسي الشيوخ والنواب على تبني قرار يسمح لبلادهم باستخدام القوة العسكرية لتحرير الكويت، أجرى أمس مقابلة هامة جدا مع صحيفتي "الشرق" القطرية" والنهار الكويتية متهما حكومة تصريف الأعمال الكويتية برئاسة الشيخ ناصر المحمد الصباح بأنها ضعيفة جدا مطالبا بإخضاع الدستور الكويتي لتعديلات شأنه شأن جميع الدساتير حول العالم، وفيما لا تزال مفاعيل مقابلة الشيخ سعود تثير ما تثيره من الزوابع السياسية في الكويت، فإنه سيطل غدا على المشاهدين في ثاني اطلالة اعلامية تلفزيونية له منذ خروجه من الحكومة الكويتية عام 2000، إذ وافق على اجراء مقابلة تلفزيونية ثانية على الهواء مباشرة لبرنامج "ديوان الوشيحي" الذي ينتظره الشارع الكويتي بقوة، وهو أقوى البرامج السياسية التي ستبثها قناة "الشاهد" أحدث مولود تلفزيوني في الكويت الذي ينطلق بثه الرسمي اليوم، علما أن الوشيحي كان قد نجح العام الماضي في تقديم برنامج انتخابي على فضائية "الراي" الكويتية، إلا أنه لا يعرف بعد السبب الذي خرج على اثره الوشيحي من الراي فضائية وصحيفة يملكها رجل الأعمال الكويتي المعروف جاسم مرزوق بودي.

وكان الشيخ سعود قد تبنى خلال اللقاء مع فضائية "سكوب" مواقف شعبية من الطراز الأول مثل رفضه مداهمة الإنتخابات الفرعية للقبائل الكويتية، و دعوته لإسقاط القروض البنكية عن الكويتيين المعسرين، ورفضه أي حل للبرلمان خارج مواد الدستور الكويتي، كاشفا أنه لا يعيش عزلة سياسية وانه ليس منبوذا إذ عرض عليه الأمير الحالي حين كان رئيسا للحكومة أكثر من موقع وزاري إلا أنه كان يعتذر عن قبولها لأسباب لم يكشف عنها.

والسؤال الوحيد تقريبا الذي يملأ الكويت هذه الساعات هو أسباب الظهور الإعلامي المفاجئ للشيخ سعود وما ينوي قوله في المقابلة التلفزيونية بعد أن كشفت المقابلة الصحافية عن توجهات سياسية قوية للشيخ سعود ظهرت من بين ثناياها رغبة في استعادة موقع سياسي دون أن تعرف بعد ردة فعل حلقات القرار العليا في الكويت، في وقت أصدرت فيه مراجع كويتية عليا نهاية الأسبوع الماضي أوامر لجميع أفراد الأسرة الحاكمة بالإبتعاد عن الندوات والتجمعات الإنتخابية للمرشحين لئلا يفسر ذلك بأنه دعم من جانب أسرة الحكم لأي من المرشحين، وعد التأثير بأي شكل من الأشكال على مجرى الإنتخابات.