أخبار

السعودية تحارب الإرهاب عن طريق مركز التأهيل

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرياض: يؤكد عبدالله الهمامي ان الصور الشهيرة لمعتقلين عراقيين يتعرضون للتعذيب على يد عسكريين اميركيين في سجن ابوغريب كانت السبب الرئيسي لاختياره طريق "الجهاد". ويقول الهمامي خلال زيارة الى مركز اعادة التأهيل او "المناصحة" نظمتها وزارة الداخلية السعودية "اردت ان اقتل اميركيين". لكنه اعتقل في جنوب السعودية بينما كان يهم للتوجه الى العراق في 2005 وامضى 44 شهرا في السجن.

اما اليوم يعتبر الهمامي ان ما اراد فعله كان خطأ، ويوضح "كانت لدينا صورة مشوهة عن مفهوم الجهاد".

وانشئ هذا المركز الرائد في السعودية لاعادة تأهيل المعتقلين السابقين في غوانتانامو والناشطين في تنظيم القاعدة الذين يعتقلون داخل البلاد باقتراح من الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الامنية.

والهمامي عائد للتو من حصة تعليمية قاد خلالها الشيخ احمد حميد جيلاني المبتسم دائما حلقة حوارية حول مفهوم الجهاد. يشار الى ان "مركز الامير محمد بن نايف للمناصحة والرعاية" هو خط الدفاع الاول للمملكة في مواجهة تنظيم القاعدة ويهدف الى منعه من التقاط انفاسه بعدما تمكن بين 2003 و2006 من تنفيذ سلسلة من الهجمات الدامية، ما دفع بالسلطات الى شن حرب دون هوادة عليه.

وادخل الى المركز اكثر من 270 شخصا بينهم 117 من العائدين من غوانتانامو، بهدف اعادة دمجهم في المجتمع وحثهم على التخلي عن "الفكر الضال".

ويمثل المركز نقيضا لغوانتانامو حيث مورست وسائل تحقيق قاسية، فالسلطات السعودية تؤمن لنزلاء المركز الطعام بوفرة وتضمن لهم الترفيه والدروس التي تؤكد لهم ان نواياهم كانت طيبة على الارجح وانما سلكوا الطريق الخطأ. وقال الهمامي "الآن اعرف ما هي قواعد وشروط الجهاد (...) اولا ان الجهاد يحتاج موافقة الحكومة، وثانيا يحتاج لموافقة اهلي".

من جهته، يقول الدكتور عبدالرحمن الحدلق، مدير الامن العقائدي في وزارة الداخلية، "ان المقاربة القاسية ليست المقاربة الوحيدة". ولا يخفي المسؤولون السعوديون فخرهم ازاء المعدلات المنخفضة للذين يعودون الى فكر تنظيم القاعدة بعد خروجهم من المركز.

ومن بين المعتقلين السابقين من غوانتانامو، عاد 11 فقط للالتحاق بنشاط القاعدة، خمسة بينهم اعتقلوا وخمسة لا يزالون فارين. وواحد فقط هو محمد العوفي، عاد وسلم نفسه طوعا بعدما التحق بالقاعدة في اليمن.

ويضم المركز الذي بدأ عمله مطلع العام 2006 خبراء نفسيون، وتتلخص مقاربته في اقناع نزلائه بان التحاقهم ب"الجهاد" على هذا النحو يعني انهم رفضوا المجتمع السعودي وعائلتهم والدولة التي ينتمون اليها. ولاعادتهم الى حضن الدولة والمجتمع، يؤمن البرنامج تسهيلات مالية واجتماعية سخية.

وقال الطبيب النفسي الرئيسي تركي العطيان في المركز "نقول لهم انها ليست مسؤوليتهم ان يقرروا (..) نقول لهم من هو المسؤول عن اصدار الفتاوى".

من جانبه، يرى الباحث كريستوفر بوتشك من "مركز كارنيغي فور انترناشونال بيس" في واشنطن، والذي قام بدراسات حول المركز، ان "هناك الكثير في المدرسة الوهابية حول الطاعة والتسليم بالسلطة". وهذا الجانب هو من اول الامور التي تطرح على النزلاء في المركز.

فالعائدون من غوانتانامو يعاملون بلطف اذ تتم معانقتهم وتغذيتهم بشكل جيد في المركز، كما تتاح لهم فرصة مقابلة الامير محمد بن نايف على انفراد. ويسمح لهم كذلك بتمضية اسبوعهم الاول بعد عودتهم من غوانتانامو مع عائلاتهم.

ومن ابرز اهداف المركز هو تزويج النزيل لتحميله مسؤوليات عائلية وثنيه عن السياسة. ويمنح الذين انهوا البرنامج المال من اجل الزواج ومنزلا يقيمون فيه، كما يحصل ابناؤهم على دعم مالي.

وقال مسؤول امني من جهته ان النزيل بعد ان ينهي البرنامج "عليه ان يعيش في اطار العائلة والقبيلة حيث الرقابة الاجتماعية القوية".

ويقع المركز خلف جدار طوله ثلاثة امتار في احدى ضواحي الرياض، وبالقرب من حدائق للعائلات وحلبات لسيارات الكارتينغ. ويقسم المركز الى عدة "منتجعات"، وهو يضم غرف نوع ومطبخا وقاعات للحصص الدراسية وخيمة مخصصة للاجتماعات والصلاة.

كما رسم على احد مباني المركز شجرة خضراء تحمل توقيع الامير محمد. ووسائل الترفيه متوافرة للنزلاء خلال الاشهر ال12 التي يمضونها في المركز، فهناك مسبح وناد رياضي وطاولة بيلياردو والعاب بلايستايشن فضلا عن ملعب للكرة الطائرة.

ويحظى النزلاء بحصص لدراسة الفنون يعطيها اخصائي في العلاج بالفن. وقال العطيان "لا نقوم بغسل دماغ سلبي بل بغسل دماغ ايجابي".

ويثني المسؤولون الامنيون الاجانب على المقاربة الرائدة للمركز مشيرين في الوقت عينه الى عدم امكانية تطبيق هذه المقاربة على ناشطين في دول اخرى.

ويذكر ان المركز مخصص فقط للناشطين الاقل عنفا، فهناك 1500 ناشط في السجون والحكومة تؤكد ان اي شخص "على يده دماء" لن يتم الافراج عنه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف