حل الدولتين وحل الـ23 دولة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن: الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء اهتمت كثيرا بموضوع مخاطر انتشار أنفلونزا الخنازير، لكنها نشرت أيضا مواضيع تتناول الموقف الأمريكي من القضية الفلسطينية وأفغانستان وأرمينيا والصومال. صحيفة "الاندبندنت" نشرت تحقيقا بعنوان "المائة يوم الأولى لأوباما: وراء فلسطين.. حل الـ23 دولة". يتساءل كاتب المقال، دونالد ماكنتاير، في بداية مقاله "هل سينجح باراك أوباما أخيرا في تحقيق السلام في الشرق الأوسط عن طريق الربط بين المخاوف الإسرائيلية من التسلح النووي الإيراني وبحثه عن حل للنزاع في فلسطين؟
ويمضي قائلا إن الرئيسين المنتمين للحزب الديمقراطي اللذين سبقا أوباما في البيت الأبيض، نجح الرئيس جيمي كارتر في التعامل مع القضية بعد أشهر من وصوله للبيت الأبيض وحقق في الشرق الأوسط خلال فترة رئاسية واحدة أكثر مما حققه الرئيس بيل كلينتون خلال فترتين رئاسيتين له. ويقارن الكاتب بين ما حققه كل من هذين الرئيسين فيقول إنه بينما نجح كارتر في كامب ديفيد في تحقيق سلام دائم بين مصر واسرائيل-عبر وساطته بين السادات ومناحم بيجين- رغم فشله في التعامل مع النزاع الفلسطيني الاسرائيلي، ترك كلينتون المشكلة إلى رئاسته الثانية، ثم فشل في وساطته بين إيهود باراك وياسر عرفات.
ويضيف أن أوباما يبدو أنه يتبع خطى كارتر، فيتجه خلال فترة رئاسته الأولى إلى مشكلة الشرق الأوسط. وهو بدعوته الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو والرئيس المصري حسني مبارك للاجتماع به في أوائل يونيو/ حزيران، يبدو ملتزما ببرنامجه الانتخابي في سعيه للتوصل إلى حل للقضية.
ويمضي الكاتب فيشير إلى المصاعب التي تواجه مبادرة أوباما الذي عين جورج ميتشيل مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط، ثم اجتمع مع الملك الأردني عبد الله الثاني وما صدر عنه من تأكيدات تتعلق بحل يقوم على دولتين تتعايشان جنبا إلى جنب: إسرائيلية وفلسطينية.إلا أن كاتب المقال يرى أن وصول بنيامين نتانياهو إلى رئاسة الحكومة الاسرائيلية قد يؤدي إلى عرقلة العملية بأسرها، فهو "لم يلزم نفسه أصلا بفكرة قيام دولة فلسطينية".
ويقول إن البعض في اسرائيل يرى أن أفضل ما يمكن لنتانياهو عمله هو "التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد على إعادة مرتفعات الجولان". ويشير الكاتب إلى أن واشنطن قد تتبنى مشروع المبادرة العربية للسلام الذي يقوم على أساس ما يمكن أن يقدمه العرب مجتمعون لإسرائيل- "طالما ان الفلسطينيين لا يملكون الكثير الذي يكمنهم تقديمه"- مقابل اقامة الدولة الفلسطينية.
ويتطرق إلى ما أعلنه وزير الخارجية البريطاني ديفيد مليباند في أبو ظبي في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في محاولة منه للتأثير على القيادة الأمريكية "القادمة" حينما تحدث عن "حل الـ23 دولة" الذي يشمل كل الدول العربية إضافة إلى إسرائيل. "واذا كان ما يشغل بال نتانياهو أكثر هو الخطر الايراني فربما يمكن تقديم ضمانت لاسرائيل والدول العربية في مواجهة الخطر النووي الايراني مقابل تحقيق تقدم من جانب اسرائيل على المسارين السوري والفلسطيني".
ويقول الكاتب إن السياسة الامريكية الجديدة في عهد أوباما يبدو أنها تتبنى نغمة جديدة تؤكد أن حل النزاع الفلسطيني الاسرائيلي (يصب في نطاق المصلحة الأمريكية. إلا أن الكاتب يطرح في النهاية تساؤلاته بشأن ما اذا كانت الإدارة الامريكية ستضع خططها الخاصة الكفيلة بالتوصل إلى "صفقة"؟ وهل ستتمكن على الأقل من وقف بناء المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية التي تهدد فرص قيام الدولة الفلسطينية؟ وهل أوباما مستعد للدخول في مواجهة مع نتانياهو عن طريق جعل حل المشكلة مسألة تتمتع بالأولوية؟
ويخلص إلى القول إنه بعد مرور 100 يوم على تولي أوباما المنصب، تبدو هناك استراتيجية أمريكية تتشكل في الأفق، ستكون في حاجة إلى العزيمة والحظ والشجاعة، وهي جوانب لم تتحقق للرؤساء الأمريكيين السابقين.
مسألة الأرمن
في صحيفة "الاندبندنت" يكتب روبرت فيسك مقالا يوجه خلاله انتقادات شديدة إلى الرئيس باراك أوباما بشأن موقفه مما وقع للأرمن على أيدي الأتراك (العثمانيين) وهو ما يراه الأرمن عملا من أعمال "الإبادة الجماعية" بينما يقاوم الأتراك حتى مجرد الاعتراف بوقوع "فظائع".يقول فيسك إن أوباما لم يلتزم بالعهد الذي قطعه على نفسه خلال حملته الانتخابية عندما قال "إن إبادة الأرمن ليست مزاعم.. لكنها حقيقة موثقة تؤيدها دلائل تاريخية كبيرة. إن أمريكا تستحق أن يكون لديها رئيس يتحدث بصدق عن إبادة الأرمن، وأنا أعتزم أن أكون هذا الرئيس".
ويقول روبرت فيسك إن أوباما تراجع عن استخدام كلمة ابادة وأشار إلى وقوع "فظائع" وتقاعس حتى عن تحميل تركيا مسؤولية "القتل الجماعي الذي دفع بمئات الآلاف من النساء الارمينيات والأطفال إلى السير حتى الموت في الصحراء".
حقوق المرأة
في "التايمز" يكتب توم كوجلان من كابل حول خضوع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي للضغوط الدولية والتعهد بتعديل قانون جديد يتغاضى عن اغتصاب الزوج لزوجته، وتزويج فتيات في سن صغير للغاية وهو ما أدى إلى اندلاع بعض أعمال العنف والاشتباكات في العاصمة الأفغانية الاسبوع الماضي. ويقول المقال إن القانون المتعلق بأحوال الأسرة الذي أقره كرزاي الشهر الماضي كان يفرض على المرأة المتزوجة عدم مغادرة منزل الزوجية بدون تصريح من زوجها، كما كان يمنح الرجل الحق في الحصول على "المتعة الجنسية" من زوجته كلما رغب في ذلك طالما لم يكن على سفر، في مخالفة للدستور الأفغاني الذي يمنح حقوقا متساوية للرجل والمرأة حسبما يقول الكاتب.
ويبدو - حسب المقال المنشور- أن كرزاي كان يرغب في الحصول"على تأييد الأفغان الشيعة الذين يناسبهم صدور قانون كهذا، قبل الانتخابات الرئاسية المؤجلة التي أعلن كرزاي أنه سيترشح لها". وكانت ناشطات نساء قد تظاهرن في كابل الاسبوع الماضي وتعرضن لاعتداءات من جانب حشد من الرجال المؤيدين للقانون محل الجدل.
وقال كرازي بعد تراجعه عن اعتماد القانون الجديد إنه لم يكن قد قرأه بعناية. وجاء إعلانه التراجع عن اصدار هذا القانون خلال اجتماعه بوفد من الناشطات الأفغانيات من أجل حقوق المرأة.
تفاؤل في الصومال
صحيفة "الفاينانشيال تايمز" تنشر مقالا تحليليا حول الوضع في الصومال بعنوان "الرئيس يعيد الأمل إلى الصومال". الرئيس المقصود بالطبع هو الشيخ شريف شيخ احمد الذي أصبح رئيسا للبلاد في مطلع العام الجاري. وهو-حسب الصحيفة- يواجه أوضاعا شديدة التعقيد تتمثل في ضرورة تخليص البلاد من "أمراء الحرب"، والتصدي لهجمات الميليشيات "الإسلامية" المتشددة التي كانت في الماضي حليفة له، ومد سلطة الحكومة المؤقتة على تراب البلاد، واستعادة الاستقرار والخدمات.
الشيخ شريف هو رئيس اتحاد المحاكم الاسلامية الذي تمكنت قواته من السيطرة على مقديشو في 2006 لمدة 6 اشهر قبل الاطاحة بسلطته بعد دخول القوات الاثيوبية. ولكن الدائرة دارت بعد انسحاب القوات الاثيوبية، واستقالة رئيس الحكومة الانتقالية، فعاد الشيخ شريف وانتخبه البرلمان في يناير رئيسا. لكن حكومته تلقى مقاومة شرسة من جانب جماعات "جهادية" تحصل على دعم خارجي كما تقول الصحيفة. وهو يقول اليوم "إنه مستعد للاعتراف بكل الأحزب لتحقيق المصالحة. هذا الجانب يثير مخاوف الدول الغربية التي تقدم مساعدات للصومال.
ويأمل الشيخ شريف في أن يؤدي نشر قوات الأمن إلى السيطرة على الأوضاع واستعادة النظام في البلاد، واقامة حكم القانون وفرض سلطة الدولة في المناطق البعيدة. وهو متفائل بإمكانية تحقيق هذا بدعم من الصوماليين في الداخل الذين تعبوا من الفوضى، وفي الخارج حيث نجح أخيرا في كسب ثقتهم. وقد تمكن أخيرا من تقديم ميزانية للبلاد للمرة الأولى منذ 1991.
التعليقات
دولتي التطرف ام الحق
.... -سلاممن سمات هذا العصر خلط الأوراق والتماهي والتكلمبما لا ينوي المصرّح تحقيقه وهو ما يتبين من خلال كثرة التصريحات وتشتيت الحق بالزور والباطل تعطيلاً للحق وهو ما يتبدىّ بتصريحات نجاد الأخيرةوالتي فاجأ بها الجميع بقبوله بحل الدولتين كضربة استباقية لجهود حليفه السوري الجاد نحو السلام وتوجسه هو السبب الحقيقيThe main reasonلكي يقدم على ذلك وما على الدول الساعية للسلام الحقيقي والعادل إلاّ التنبه لذلك أولاًّ ثم تفعيل الحق الإسرائيلي والفلسطيني بالسلم والتعايش المشترك وعدم الإنخداع بالظاهر مهما كان وشكرا لإيلاف