سويسرا: رفض للمبادرة الداعية إلى حظر المآذن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
جنيف: من المحتمل أن لا تحصل المبادرة الشعبية الداعية إلى حظر بناء المآذن في سويسرا على موافقة السويسريين حسب نتائج استطلاع للآراء نُشرت يوم الجمعة 24 أبريل الجاري. حيث عبر 49% من المستجوبين عن معارضتهم لها، وأيدها 37% وقال 14% إنهم لا زالوا مترددين تجاهها.
وفي الوقت الذي لم تعلن فيه السلطات الفدرالية المعنية بعدُ عن موعد تنظيم الإستفتاء الذي قد يُجرى قبل موفى السنة، يُلاحظ أن الرفض للمبادرة التي أطلقها سياسيون يمينيون متشددون يخترق جميع الشرائح العُمرية ولا يرتبط بالجنس أو الديانات.
وطبقا للنتائج التي أعلن عنها معهد "Isopublic" السويسري للأبحاث وسبر الآراء (العضو في معهد "غالوب" الدولي لاستطلاعات الرأي)، فإن الشبان والنساء والرجال والأثرياء وسكان المدن والأشخاص الذين لا ديانة لهم يرفضون المبادرة بوضوح أشد، على عكس النساء وأصحاب الدخول المحدودة أو المقيمين في الأرياف على سبيل المثال.
مؤيدون ورافضون
ويتركز التأييد للنص الداعي إلى تحوير الدستور الفدرالي لوقف تشييد المآذن في سويسرا في الأوساط القريبة من حزب الشعب السويسري (يمين متشدد) في حين يرفض المؤيدون للحزب الإشتراكي المبادرة بوضوح على غرار ناخبي الحزب الديمقراطي المسيحي (يمين وسط) والحزب الليبرالي الراديكالي (يمين). في المقابل، يرى شخص من بين كل ثمانية أن المبادرة لا جدوى من ورائها لأنها لا تجلب حلولا.
من جهتهم، يبرر المؤيدون للمبادرة موقفهم بالإشارة إلى أن المآذن غير مُستساغة في المشهد السويسري أو بالتذكير أن البلدان الإسلامية لا تسمح بدورها ببناء الكنائس المسيحية كما يتضح من بعض التبريرات وجود خوف من إسلام يتنامى تأثيره وحضوره.
في سياق متصل، أظهرت نتائج الإستطلاع - الذي أجراه معهد Isopublic في المناطق المتحدثة بالفرنسية والألمانية من سويسرا وشمل 1000 شخص أنه ليس بإمكان 17% (و18%) من المستجوبين أن يُقدّموا حججا لتبرير تأييدهم (أو رفضهم) للمبادرة التي لن تُعرض للتصويت الشعبي قبل نوفمبر القادم.
حوارات.. وسجالات
ومع اقتراب الموعد المحتمل للتصويت، بدأت وسائل الإعلام في تناول قضية المآذن والوجود الإسلامي في سويسرا عموما بشكلأ أكثر كثافة. ونقلت صحيفة لاليبرتي (تصدر بالفرنسية في فريبورغ) يوم الإثنين 27 أبريل مجريات ندوة نظمت يوم 25 أبريل في نفس المدينة تحت عنوان "من يخاف من المآذن" ذكّر خلالها ستيفان ماورهوفر، الرئيس المشارك للجمعية السويسرية للمفكرين الأحرار بأن المبادرة تترجم عن مشاعر الخوف التي أثارتها الحركات المتطرفة والأصولية والهجمات الإرهابية.
وفيما شدد محمد علي بتبوت، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في فريبورغ على أن المسلمين "لم يقدُموا باعتبارهم فاتحين دينيين ولا يُريدون أسلمة سويسرا وأنهم اختاروا نهج الإعتدال"، لاحظت بيترا بلايش- بوزار، الخبيرة السويسرية في الشؤون الإسلامية من جامعة فريبورغ أن "الأغلبية الساحقة للمسلمين وعددهم 300 ألف ليست متطرفة".
وأجمع العديد من المتدخلين من صفوف الجمهور على أن "الحوار بين الديانات والأعراق" يظل الطريق الأسلم لتجاوز العقد والمخاوف الناجمة عن الجهل والأفكار المسبقة لكن الطريق "لا زالت طويلة ومزروعة بالأشواك" على حد تعبير أحد المحاضرين.
وفي كتاب جديد صدر يوم 21 أبريل الجاري، تضمن دراسات معمقة من تأليف 20 باحثا حول "المشهد الديني الجديد في سويسرا - المخاطر والفرص الناجمة عن تنوعه"، اعتبر عالم الإجتماع يورغ ستولز أن الكنفدرالية تواجه على غرار بقية البلدان الصناعية التحديات الحديثة الناجمة عن التعددية الدينية والعرقية والثقافية في مجتمعاتها، لكنها تبدو "مهيئة أكثر من غيرها للتعاطي معها لأن سويسرا الحديثة تأسست على الصراع بين الكاثوليك والبروتستانت وهو ما سمح لها بتطوير ما يُشبه علما للتعايش السلمي بين الطوائف الدينية".
ولعل مصادقة السلطات البلدية في بلدة فولكتسفيل Volketswil على منح جمعية إسلامية محلية رخصة بناء أضخم مسجد في كانتون زيورخ (ولكن بدون مئذنة) تتسع قاعة الصلاة فيه لأكثر من 500 شخص ضمن مركز إسلامي يشمل قاعة اجتماعات وفصولا للتدريس ومطبخا ومأوى للسيارات ومسكنا للحارس في منطقة صناعية يؤشر إلى اقتناع متزايد بأن التعاطي الذكي في إطار القوانين السارية مع متطلبات الحضور الإسلامي المتنامي يمثل أقصر الطرق إلى اندماج حقيقي وهادئ لهذه الأقلية ضمن المجتمع السويسري.
التعليقات
المآذن الإسلامية
أحمد توفيق -المأذنة في التاريخ الإسلامي كانت مطلوبة عندما لم يكن هنالك وسيلة أخرى لإيصال صوت المؤذن لأبعد مسافة ممكنة وأحياناً لمراقبة التوقيت بالنسبة لشهر رمضان المبارك، وأما وقد أصبحنا والحمد لله في عصر التكنلوجيا الفائقة الدقة فلا أعتقد أن المأذنة تمثل حالياً أكثر رمز تاريخي للمساجد الإسلامية وكثير من المساجد التي زرناها في أوروبا لا يوجد لها مآذن وإن وجد فغير مستخدمة كحالها في الدول الإسلامية وشكراً
المآذن الإسلامية
أحمد توفيق -المأذنة في التاريخ الإسلامي كانت مطلوبة عندما لم يكن هنالك وسيلة أخرى لإيصال صوت المؤذن لأبعد مسافة ممكنة وأحياناً لمراقبة التوقيت بالنسبة لشهر رمضان المبارك، وأما وقد أصبحنا والحمد لله في عصر التكنلوجيا الفائقة الدقة فلا أعتقد أن المأذنة تمثل حالياً أكثر رمز تاريخي للمساجد الإسلامية وكثير من المساجد التي زرناها في أوروبا لا يوجد لها مآذن وإن وجد فغير مستخدمة كحالها في الدول الإسلامية وشكراً