أخبار

الصحافية الأميركية ضحية صراع السلطة في إيران

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ترجمة عبد الإله مجيد: لاحظ مراقبون انه ما أن بدأت العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران تتجه نحو التحسن نتيجة المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك اوباما حتى نشأت عقبة جديدة. وظهرت هذه العقبة باعتقال الصحافية الاميركية ذات الأصل الايراني روكسانا صابري في طهران ومحاكمتها وراء ابواب مغلقة ثم ادانتها بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.
وأثار هذا الانعطاف نحو الأسوأ في تطور الأحداث تساؤلات عن سببه الحقيقي. وفي هذا السياق اعتبر الكاتب محمد ساهمي في صحيفة انترناشنال هيرالد تربيون ان للانتكاسة التي ألمت ببادرة اوباما تجاه ايران علاقة وثيقة بالصراع الجاري على السلطة في ايران. ولكن بخلاف ما كان يحدث في السابق فان الصراع يحتدم هذه المرة بين اجنحة مختلفة داخل معسكر المحافظين وليس بين الاصلاحيين والمتشددين مباشرة. يعرف المطلعون على تركيبة السلطة في ايران ان المحافظين الذي يسيطرون على الحكم منقسمون ويواجهون متاعب كبيرة. ويقول خصوم الرئيس محمود احمدي نجاد انه اثبت عجزه عن معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تنوء ايران تحت ثقلها. وانه يواجه معارضة من الداخل والخارج على السواء. داخليا قد تكون لدى الاصلاحيين الآن افضل فرصة تتاح لهم منذ سنوات لانتزاع السلطة التنفيذية من المحافظين.
وخارجيا تسببت خطابية احمدي نجاد النارية في عزل ايران ، وهذه العزلة اطلقت صراعا خفيا ميررا على السلطة بين المحافظين البرغماتيين والمحافظين المتشددين. من المقرر ان تجري الانتخابات الرئاسية في 12 حزيران/يونيو ولعلها ستكون أهم انتخابات منذ الثورة الاسلامية عام 1979 لأن الخلافات بين الاصلاحيين والمحافظين لم تكن شديدة كما هي اليوم. وطرح الاصلاحيون مرشحين هما مير حسين موسوي ، رئيس الوزراء في فترة الثمانينات ، ومهدي كروبي ، رئيس مجلس الشورى سابقا الذي خاض حملة قوية في انتخابات 2005 ايضا. المحافظون لم يعلنوا مرشحهم حتى الآن لأنهم لا يستطيعون ان يقرروا لمن يمحضوا تأييدهم. فالمحافظون المعتدلون والبرغماتيون نسبيا لا يريدون دعم الرئيس احمدي نجاد لولاية ثانية وهم يريدون ان يسموا مرشحا معتدلا نسبيا ، ويرون انه من دون مرشح كهذا فان احد المرشحين الاصلاحيين سيفوز في الانتخابات ، وربما يكون فوزه ساحقا. كما انهم يريدون انفراجا مع ادارة اوباما.
المتشددون من الجهة الأخرى يريدون الاستمرار في دعم الرئيس احمدي نجاد وسياساته. ورغم ان السيد احمدي نجاد نفسه ابدى رغبة في التفاوض مع الولايات المتحدة فان انصاره ينظرون بعين الريبة الى بادرة اوباما تجاه ايران ويعارضون التقارب مع ادارته. يضم معسكر الرئيس احمدي نجاد غالبية الأجهزة الاستخباراتية وقسما من القيادة العليا للحرس الثوري ورجال دين متزمتين واتباعهم بقيادة آيه الله محمد تقي مصباح يزدي الذي يقوم ميردوه بدور مهم في السلطة القضائية ، والجناح المتشدد في الجهاز القضائي هو الذي دان الصحافية صابري. ثمة سببان لشعور المتشددين بالخطر من أي تقارب مع الولايات المتحدة. اولا ، ان تحسن العلاقات سيعزز مواقع القوى الاصلاحية والديمقراطية عندما يتلاشى خطر توجيبه ضربة عسكرية اميركية الى ايران. وفي هذه الحالة لن يعود الاصلاحيون مكشوفين لتهمة العمل ضد مصالح ايران القومية بالدعوة الى التصالح مع الولايات المتحدة. اما السبب الثاني فان تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة سيعني بالضرورة ان تلغي واشنطن وحلفاؤها ، على الأقل ، بعض العقوبات الاقتصادية المفروضة على ايران. ومن شأن هذا ان يهدد القوة الاقتصادية الضخمة التي يملكها المحافظون المتشددون.
ويرى الكاتب ساهمي ان المتشددين لهذه الأسباب يحاولون اثارة أزمة جديدة مع الولايات المتحدة للحيلولة دون أي تقارب ولصرف الانتباه عن صراعاتهم الداخلية. وان الصحافية صابري ضحية هذه الصراعات والحسابات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
وجهان لعملة واحدة
احمد حسين تواق -

صيغة هذا التحليل يفقدها شيئ مهم وهو الشعب الايراني وتعاطي الشعب مع النظام الحاكم. بمعنى آخر عند تحليلنا عن سياسة الملالي الحاكمين في ايران يجب ان نضع هذا الواقع في الاعتبار. لان من دون ذلك وكان نظام الملالي هو صاحب الارادة الاولى والاقوى في العالم ولا احد يستطيع ان يغير هذه المعادلة. من جهة اخرى يجب التروي في مغزى النظام الايراني واستحقاقاته. اريد ان نظام ولاية الفقيه لايستطع ولن يستطيع ان يتأقلم مع متطلبات العصر وتطورات الزمان. ياترى ان اوباما وكلينتون يريدان اقامة جسور مع النظام والنظام لايستطيع ان يتقدم. فمعناه هذا النظام يا اما ان يكون نظام ولاية الفقيه المنغلق على ذاته ويركّز علي القمع وتصدير الارهاب والتطرف للبقاء ومن ثم محاولة الحصول على السلاح النووي, يا امّا لن يبقى لانه لايستطيع ان يواكب متطلبات بقاء متحضّر مع العالم العصري. بتعبير آخر لايريد هذا النظام تطبيع العلاقات مع العالم ومع الغرب و مع العرب الّا بهدف الوصول الى مآربه الخاصة. وفي ما يتعلق الامر بامريكا فالعالم يذكر جيدآ فضيحة ايران- غيث, حيث قدم الحكومة الامريكية آنذاك كل شيئ لهذا النظام, تقديم مختلف انواع الاسلحة ومجئ مستشار الامن الوطني الامريكي مك فارلن الى طهران ومع مسدس وانجيل من ريجان الى خميني كبادرة حسن النية, لكن النظام الايراني آنذاك ايضا لم يتحمل هذه الوتيرة ولذا جاء رفسنجاني الى الساحة ليكشف النقاب عن كل ما جرى سرّا في الكواليس. واكبر هدية قدمتها امريكا آنذاك الى الملالي انها اعلنت رسميا وعلى لسان الناطق باسم الخارجية الاميريكية بان منظمة مجاهدي خلق منظمة ارهابية. لكن حتي هذه الهدية ايضا لم تشف غليل الملالي. فهل من مدكر؟

وجهان لعملة واحدة
احمد حسين تواق -

صيغة هذا التحليل يفقدها شيئ مهم وهو الشعب الايراني وتعاطي الشعب مع النظام الحاكم. بمعنى آخر عند تحليلنا عن سياسة الملالي الحاكمين في ايران يجب ان نضع هذا الواقع في الاعتبار. لان من دون ذلك وكان نظام الملالي هو صاحب الارادة الاولى والاقوى في العالم ولا احد يستطيع ان يغير هذه المعادلة. من جهة اخرى يجب التروي في مغزى النظام الايراني واستحقاقاته. اريد ان نظام ولاية الفقيه لايستطع ولن يستطيع ان يتأقلم مع متطلبات العصر وتطورات الزمان. ياترى ان اوباما وكلينتون يريدان اقامة جسور مع النظام والنظام لايستطيع ان يتقدم. فمعناه هذا النظام يا اما ان يكون نظام ولاية الفقيه المنغلق على ذاته ويركّز علي القمع وتصدير الارهاب والتطرف للبقاء ومن ثم محاولة الحصول على السلاح النووي, يا امّا لن يبقى لانه لايستطيع ان يواكب متطلبات بقاء متحضّر مع العالم العصري. بتعبير آخر لايريد هذا النظام تطبيع العلاقات مع العالم ومع الغرب و مع العرب الّا بهدف الوصول الى مآربه الخاصة. وفي ما يتعلق الامر بامريكا فالعالم يذكر جيدآ فضيحة ايران- غيث, حيث قدم الحكومة الامريكية آنذاك كل شيئ لهذا النظام, تقديم مختلف انواع الاسلحة ومجئ مستشار الامن الوطني الامريكي مك فارلن الى طهران ومع مسدس وانجيل من ريجان الى خميني كبادرة حسن النية, لكن النظام الايراني آنذاك ايضا لم يتحمل هذه الوتيرة ولذا جاء رفسنجاني الى الساحة ليكشف النقاب عن كل ما جرى سرّا في الكواليس. واكبر هدية قدمتها امريكا آنذاك الى الملالي انها اعلنت رسميا وعلى لسان الناطق باسم الخارجية الاميريكية بان منظمة مجاهدي خلق منظمة ارهابية. لكن حتي هذه الهدية ايضا لم تشف غليل الملالي. فهل من مدكر؟